أعلن المغرب، الثلاثاء، أن الإمارات قررت فتح قنصلية عامة بمدينة العيون، كبرى حواضر الصحراء، في وقت أثمرت فيه "دبلوماسية القنصليات" التي تنتهجها الرباط افتتاح قنصليتين جديدتين اليوم.
وكشف الديوان الملكي المغربي أن ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان أخبر العاهل المغربي، خلال اتصال هاتفي جرى بينهما، مساء الثلاثاء، بقرار بلاده فتح قنصلية عامة بمدينة العيون، بالأقاليم الجنوبية للمملكة.
ووصف بيان الديوان الملكي قرار فتح القنصلية الإماراتية بالعيون بـ"القرار التاريخي الهام الداعم للوحدة الترابية للمملكة على هذا الجزء من ترابه، خاصة أن الإمارات شاركت في المسيرة الخضراء".
ويأتي قرار افتتاح أول قنصلية عربية بالصحراء في وقت يواصل المغرب افتتاح قنصليات جديدة لدول أفريقية بمدينتي العيون والداخلة، حيث بلغ عدد القنصليات إلى حدود اليوم ما مجموعه 15 قنصلية، منها 8 بالعيون و7 بالداخلة، وفق ما كشف عنه وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة.
واليوم، أعلنت الخارجية عن افتتاح بوريطة قنصليتين جديدتين، إحداهما لمملكة إسواتيني في مدينة العيون، رفقة نظيره لمملكة إسواتيني ثوليسيل دلادلا، وثانية لجمهورية زامبيا، بحضور الكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية الزمبي شالوي لومبي.
وكان المغرب قد افتتح، خلال الأسبوع الماضي، ثلاث قنصليات جديدة لدول أفريقية، في مدينة الداخلة في الأقاليم الجنوبية، ما أثار غضب جبهة "البوليساريو"، التي سارعت، نهاية الأسبوع الماضي، إلى إصدار بيان غاضب، وصفت فيه هذا الافتتاح بـ"الاستفزاز الجديد والخطير".
ودعت الجبهة الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى اتخاذ إجراءات عملية لوقف ما سمته "الاستفزازات المغربية الخطيرة".
ومنذ العام الماضي، بدأ المغرب تحركاً دبلوماسياً في القارة الأفريقية لتشجيع الدول المتحالفة معه على فتح تمثيليات دبلوماسية في المدن الصحراوية، فيما أثار ذلك التحرك ردود فعل غاضبة من جانب كل من جبهة البوليساريو الانفصالية والجزائر.
وتراهن الرباط، في سياق تحركاتها الدبلوماسية في القارة الأفريقية على فتح المزيد من القنصليات قبل متمم العام الحالي، بعد أن كانت قد تمكنت، خلال الأشهر الماضية، من افتتاح عشر قنصليات بمدينتي العيون والداخلة، وهو الهدف الذي حددته لسنة 2020.
وتأتي عودة "دبلوماسية القنصليات" في ظل أجواء التوتر في منطقة المعبر الحدودي الكركرات، الرابط بين المغرب وموريتانيا، بعدما عمد محسوبون على "البوليساريو "، الأربعاء الماضي، إلى إغلاقه، رغم التحذير الذي كان قد أطلقه، أخيراً، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس ودعوته إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس ونزع فتيل أي توتر.