المغرب يهاجم جنوب أفريقيا بسبب "البوليساريو"

20 أكتوبر 2022
وزير الخارجية المغربي: مواقف جنوب أفريقيا "تعبر عن عجز وليس قوة" (Getty)
+ الخط -

شنّ وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، اليوم الخميس، هجوماً حاداً على جنوب أفريقيا، على خلفية استقبالها لزعيم جبهة "البوليساريو" الانفصالية، إبراهيم غالي، وإعلان رئيسها سيريل رامابوزا دعم حكومته لما تسمى "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية".

ووصف وزير الخارجية المغربي، خلال مؤتمر صحافي عقده مساء اليوم الخميس، مع وزيرة الشؤون الخارجية والشؤون الأوروبية والتجارة الخارجية والمؤسسات الثقافية الفيدرالية لمملكة بلجيكا، حجة لحبيب، الاستقبال الذي خصصته بريتوريا لزعيم جبهة "البوليساريو" بـ"البهرجة والصخب والسينما"، كما وصفه أيضاً بـ"المسيء للعلاقات الثنائية"، لافتاً إلى أنها "ليست المرة الأولى منذ عام 2005 التي تحاول فيها أخذ مواقف سلبية ومتشددة".

وقال الوزير المغربي إنّ مواقف جنوب أفريقيا "تعبر عن عجز وليس قوة"، مقللاً من قوة تلك المواقف بالقول: "حينما اعترفت بالكيان الوهمي ومليشيات البوليساريو في عام 2005، كانت تعتقد أنّ أفريقيا والعالم سيتبعانها، لكن بعد كل هذه السنوات تجد جنوب أفريقيا نفسها أمام نصف الدول الأفريقية، وقد فتحت قنصليات في الصحراء المغربية، وأن 90 دولة في العالم تعبر عن موقف إيجابي من الحكم الذاتي، من بينها 30 دولة أفريقية".

وواصل رئيس الدبلوماسية المغربية هجومه على بريتوريا، معتبراً أنّ "البهرجة والصخب يعبران عن عجز في التأثير في الملف"، وأن جنوب أفريقيا "في الجانب الخاطئ من التاريخ، لأن مسار ملف الصحراء الذي يسير في اتجاه إيجاد حل في إطار الأمم المتحدة والشرعية الدولية، يميز بين دولة ومليشيا"، مؤكداً أنّ "المغرب سيستمر في التعامل مع البهرجة والصخب بنفس الطريقة، وبالمزيد من عزلها وعزل المنطق المعادي للشرعية الدولية، ولمجهودات الأمم المتحدة".

وقلل بوريطة من تأثير تحركات بريتوريا على ملف الصحراء وعلى المسار الذي أخذه دولياً، مضيفاً أن "المغرب ليس متفاجئاً بما وقع في بريتوريا، لكن الأكيد أن ما أنتجته تصرفات جنوب أفريقيا في السابق، ستجنيه في المستقبل".

وإلى جانب الدعم الذي عبر عنه الرئيس الجنوب أفريقي لـ"البوليساريو"، كان من اللافت أيضاً التصعيد السياسي إزاء المملكة المغربية، بتنظيم عشرات المساندين للجبهة وقفة أمام سفارة المغرب في بريتوريا، يوم الإثنين الماضي، وذلك قبل حلول زعيم الجبهة الانفصالية بجنوب أفريقيا، عرفت مشاركة وزيرة التضامن بوصفها المسؤولة عن الشؤون الخارجية لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم.

من جهة أخرى، اعتبرت بلجيكا، اليوم الخميس، مخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب سنة 2007 "أساساً جيداً لحل مقبول من كل الأطراف" المعنية بقضية الصحراء.

وجددت الوزيرة البلجيكية، التي تقوم بزيارة عمل إلى المملكة، دعم بلادها منذ أمد طويل للمسار الذي ترعاه الأمم المتحدة من أجل التوصل إلى "حل سياسي عادل ودائم ومقبول من كل الأطراف".

إلى ذلك، سجل إعلان مشترك صدر بعد المباحثات أنّ البلدين يتفقان على الاختصاص الحصري للأمم المتحدة في رعاية المسلسل السياسي، ويجددان التأكيد على دعمهما لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2602، الذي ينص على "دور ومسؤولية الأطراف في البحث عن حل سياسي واقعي وعملي ودائم وقائم على التوافق".

ورحب البلدان بتعيين المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دي ميستورا، وجددا التأكيد على دعمهما لجهوده الرامية إلى الدفع بالمسار السياسي على أساس القرارات ذات الصلة، الصادرة عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وبهذا الموقف، تكون بلجيكا قد انضمت إلى لائحة البلدان الأوروبية التي تدعم بشكل واضح مخطط الحكم الذاتي، كإسبانيا، وفرنسا، وألمانيا، وهولندا، وقبرص، واللوكسمبورغ، وهنغاريا، ورومانيا والبرتغال وصربيا.

المساهمون