نفى المغرب، اليوم السبت، برمجة زيارة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى الرباط، معلنا أن الزيارة "ليست مدرجة في جدول الأعمال ولا مبرمجة". يأتي ذلك في وقت تعيش فيه العلاقات بين البلدين منذ سنتين أزمة صامتة، من أبرز مظاهرها تجميد زيارات مسؤولي البلدين، وغياب أي اتصال بين قادتهما وحدوث فراغ دبلوماسي منذ أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم، بعد تكليف سفير الرباط بمهام أخرى.
وأفاد مصدر حكومي رسمي مغربي، عصر اليوم السبت، بأن زيارة الرئيس الفرنسي للمغرب "ليست مدرجة في جدول الأعمال ولا مبرمجة"، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الرسمية.
ويأتي النفي المغربي غداة تصريح وزيرة الخارجية الفرنسية، كاثرين كولونا، أمس الجمعة، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، سيزور المغرب بدعوة من العاهل المغربي الملك محمد السادس.
وقالت رئيسة الدبلوماسية الفرنسية، في حوار بثه التلفزيون الفرنسي، مساء أمس الجمعة، إن الرئيس ماكرون كان مدعوا للقيام بزيارة دولة إلى المغرب، تأجلت لكن الآن حان وقتها وسيتم تحديد موعدها.
إلى ذلك، عبّر المصدر الحكومي الرسمي المغربي عن استغرابه لكون كولونا اتخذت "هذه المبادرة أحادية الجانب، ومنحت لنفسها حرية إصدار إعلان غير متشاور بشأنه بخصوص استحقاق ثنائي هام".
وعرفت العلاقات المغربية الفرنسية المتأزمة منذ سنتين توترا جديدا، خلال الأيام الماضية، بعد أن أثار إعلان السلطات في المغرب، ليل الأحد الماضي، موافقتها على تلقي مساعدات لمنكوبي زلزال إقليم الحوز من أربع دول فقط، هي إسبانيا وقطر وبريطانيا والإمارات العربية المتحدة، أكثر من علامة استفهام حول عدم ردها على عروض دول أخرى، لا سيما فرنسا.
وقبل صدور الإعلان المغربي، بدا لافتا حجم الغضب الذي اجتاح وسائل الإعلام الفرنسية خلال الساعات الماضية إزاء عدم موافقة السلطات المغربية، في حين اشتكى رئيس منظمة "منقذون بلا حدود" غير الحكومية أرنو فريس، الأحد الماضي، مما سماه منع المغرب فرق الإغاثة المستعدة لتقديم المساعدة لضحايا الزلزال.
وأثار الجدل الذي فجره الإعلام الفرنسي وتصريح رئيس المنظمة غير الحكومية الفرنسية أسئلة حول ما إذا كان عدم موافقة الرباط على المساعدات الفرنسية مؤشرا آخر على استمرار الأزمة الصامتة التي تخيم على العلاقات بين البلدين.
وعلى امتداد الأشهر الماضية، بدا لافتاً للانتباه أن العلاقات المغربية الفرنسية هي في أدنى مستوياتها، رغم الزيارة التي قامت بها وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا إلى العاصمة المغربية الرباط في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وهي الزيارة التي كان عنوانها البارز السعي لتجاوز القضايا الخلافية التي عكرت صفو العلاقات بين البلدين.