المعارضة السورية بين النظام و"داعش"... معارك من درعا لحلب

28 ديسمبر 2015
معارك كرّ وفرّ بين المعارضة و"داعش" شمال حلب(حسين ناصر/الأناضول)
+ الخط -
واصلت قوات النظام السوري هجومها المدعوم بغطاء جوي روسي على مناطق ريف درعا التي تسيطر عليها المعارضة السورية، وتزامن ذلك مع تفجيرين كبيرين في أحد أحياء مدينة حمص التي يسيطر عليها النظام بسيارتين مفخختين، أدى انفجارهما إلى مقتل وإصابة العشرات. كما تواصلت معارك الكر والفر بين قوات المعارضة وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) شمال حلب وبين قوات المعارضة وقوات النظام جنوب حلب، بالتوازي مع استمرار القصف الجوي الروسي على أرياف حلب وإدلب واللاذقية.

وشنّ الطيران الحربي الروسي، منذ صباح أمس الاثنين، عشرات الغارات مستهدفاً بلدة الشيخ مسكين في ريف درعا الشمالي، وذلك بالتزامن مع محاولات قوات النظام السوري اقتحام المدينة، ذات الموقع الاستراتيجي المهم. وقال الناشط الإعلامي أحمد المسالمة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الغارات الروسية تجاوزت 42 غارة، منذ صباح اليوم (أمس) على الشيخ مسكين"، مُضيفاً أن "مليشيات النظام تقصف المدينة من محاور عدّة بالمدفعية وراجمات الصواريخ والدبابات مستهدفة منازل المدينة وسهولها وأطرافها بأكثر من 250 قذيفة".

ولفت المسالمة إلى أن "القوات المهاجمة تتألف من مليشيات النظام المدعومة بقوات إيرانية وحزب الله اللبناني، ويساندها ما يُسمى الجيش الوطني"، مؤكّداً أن "الجيش الحر يدافع عن المدينة ويعلن النفير العام بوجه هذه الهجمة الشرسة". وأضاف أيضاً أن "اشتباكات عنيفة جداً تدور في الأطراف الشمالية والشرقية من المدينة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة".

وتتمتع مدينة الشيخ مسكين بأهمية استراتيجية، إذ إن من يسيطر عليها، يتحكّم بطرق مواصلات وإمدادات مهمة تتوسط محافظات دمشق، ودرعا، والسويداء، والقنيطرة. ويهدف النظام من حملته هذه إلى تحصين مواقع قواته في مدينة أزرع، الواقعة إلى الشرق من الشيخ مسكين بنحو ستة كيلومترات، إلى جانب تهديد مناطق سيطرة المعارضة شمالي درعا، وخصوصاً نوى وابطع وداعل.

اقرأ أيضاً: المعارضة السورية تطالب باجتماع وزاري طارئ لبحث التدخلات الروسية

من جهة أخرى، دوّى انفجاران كبيران في حي الزهراء الذي تسيطر عليه قوات النظام السوري بمدينة حمص. وتحدثت مصادر إعلامية موالية للنظام السوري عن أن سيارة تحمل شارة "الهلال الأحمر السوري" دخلت الحي وركنت في إحدى المناطق ثم ترجّل منها انتحاريان اثنان، أحدهما قام بتفجير نفسه بين مجموعة من الشباب في الحي، والثاني قام بنسف السيارة المفخخة والتي أدت إلى انهيار بناء كامل فوق رؤوس ساكنيه.

وقالت المصادر إن عدد الضحايا تجاوز الأربعين ضحية، فيما أصيب نحو 90 آخرين بجراح مختلفة الخطورة. ونعت شبكات إعلامية موالية للنظام السوري على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي "الملازم علي النقري"، والذي قضى إثر التفجيرين اللذين ضربا حي الزهراء، أثناء عمله مع فريق التلفزيون السوري في الشارع الذي وقع فيه التفجيران.

بالتزامن مع ذلك تواصلت معارك الكر والفر بين قوات المعارضة السورية متمثلة بـ"فيلق الشام" و"فرقة السلطان مراد" و"الجبهة الشامية"، وبين قوات تنظيم "داعش"، في بلدة دوديان الحدودية مع تركيا شمال حلب. وأكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن قوات داعش تمكّنت من استعادة عدة نقاط خسرتها مساء الأحد في القرية وفي قرية قرة كوبري المجاورة لها.

كما تواصلت الاشتباكات بين قوات النظام والمليشيات العراقية والإيرانية وقوات حزب الله اللبناني من جهة، وقوات المعارضة السورية من جهة ثانية، قرب بلدة خان طومان جنوب حلب، بالتزامن مع قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة بعد منتصف ليل الأحد مناطق في حي الراشدين بأطراف مدينة حلب الجنوبية الغربية، وقصف طائرات حربية يُرجح أنها روسية مناطق في بلدة دير جمال بريف حلب الشمالي بعد منتصف ليل الأحد أيضاً.

في سياق آخر، تتواصل الاشتباكات منذ ما بعد منتصف ليل الأحد-الإثنين بين قوات النظام والمسلحين الموالين له، وقوات المعارضة في محيط بلدة المرج ومزارع البلالية في الغوطة الشرقية، الأمر الذي أدى بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى مقتل 5 من مقاتلي المعارضة.

اقرأ أيضاً: بدء إجلاء الجرحى وفق هدنة الزبداني والفوعة وكفريا

المساهمون