اتّفق وزير الداخلية المغربي عبد الوافي لفتيت مع وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي أمير أوحانا على بحث تطوير "التعاون في مجال الأمن الداخلي" بين الجانبين، وذلك بالتزامن مع زيارة وفد مغربي إلى تل أبيب من أجل الإعداد للافتتاح الرسمي لمكتب الاتصال، بحسب ما كشف القائم بأعمال السفير الإسرائيلي في الرباط ديفيد غوفرين، اليوم الثلاثاء.
وقال القائم بأعمال السفير الإسرائيلي في الرباط إنّ بحث تطوير التعاون في مجال الأمن الداخلي بين أوحانا ولفتيت جاء خلال محادثات هاتفية جمعتهما أمس الاثنين.
وكتب في تغريدة على "تويتر" "تبادل الوزيران خلال المكالمة دعوات زيارة البلدين من أجل تطوير التعاون في مجال الأمن الداخلي، كما اتفقا على أن يجتمعا قريباً في المغرب أو في إسرائيل".
ويأتي الكشف عن المحادثات المغربية ــ الإسرائيلية بالتزامن مع قيام وفد مغربي، منذ الأول من أمس الأحد، بزيارة إلى تل أبيب من أجل الإعداد للافتتاح الرسمي لمكتب الاتصال، وذلك بعد نحو شهرين على توقيع اتفاق استئناف العلاقات بين الرباط وتل أبيب.
وكان وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة قد كشف خلال ندوة صحافية، عقدها الأحد الماضي على هامش الدورة الـ34 لقمة قادة الاتحاد الأفريقي التي عقدت عن بعد يومي 5 و6 فبراير/شباط الحالي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أنّ الافتتاح الرسمي لمكتب الاتصال المغربي في تل أبيب مرتبط بتطور الوضع الصحي الناجم عن فيروس كورونا وفتح الأجواء في المغرب وإسرائيل، كاشفاً أن مكتب الاتصال المغربي سيديره مسؤول بالنيابة.
وبينما رفض الوزير المغربي الكشف عن هوية المسؤول بالنيابة الذي سيدير مكتب الاتصال في تل أبيب، مكتفياً بالإشارة إلى أنه يوجد ضمن الوفد المسافر إلى إسرائيل، يتداول اسم الدبلوماسي عبد الرحيم بيوض، الذي سبق له أن كان مستشاراً في السفارة المغربية في واشنطن في تسعينيات القرن الماضي، حيث كان مكلفاً بالعلاقات مع الكونغرس والشؤون القنصلية، لتقلد المهمة.
إلى ذلك، ينتظر أن يحل بالمغرب وفد إسرائيلي، يقوده مستشار الأمن القومي مائير بن شبات، خلال الأيام المقبلة، وذلك في أول زيارة بعد توقيع اتفاق التطبيع بين الرباط وتل أبيب، في العاشر من ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وكان بوريطة قد أجرى، نهاية الشهر الماضي، مباحثات مع بن شبات تناولت عدداً من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية بأنّ المسؤولين اتفقا، خلال هذه المباحثات التي أعقبت المكالمة الهاتفية بين العاهل المغربي الملك محمد السادس ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، على تشكيل مجموعات عمل ستشرف على إبرام اتفاقات تعاون في العديد من المجالات، ولا سيما الاستثمارات والزراعة والمياه، والبيئة، والسياحة، والعلوم، والابتكار، والطاقة.
وذكرت أنه بالنظر إلى القيود التي تفرضها جائحة كورونا "كوفيد-19"، ستجتمع مجموعات العمل هذه عبر تقنية المناظرة المرئية، في حين "سيزور وفد مغربي رفيع المستوى إسرائيل في أقرب الآجال، ربما في فبراير/ شباط الحالي، وذلك لوضع اللمسات الأخيرة على شروط هذه الاتفاقات".
ولفتت إلى أن المحادثات بين بوريطة وبن شبات "شكلت مناسبة لاستحضار الإمكانات الكبيرة للتعاون الذي لن يعود بالنفع على المغرب وإسرائيل فحسب، بل على المنطقة بأسرها".