استمع إلى الملخص
- المرشحون ركزوا على أهمية تمثيل القضايا العربية والإسلامية في البرلمان البريطاني، مثل القضية الفلسطينية والحرب على غزة، مؤكدين على دورهم كجسر للتأثير في السياسات البريطانية.
- الحدث شهد تفاعلًا كبيرًا من الجالية العربية وتغطية إعلامية واسعة، مع تأكيدات على أهمية الانتخابات كفرصة للعرب في بريطانيا للمشاركة الفعّالة والتأثير في السياسة.
شارك خمسة من المرشحين البريطانيين من أصول عربية في لقاء عام غير مسبوق مساء أمس الثلاثاء، حيث عرضوا برامجهم الانتخابية وتبادلوا النقاش مع نخبة من وجهاء الجالية العربية في بريطانيا، بما في ذلك مثقفون وصحافيون ونشطاء. يأتي هذا اللقاء قبل أيام قليلة من الانتخابات البريطانية العامة المرتقبة.
اللقاء، الذي نُظم بدعوة من منصة "عرب لندن" ومنتدى التفكير العربي ومؤتمر الجالية العربية، شهد مناقشات حية حول البرامج الانتخابية للمرشحين، ومداخلات وملاحظات وأسئلة من الحضور، وسط تغطية إعلامية واسعة. ومن المقرر أن يتوجه البريطانيون إلى صناديق الاقتراع في الرابع من يوليو/تموز المقبل لاختيار ممثليهم في مجلس العموم. وتأتي الانتخابات البريطانية وسط توقعات بأن يخسر حزب المحافظين الحاكم أغلبيته الحالية في البرلمان، بينما يتنبأ العديد من المحللين بحدوث مفاجآت قد تشمل فوز بعض المرشحين من أصول عربية.
افتتح اللقاء رئيس منتدى التفكير العربي ومنصة "عرب لندن" الإعلامي محمد أمين، الذي أكد أهمية هذا الاجتماع في ظل التوترات الجارية، وخاصة مع دخول الحرب على غزة شهرها التاسع وقبل أيام من الاقتراع في هذه الانتخابات المفصلية والتاريخية . وأشار إلى أن هذه الانتخابات تعدّ فرصة للعرب في بريطانيا للمشاركة الفعّالة بصفتهم مرشحين أساسيين وليس فقط ناخبين. وحثّ أمين العرب على المشاركة بكثافة في التصويت، معتبراً أن مواقف الحكومة البريطانية من حرب غزة تستدعي موقفاً قوياً من الناخبين العرب.
-
"الانتخابات البريطانية فرصة لدفن النكبة الفلسطينية في البلاد التي قررت حدوثها"
الدكتور خالد أبوتيم، الفلسطيني البريطاني، الذي يخوض الانتخابات البريطانية في مدينة كامبريدج، قال: "إنّ قرار النكبة حدث هنا، وعلينا أن ندفنه في هذه البلاد بالسياسة والديمقراطية. ودخولي ساحة السياسة البريطانية اليوم ضروري جدا لأنّ هذه الانتخابات ليست انتخابات بريطانيا بل هي انتخابات غزة، وهو ما صرّح به جورج غالاوي رئيس حزب "العاملين من أجل بريطانيا"، الذي أنتمي إليه".
الناشطة السياسية وعضو المجلس المحلي، منى آدم، السودانية البريطانية، التي تخوض الانتخابات ممثّلة عن حزب الخضر، أشارت إلى أنّ قطع الماء والكهرباء عن غزة كان نقطة تحوّل بالنسبة لها، لأنّها من دولة عانت من الحروب الداخلية. وتكمل: "أحسست بالألم والمسؤولية، لذلك انتقلت من حزب العمّال إلى حزب الخضر الذي ينادي بالأمل والتغيير الحقيقي". ولفتت إلى أنّ أبرز نقطة في برنامجها الانتخابي، هي النداء إلى السلام العالمي، لأنّ فلسطين ليست وحدها في حالة حرب، بل العديد من دولنا تعاني أيضاً من العراق إلى سورية والسودان واليمن، حيث تحدث كوارث كثيرة لم ننتبه إليها سوى حين شاهدنا ما يحدث في غزة الذي هو صورة مكبّرة عمّا جرى ويجري في بلادنا العربية والإسلامية الأخرى.
ندى جرش، المرشحة الفلسطينية البريطانية، قالت إنّ سبب إقدامها على هذه الخطوة هو غياب الصوت العربي في البرلمان، وكي تكون قدوة للجيل الجديد. وأوضحت أنّ غزة تتصدّر أولوياتها لأنّها قضيتها، وسبب تشرّد عائلتها منذ النكبة، مضيفة أنّها تريد أن تكون صوت من لا صوت لهم من سكّان المنطقة التي تمثّلها سواء في القضايا الدولية او المحلية من الخدمات الطبية والإسكان والضرائب والتعليم الجامعي.
رئيس مجلس أمناء المنتدى الأردني في بريطانيا حلمي الحراحشة، الذي يخوض الانتخابات مرشحا مستقلا، بعد أن استقال من حزب العمال البريطاني احتجاجاً على سياساته المنحازة لإسرائيل، قال: "في هذا البلد تعددية حزبية، ونحن لن نغير هذه الهيكلية الموجودة ربما من مئات السنين. وحاليا هناك 463 مرشّحا مستقلا في بريطانيا، والسبب الرئيسي لهذا الرقم الكبير من المستقلين واضح وهو عدم الرضا عن جميع الاحزاب السياسية وتعطّش الناس للتغيير".
الناشط الفلسطيني البريطاني سامح حبيب، الذي يخوض الانتخابات البريطانية ممثلا لحزب العاملين في بريطانيا "workers party of Britain"، قال، إنّ خصوصية هذه الانتخابات قد لا تكمن فقط في حرب غزة مع العلم أنّها أساسية، لكن لا بدّ من النظر إلى الأمور على نطاق أوسع، حيث نشهد صعود اليمين بشكل عام في أوروبا بعد أن كان منبوذاً لفترة طويلة.
وشارك في الحوار الموسع عدد من الأكاديميين والإعلاميين من بينهم رئيس جمعية المحامين العرب في بريطانيا صباح المختار، الذي أشاد بمنصة عرب لندن وبالمترشحين العرب الذين أخذوا يشاركون في السباق الانتخابي. واشتمل الحوار على مداخلات لعدد من الإعلاميين والناشطين مثل الإعلامي الفلسطيني ماجد عبد الهادي وكذلك الإعلامي محمود مراد، إضافة للأكاديمي الفلسطيني الدكتور نهاد خنفر، والدكتور فارس الخطاب، وتعقيبات من رئيس مؤسسة قرطبة لحوار الحضارات الدكتور أنس التكريتي، والإعلامي عبد الله ولد سيديا، وعدد من الشخصيات المعروفة في الجالية العربية.
وتعدّ منصة "عرب لندن" التي تأسست عام 2018، الموقع الأكبر الذي يُعنى بالجالية العربية في بريطانيا. وهي تنشط في دعوة البريطانيين العرب الى التصويت بكثافة في هذه الانتخابات التي يتم تنظيمها في ظل الحرب الإسرائيلية التي تحوّلت الى واحدة من القضايا الرئيسية التي تشغل الرأي العام البريطاني.
كما يشار إلى أن "مؤتمر الجالية العربية" الذي يخوض ثلاثة من أعضائه هذه الانتخابات، من بينهم رئيس حركة التضامن مع فلسطين البروفيسور كامل حواش، كان قد تأسس في صيف العام الماضي بمبادرة من منصة "عرب لندن" و "منتدى التفكير العربي" الذي يقوم بتنظيم العديد من الأنشطة والفعاليات في بريطانيا من بينها "مهرجان التراث الفلسطيني" الذي يُعتبر الفعالية الكبرى والأبرز للجالية الفلسطينية في بريطانيا والذي يُقام سنوياً ويستقطب مختلف الجاليات العربية.