تقدم المرشّح لرئاسة الحكومة البريطانية ريشي سوناك على منافسته ليز تراس في مناظرة "سكاي نيوز"، قبل ساعات قليلة، بعد أن حاز على غالبية أصوات جمهور من 60 عضواً من حزب المحافظين.
المناظرة الثانية أتت أكثر تعقيداً من المناظرة الأولى التي بثّتها "بي بي سي" قبل عشرة أيام، وواجه خلالها المرشّحان تحدّيات كثيرة، أمام جمهور ألح عليهما بالأسئلة حول البرنامج الانتخابي لكل مرشّح، أما مذيعة "سكاي نيوز" كاي بورلي فاستوحت أسئلتها من فوضى التصريحات والانتقادات والتنازلات والمشاحنات التي شهدتها الأيام الماضية.
ولا تزال تراس تتقدّم على سوناك في استطلاعات الرأي الخاصة بالحزب، إلا أن فوز سوناك هذه الليلة يحمل أبعاداً جديدة لهذه المنافسة، التي يصفها كثيرون بـ"غير المنصفة" أو "الصورية"، حيث تبدو النتيجة محسومة مسبقاً، مع وعود انتخابية لكلا المرشّحين فقدت تأثيرها الفعلي في حسم السباق.
تقدّمت تراس في استطلاعات الرأي، وحصلت على دعم أعضاء بارزين في الحزب، منهم وزير الدفاع بن والاس، والمستشار السابق ساجد جاويد، وغيرهما، هذا لم يمنع ارتباك تراس كعادتها في لقاءات مماثلة. تلكّأت مراراً أمام أسئلة الجمهور الصعبة التي لا تخلو من النقد، ودافعت عن التناقضات التي حفلت بها حملتها الانتخابية بالقول إنها تجيد الإصغاء وإنها تستجيب لتطلّعات الناخبين.
جاءت المناظرة في اليوم ذاته الذي حذّر فيه بنك إنكلترا من أن الاقتصاد البريطاني سيغرق في الركود لأكثر من عام ابتداء من هذا الخريف، إذ يدفع ارتفاع أسعار الطاقة بالتضخم إلى ما فوق 13 بالمائة. كما تزامنت مع الإحصاء الذي نشره موقع يوغوف، وخلص إلى أن ستة من كل عشرة بريطانيين سيحتاجون إلى خفض إنفاقهم في الكثير من الأمور لتغطية فواتير الطاقة.
واعتبرت تراس أن الركود "ليس حتمياً" ووعدت باتّخاذ "إجراءات جريئة" مقارنة برؤية منافسها، ووعدت بإصلاحات من شأنها تشجيع الاستثمار للنهوض بالاقتصاد. إلا أن سوناك، الذي خبر جائحة كوفيد-19، انتقد منافسته معتبراً أن خطّتها "ستزيد الوضع سوءا"، مذكّراً الجمهور بالإجراءات التي اتّخذها لمساعدة البريطانيين خلال الجائحة، وأعاد التشديد على ضرورة مواجهة التضخّم قبل خفض الضرائب.
وواجه المرشّحان لحظات صعبة ومربكة، أهمّها بالنسبة لتراس مواجهة أحد الحاضرين لها بالخطّة التي طرحتها قبل يومين حول خفض أجور القطاع العام في المناطق الأشدّ فقراً في المملكة المتحدة، وتراجعها عنها بعد أقل من 24 ساعة نزولاً عند رغبة أعضاء الحزب الذين عبّروا عن استيائهم بوضوح.
وطلب منها أحد الحاضرين الاعتذار عن الخطة، لكنها رفضت بحجّة أن "الإعلام هو المسؤول عن تشويه وتحريف" الاقتراح الذي تقدّمت به.
اللحظة الأصعب على سوناك كانت عندما اتّهمه أحد الحاضرين بـالطعن برئيس الحكومة المستقيل بوريس جونسون سعياً للمصلحة الشخصية. لكن سوناك اعتبر أن الحكومة كانت تقف في الجانب الخطأ أمام مشكلة أخلاقية كبيرة وأنه لم يستطع الدفاع عنها.