اتهم وزير خارجية المغرب ناصر بوريطة، الإثنين، إيران بـ"تهديد السلم الإقليمي والدولي"، معتبراً أنها أضحت هي "الراعي الرسمي للانفصال ودعم الجماعات الإرهابية في عدد من الدول العربية".
وقال وزير الخارجية المغربي، في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره اليمني أحمد عوض بن مبارك، مساء الإثنين بالرباط، إن "طهران، بتبنيها لفاعلين غير حكوميين مسلحين، أصبحت تهدد السلم الإقليمي والدولي، عن طريق حصول هؤلاء الفاعلين على أسلحة وتقنيات متطورة، على غرار الطائرات المسيرة".
وحمّل بوريطة المجتمع الدولي مسؤولية تطور الأوضاع في حال عدم تصديه للجانب الإيراني، معتبراً أن إيران "هي الممول والداعم الرسمي للانفصال والجماعات الإرهابية عبر تسهيل حصولهم على أسلحة متطورة، فضلاً عن تدخل طهران في الشؤون الداخلية للدول العربية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر عن طريق جماعات إرهابية مسلحة".
وأضاف: "المغرب بدوره يعاني مما تقوم به إيران من هذا التدخل، لذلك فنحن نعتبر أن إيران هي الراعي الرسمي للانفصال والإرهاب في الدول العربية"، مشيراً إلى أن "الدول التي تُمكِّن طهران من هذا النوع من الأسلحة عليها أن تتحمل مسؤوليتها لما تشكله من خطورة على سلامة وأمن عدد من الدول، خاصة أن هؤلاء الفاعلين غير الحكوميين لا يتوفرون على مسؤولية قانونية".
وتأتي تصريحات وزير الخارجية المغربية بالتزامن مع تقارير استخباراتية قالت إن إيران سلمت جبهة "البوليساريو" طائرات "درون" مسيرة لضرب المغرب، بتمويل جزائري.
كما تأتي في وقت كان لافتاً فيه تصريح عضو الأمانة العامة للجبهة الانفصالية، عمر منصور، خلال زيارته الأسبوع الماضي لموريتانيا، أن "البوليساريو" تعتزم استعمال طائرات مسيرة مسلحة ضد الجيش المغربي المرابط على طول الجدار الأمني المغربي في الصحراء.
وكان المغرب قد أعلن في عام 2018 قطع علاقاته مع إيران وإغلاق سفارتها بالرباط، متهماً إياها بالإشراف على تدريبات عسكرية لجبهة "بوليساريو" عبر عناصر من "حزب الله" اللبناني.
إلى ذلك، جدد وزير الخارجية اليمني التأكيد على موقف بلاده الداعم لمغربية الصحراء، مشدداً على أن أي حل للنزاع "لا يمكن أن يكون إلا في إطار سيادة المملكة المغربية ووحدتها الترابية"، وقال إن الأمر يتعلق بـ"موقف أصيل لليمن، ونحن نقف مع أشقائنا بالمغرب في هذه المسألة، وذلك في إطار مفهوم التضامن العربي وما تقره مواثيق الجامعة العربية والمواثيق الدولية".
بالمقابل، أعلنت الرباط، اليوم، عن تسميتها لقائم بالأعمال لدى اليمن، مقيم في العاصمة السعودية الرياض، لإعطاء دفعة جديدة للعلاقات بين المغرب واليمن بالتزامن مع توقيع اتفاقيات جديدة على رأسها تلك المتعلقة بتفعيل آلية التشاور السياسي، وكذلك عن دعمها لموقف المجلس الرئاسي اليمني من أزمة انهيار الهدنة مع جماعة الحوثيين.
وبالتزامن مع أزمة تجديد الهدنة مع الحوثيين والتي تعثرت ووصلت إلى طريق مسدودة، عبّر المغرب عن انحيازه للمجلس الرئاسي اليمني، وقال بوريطة إن بلاده "تحيي مواقفه (المجلس الرئاسي اليمني) فيما يخص مسألة تجديد الهدنة، وهذا ليس غريباً لأن المجلس يغلّب مصلحة اليمينيين". وتابع: "للأسف هناك منطق ابتزاز ومسّ بأمن اليمن واليمنيين والاشتغال بأجندات أجنبية وتهديد السلم ليس فقط في اليمن ولكن في دول مجاورة، والمغرب أدان مراراً ما تقوم به مليشيات الحوثيين ويعتبره مهدداً للأمن والسلم الإقليميين وعلى المجتمع الدولي ومجلس الأمن التعامل معه على أنه إرهاب".
من جهة أخرى، وقع وزيرا خارجية المغرب واليمن، في ختام مباحثاتهما اليوم الإثنين بالرباط، عدداً من مذكرات التفاهم والاتفاقيات لتعزيز العلاقات الثنائية بين الجانبين؛ الأولى حول إنشاء آلية للمشاورات السياسية بين وزارتي خارجيتي البلدين، إضافة لمذكرة تفاهم ثانية بين الأكاديمية المغربية للدراسات الدبلوماسية والمعهد الدبلوماسي اليمني.
أما مذكرة التفاهم الثالثة فجاءت في مجال الطاقة المتجددة بين وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة ووزارة الطاقة باليمن، إضافة لمذكرة تفاهم في مجال الرياضة، بين وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة وزارة الشباب والرياضة بالجمهورية اليمنية، مع التوقيع على آلية أخرى للتعاون في مجال الاتصال والإعلام بين وزارة الشباب والثقافة والتواصل بالمغرب ووزارة الإعلام باليمن.