المجلس الرئاسي اليمني يبدأ نشاطه من الرياض لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء

10 ابريل 2022
الزبيدي التقى قيادة وزارة الدفاع اليمنية (تويتر)
+ الخط -

دشّن مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، مساء السبت، نشاطه الرسمي من العاصمة السعودية الرياض، وذلك بلقاءات رسمية لإذابة الجليد بين الفرقاء السابقين، فيما جددت جماعة الحوثيين رفضها عملية نقل السلطة، واعتبرتها إجراءات غير شرعية لا تمت لعملية السلام بصلة. 

وعقد نائبي رئيس المجلس عيدروس الزُبيدي وطارق صالح لقاءات منفصلة مع قيادة وزارتي الدفاع والداخلية في أول نشاط رسمي لهما، وفقا لوكالة سبأ الرسمية، التي نشرت للمرة الأولى أنشطة الزعيم الانفصالي ونجل شقيق الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح. 

وقدمت الوكالة الرسمية الزُبيدي باعتباره نائباً لرئيس مجلس القيادة فقط، فيما حافظت وسائل إعلام انفصالية على صفته السابقة رئيساً للمجلس الانتقالي الجنوبي، بالإضافة إلى منصبه الجديد في عضوية مجلس القيادة الرئاسي.

وهذه هي اللقاءات الأولى التي يجريها الزُبيدي مع قيادة وزارة الدفاع على مدار السنوات الماضية، إذ رفض المجلس الانتقالي وجود وزير الدفاع محمد المقدشي في العاصمة المؤقتة ضمن عدد من الوزراء في حكومة المحاصصة الحالية والحكومات التي سبقتها. 

ودأب المجلس الانتقالي على وصف قوات الجيش اليمني الموالية للحكومة الشرعية بأنها "قوات احتلال ومليشيات إرهابية"، ويتهمها بالتخطيط لاجتياح مدن جنوب البلاد مجددا. 

وخلافا للقاء الذي جمع الزُبيدي مع قيادتي الدفاع والداخلية وخلا من أي توجيهات، ذكرت الوكالة الرسمية أن طارق صالح أكد، خلال لقائه مع وزير الدفاع محمد المقدشي، على "أهمية تعزيز الجاهزية القتالية والإعداد القتالي والتعبوي والمعنوي لكافة وحدات القوات المسلحة، لمواجهة الخروقات الحوثية للهدنة، ومنعها من تحقيق أي تقدم ميداني على الأرض". 

وفي اللقاء الآخر مع قيادة وزارة الداخلية، شدد طارق صالح "على ضرورة تعزيز اليقظة العالية والحس الأمني"، كما أشاد بجهود الوحدات الأمنية والشرطية التابعة للوزارة في استتباب الأمن وتثبيت دعائم الأمن والاستقرار.

ولم يعقد صالح أي لقاء سابقا مع الوزيرين منذ تشكيل قواته المعروفة بـ"المقاومة الوطنية" في الساحل الغربي، مطلع العام 2018، بدعم إماراتي. 

وكانت قوات صالح، ومثلها قوات المجلس الانتقالي الجنوبي وألوية العمالقة السلفية، تعمل بمعزل عن وزارة الدفاع اليمنية، وتأتمر بتوجيهات مباشرة من قيادة التحالف الذي تقوده السعودية. 

ونص قرار نقل السلطة من الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي إلى مجلس قيادة رئاسي برئاسة رشاد العليمي على ضرورة توحيد كافة القوات في إطار غرفة عمليات مشتركة، ولا يُعرف ما إذا كان طارق صالح سيتولى تلك الغرفة بجانب مهامه نائباً لرئيس مجلس القيادة أم لا. 

ولم يعقد مجلس القيادة الرئاسي أي اجتماع رسمي بكامل قوامه، ومن المفترض أن يكون الاجتماع الأول على أراض يمنية وليس في الرياض.

ويواجه المجلس الرئاسي انتقادات واسعة في الأوساط اليمنية نظرا للإعلان عنه من السعودية لا بتوافق القوى اليمنية. 

واعتبر الصحافي سامي غالب، في منشور على "فيسبوك"، أن "تنصيب رئيس خارج اليمن وبإرادة محض خارجية لحظة قاتمة في تاريخ اليمن الحديث والمعاصر".

تأكيد سعودي على استمرار الدعم العسكري 

في السياق نفسه، وصف نائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان عملية نقل السلطة في اليمن بأنها "خطوة شجاعة وتاريخية"، اتخذها الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي  بنقل السلطة لمجلس القيادة الرئاسي.

وقال بن سلمان، في تغريدة على "تويتر"، إن "الصفحة الجديدة التي اختارها اليمنيون تتطلب استشعاراً للمسؤولية الوطنية من كافة شرائح المجتمع اليمني لبناء يمن سعيد يسمو بالعزة والشموخ، وينعم بالأمن والأمان ضمن منظومته الخليجية العربية، وينتقل من الفرقة والاختلاف والحرب إلى السلام والأمن والتنمية والازدهار".

وأكد المسؤول السعودي، الذي يتولى ملف اليمن في الديوان الملكي، "استمرار تحالف دعم الشرعية بدعم المجلس على كافة الأصعدة، بما في ذلك الدعم العسكري، لحين الوصول إلى حل سياسي ينهي الأزمة".

الحوثيون: الحوار مع التحالف 

وجددت جماعة الحوثيين، التي تحكم صنعاء وغالبية محافظات شمال اليمن، رفضها مجلس القيادة الرئاسي، واعتبرت عملية نقل السلطة "إجراءات غير شرعية صادرة عن جهة غير شرعية خارج الوطن"، وفقا لبيان صادر عن اجتماع المجلس السياسي الأعلى.

وقال المجلس السياسي للحوثيين إن تشكيل المجلس الرئاسي "لا علاقة له باليمن ولا مصالحة، وخطوة لا تمتّ للسلام بأي صلة"، في رد ضمني على تصريحات رئيس المجلس رشاد العليمي، يوم الجمعة، التي وعد فيها بوقف الحرب وإحلال السلام. 

وفيما أشار إلى أن "الشعب اليمني هو صاحب الشرعية الحقيقية"، ذكر المجلس السياسي للحوثيين أن إعادة إنتاج قيادة خصومهم في إطار تشكيلات جديدة "محاولة فاشلة للالتفاف على إرادة اليمنيين".

وأعلن المجلس السياسي للحوثيين، بشكل صريح، رفضه إجراء أي حوار مع المجلس الرئاسي، وشدد على "أن الحوار الصحيح ابتداء هو مع تحالف العدوان، وأن للملف الإنساني وفك الحصار الأولوية التي تسبق الجوانب العسكرية والسياسية"، في تمسك بالحوار بشكل مباشر مع التحالف الذي تقوده السعودية.

وذكر المجلس السياسي للحوثيين أن الملف الإنساني "هو المحك والمؤشر الحقيقي على التوجه نحو إنجاح الهدنة والانتقال إلى خطوات إيجابية عقبها"، وفقا لوكالة سبأ الخاضعة للجماعة. 

خروقات للهدنة 

وفي ما يتعلق بالهدنة الإنسانية التي دخلت أسبوعها الثاني، أكدت مصادر عسكرية في مأرب، لـ"العربي الجديد"، أن الساعات الماضية شهدت سلسلة من الخروقات الجديدة، وخصوصا في الأطراف الجنوبية للمحافظة النفطية. 

وقالت المصادر إن المليشيات الحوثية أطلقت صاروخا باليستيا على تجمعات للقوات الحكومية، في خرق فاضح لقرار وقف إطلاق النار، ودفعت بالمئات من المقاتلين إلى الخطوط الأمامية.

في المقابل، أعلنت جماعة الحوثيين أنه تم رصد ثماني عمليات قصف صاروخي ومدفعي للجيش اليمني على مواقعها في العكد والأطراف الجنوبية لمأرب، وذلك من إجمالي 108 خروقات سُجلت خلال الساعات الماضية، 76 منها تحليق جوي لطيران استطلاعي. 

المساهمون