المكلا اليمنية على صفيح ساخن: حرائق واحتجاجات ليلية واسعة

13 سبتمبر 2021
من احتجاجات المكلا (فيسبوك)
+ الخط -

شهدت مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت اليمنية، ليل الأحد، أعمال شغب وحرائق واسعة ضمن حراك شعبي ضد السلطات الحكومية، تنديدا بتردي الخدمات العامة وغلاء الأسعار جراء الانهيار القياسي للعملة المحلية أمام الدولار إلى مستويات قياسية. 

وقال سكان محليون، لـ"العربي الجديد"، إن شرارة الغضب الشعبي التي اندلعت من حي السلام في المكلا القديمة نهار الأحد، توسعت بشكل لافت إلى منطقة الديس والميناء، قبل أن تشمل كافة أحياء وشوارع المدينة الواقعة على بحر العرب منتصف ليل الأحد/ الإثنين.  

وأكد شاهد عيان أن غالبية شوارع المكلا، شهدت في وقت متأخر من ليل الأحد حرائق واسعة واحتجاجات، تنديدا بالانقطاع الطويل لخدمة التيار الكهربائي، والذي يتزامن مع ارتفاع شديد لدرجة الحرارة.  

وأغلقت غالبية المستودعات التجارية أبوابها يوم الأحد، خشية من أعمال نهب، وخصوصا بعد اشتعال النيران في عدد من المقرات والمؤسسات الحكومية، فضلا عن الإطارات المشتعلة التي قطع بها المتظاهرون جميع الشوارع الرئيسية والفرعية.  

وتداول ناشطون في مدينة المكلا لقطات أظهرت اشتعال النيران في مدرسة الميناء الثانوية، ووفقا لمصدر محلي لـ"العربي الجديد"، فقد تمت السيطرة على الحريق الذي نشب في مقصف المدرسة فقط دون تضرر باقي المرافق.  

وفيما اتهم ناشطون عناصر موالية للمجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا باستغلال الغضب الشعبي في إحراق المؤسسات الحكومية، أشار المصدر المحلي إلى أنه غير معلوم من أضرم النار في مقصف مدرسة الميناء. 

واعتبر الصحافي ماجد الكثيري، وهو رئيس تحرير صحيفة "صوت حضرموت"، في تغريدة على "تويتر"، أن مظاهرات المكلا "انحرفت وفقدت سلميتها" بعد أعمال الفوضى والتخريب، لافتا إلى أن هناك "طفيليات بأجندة خبيثة تستغل الوضع".  

وكان لافتا أن قوات الجيش والأمن في المكلا لم تتخذ أي ردود فعل عنيفة تجاه أعمال الشغب الحاصلة، رغم الشلل الذي أصاب الحياة العامة، وتوقعت مصادر أن تشهد الساعات القادمة انتشارا أمنيا، وخصوصا بعد الحرائق التي طاولت مقرات حكومية.  

وتعود أسباب الاحتجاجات الغاضبة في المكلا بدرجة رئيسية إلى تزايد انقطاعات التيار الكهربائي، حيث يقول السكان إن التراجع ترافق مع ارتفاع كبير في درجة الحرارة وكذلك الرطوبة، كما تحدثوا عن حالات إغماء لكبار السن تم نقلها إلى المرافق الصحية.  

وبعد بلوغ تدهور سعر الريال إلى 1098 أمام الدولار الواحد، ينذر الانهيار القياسي للعملة اليمنية باتساع رقعة الاحتجاجات الشعبية في محافظات يمنية مختلفة خاضعة للحكومة المعترف بها دوليا، وخصوصا عدن والمهرة.  

وانعكس تدهور العملة على مختلف الخدمات، حيث ارتفع سعر صفيحة البنزين سعة 20 لترا إلى 16 ألف ريال (نحو 15 دولارا) خلال اليومين الماضيين، كما ارتفعت أسعار كافة المواد الغذائية بمعدل 10 و15 بالمائة منذ مطلع سبتمبر/ أيلول الجاري.

المساهمون