المتطرفون الإسرائيليون يواصلون سعيهم للاستيطان بغزة على وقع الصفقة

19 ديسمبر 2024
وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، 10 ديسمبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يسعى وزراء وأعضاء كنيست من حزبي "الصهيونية الدينية" و"القوة اليهودية" لتعزيز مخطط للاستيطان في غزة بعد الحرب، حيث نظموا جولة في سديروت للترويج للفكرة.
- أكدت عضوة الكنيست ليمور سون هار ميلخ على أن الاستيطان الواسع في غزة هو الرؤية المتفائلة الوحيدة بعد "الانكسار الكبير"، مشددة على بناء مستوطنات كبيرة بعد عودة المختطفين.
- عبّر وزير التراث عميحاي إلياهو عن تفاؤله بالاستيطان، بينما حذر وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير من مخاطر الانسحاب من نتساريم، مؤكداً على أهمية استعادة المختطفين.

بينما تتواصل مُباحثات وقف إطلاق النار، بين إسرائيل وحماس، واصل وزراء وأعضاء كنيست من حزبيّ "الصهيونية الدينية"، و"القوّة اليهودية" المتطرفين، الدفع نحو مخطط للاستيطان في قطاع غزة، كجزء من رؤيتهم لـ"اليوم التالي" للحرب.

وفي هذا الإطار، نظّم "اللوبي لتجديد الاستيطان في غزة"، والذي تقوده عضوة الكنيست ليمور سون هار ميلخ (قوة يهودية)، جولة في منطقة سديروت بالقرب من الحدود الشمالية لقطاع غزة. وانضم للجولة التي بدأت من مَطَلْ "كوبي" كل من وزير الأمن القومي، إيتمار بن غير، وزميله في الحزب وزير التراث، عميحاي إلياهو، بالإضافة إلى اعضاء الكنيست، تسيفي سكوت، وأوشر شكليم، ويتسحاق كرويزر. ورافقتهم في الجولة، دانييلا فايس التي تقود حركة "نحالا"، وهي إحدى أهم الحركات التي تقود مخطط العودة للاستيطان في القطاع.

وفي خلال الجولة، استعرضت سون هار ميلخ، وثيقة أهداف الاستيطان والتي جاء فيها وفق ما نقلته صحيفة يسرائيل هيوم أنّ: "الرؤية المتفائلة الوحيدة التي يمكننا أن نتعهد بها لشعبنا، بعد الانكسار الكبير، هي الاستيطان الواسع في غزة". 

وتعهدت سون هار ميلخ بأنه "من الأماكن التي خرج منها القتلة والوحوش ستبنى المستوطنات الكبيرة والمزدهرة"، مضيفةً أن ما تقدم "سيحصل فقط بعد عودة المختطفين من القطاع"، في إشارة إلى الأسرى الذين تحتجزهم حماس. وطبقاً لما كشفته رئيسة اللوبي فإن هدف الجولة التي أجريت اليوم، هو "التجديد الاستيطاني في غزة، والتخطيط لليوم التالي، الذي سيكون بعد عودة المختطفين والمختطفات، ودفن من مات منهم في إسرائيل". وشددت على أنه في اليوم التالي سيتكون هناك "بلدات كبيرة، وواسعة، وليس بلدات محاطة بأعدائنا".

أمّا وزير التراث عميحاي إلياهو، صاحب دعوة إلقاء القنبلة النووية على غزة، فقال: "أنا متفائل جداً (حيال الاستيطان)"، مشيراً إلى أنه "قبل يومين رأيت فسيفساء كنيس قديم كان في غزة قبل نحو 1500 سنة، وبينما قبل عامين كُنا سنوصف بالهذاة، إن قلنا إننا نرغب بالعودة إلى غزة وبناء المستوطنات، فإنه اليوم وبعد عام ونصف انتصر جنودنا الأبطال، وبت أدرك أننا سنعود إلى هناك ونحوّل الصحراء (غزة) إلى مكان مزدهر، ونقلب الظلام إلى نور كبير".

من جهته، قال بن غفير خلال الجولة، في تصريح نقلته القناة السابعة الإسرائيلية: "نحن نتذكر جيداً ما الذي حصل عندما خرجوا من نتساريم وإلى أي كارثة قاد ذلك، إلى السابع من أكتوبر. ونعرف كذلك أنه بينما يتحدثون الآن عن صفقة فإن الأخيرة قد تتضمن خطوة بائسة كهذه، الأمر الذي سيعرض أمن دولة إسرائيل للخطر ويمنح أعداءنا صورة انتصار". وأضاف: "أقول شيئاً بسيطاً جداً، استعادة المختطفين هي قيمة مهمة جداً، ولكن أيضاً حتّى لا يكون هناك المزيد من المختطفين والقتلى فهذا أمر مهم جداً، من يخرج من نتساريم يعرض أمن إسرائيل للخطر". 

وختم الوزير المتطرف، قائلاً: "أصلي، وآمل، وأتوقع وأعمل للحؤول دون حدوث ذلك، حتّى لا نمنحهم صورة انتصار". وبحسبه: "المختطفون يجب أن يُعادوا من طريق قطع الوقود عن حماس"، مُشدداً على أنه "علينا أن نستوطن في غزة، وأن نشجع الهجرة؛ فهذا صحيح، وأخلاقي ومنطقي، علينا أن نشجع الهجرة الطوعية".

وعلى ما يبدو، فإنه بعد انضمام "اليمين الرسمي" الذي يقوده وزير الخارجية جدعون ساعر إلى الحكومة، ضعف تأثير بن غفير، وقلّت تهديداته بخصوص الانسحاب من الائتلاف؛ إذ لم يهدد في تصريحه الأخير بالخروج من الحكومة لو شمل وقف إطلاق النار خروجاً من محور "نتساريم"، وإنما تصريحاً طالب فيه رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بعدم الخروج من هناك "لأن ذلك سيئ جداً، وممنوع أن نمنح صورة انتصار للأعداء".

المساهمون