اعتبر رئيس "الائتلاف الوطني السوري" سالم المسلط، اليوم الثلاثاء، أن مشروع مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسون "خطوة مقابل خطوة" غامض، لافتاً إلى أن تصريحه حول أنه لا يتحدث مع المعارضة عن تغيير النظام السوري "غير واقعي".
وأشار المسلط، في مؤتمر صحافي عقده في الدوحة، الثلاثاء، إلى أن رئيس هيئة التفاوض في الائتلاف أنس العبدة التقى، أمس الإثنين، مبعوث الأمم المتحدة في العاصمة القطرية، وهو ينتظر تقريراً عن فحوى اللقاء، لكنه استطرد قائلاً: "إن مشروع بيدرسون غامض، ويحتاج للتوضيح"، متسائلاً عن "سياسة الخطوة خطوة"، وعن الخطوة التي سيقدمها النظام، والخطوة التي ستطالب المعارضة بتقديمها، كما تساءل عن الدور المطلوب لمبعوث الأمم المتحدة في تطبيق القرار 2254، لافتاً إلى أن النظام "يعطّل الحلّ السياسي، وهو لم يتقدم خطوة واحدة"، منذ انطلاق المسار السياسي لحلّ الأزمة السورية.
ويدعو قرار مجلس الأمن الدولي 2254، الذي صوّت عليه مجلس الأمن في ديسمبر/كانون الأول عام 2015، إلى بدء محادثات السلام بسورية، وتشكيل حكومة انتقالية، وإجراء انتخابات برعاية أممية، مطالباً بوقف أي هجمات ضد المدنيين بشكل فوري.
وأشار المسلط إلى أن الائتلاف السوري أكد لمبعوث الأمم المتحدة، في لقاءات سابقة معه، رفض تحويل قضية الشعب السوري إلى "قضية إنسانية"، وأن النظام منذ بدء جولات التفاوض عام 2014، لم يقم بأية خطوة إيجابية للحل، بل على العكس عمل على تعطيلها. وأضاف: "نحن ملتزمون بالمسار السياسي لحل قضية الشعب السوري، ونريد أن نرى حلاً سياسياً يوقف معاناة الشعب السوري، لكن ما نراه أن النظام يعطّل المسار السياسي".
وشدد رئيس "الائتلاف الوطني السوري" على "أن القضية السورية ليست قضية إنسانية، بل قضية سياسية، مع تقديرنا لكل الدول الشقيقة والصديقة التي تدعم القضايا الإنسانية للشعب السوري".
وبشأن إمكانية عودة النظام إلى الجامعة العربية وحضوره القمة المقبلة في شهر مارس/ آذار في الجزائر، اعتبر المسلط أن عودة النظام إلى الجامعة العربية وأي مسعى للتطبيع معه "مكافأة له على جرائمه، وتعدّ تعزيزاً للمخطط الإيراني في المنطقة، وهو أمر غير مقبول". لكنه لم يستبعد في المقابل حضور النظام القمة المقبلة بصفة "مراقب"، بدعوة من الدولة المضيفة.
وأكد المتحدث ذاته أهمية زيارة وفد الائتلاف إلى الدوحة، واللقاء الذي عقده مع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، قائلاً: "إن زيارتنا للدوحة مهمة، ونحن نتشاور ونتواصل باستمرار مع أشقائنا، ونستمع لوجهات نظرهم، ونبحث معهم تسريع وإنهاء المعاناة السورية، حيث لمسنا من الإخوة القطريين ثباتاً في مواقفهم الداعمة للشعب السوري وللقضية السورية".
وأشار إلى لقائه أمس مع القائمة بالأعمال في سفارة الولايات المتحدة الأميركية في قطر ناتالي بيكر، والتي أكدت الموقف الأميركي في استمرار العقوبات في إطار "قانون قيصر" على النظام، ورفض التطبيع معه.
ونفى رئيس "الائتلاف الوطني السوري" وجود مبادرة جديدة لإيجاد جسم جديد للمعارضة السورية بديلاً عن الائتلاف، موضحاً أن الهدف من الحوارات والمشاورات التي تجرى في الدوحة الاتفاق على "رؤية موحدة" لفصائل المعارضة السورية، وتفعيل المسار السياسي لتسريع الحل في سورية.