المبعوث الأممي يزور صنعاء للمرة الأولى وسط انحسار نسبي لخروقات الهدنة

11 ابريل 2022
سُجل تراجع نسبي في خروقات الهدنة (محمد هويس/فرانس برس)
+ الخط -

بدأ المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، اليوم الاثنين، زيارة للعاصمة صنعاء، هي الأولى منذ تعيينه مطلع سبتمبر/أيلول الماضي، من أجل توطيد الهدنة الإنسانية، في وقت شهدت الساعات الماضية انحساراً نسبياً للخروقات المتبادلة للهدنة.

والتقى غروندبرغ وزير الخارجية في حكومة الحوثيين (غير معترف بها دولياً) هشام شرف، وجرت خلال اللقاء "مناقشة آخر المستجدات على الساحة الوطنية، ومنها ما يتعلق بالهدنة وجهود إيقاف العدوان على اليمن"، حسب وكالة سبأ الخاضعة للحوثيين.

وأوضح المبعوث الأممي أن "هناك فرصة لتثبيت الهدنة المؤقتة وتحويلها إلى وقف إطلاق نار شامل، وصولاً إلى تسوية سياسية سلمية"، مؤكداً أن "الشعب اليمني يستحق كل الدعم".

ونقلت الوكالة ذاتها عن شرف قوله إن "الجدية في إظهار نوايا السلام من قبل الطرف الآخر"، في إشارة إلى التحالف السعودي الإماراتي، "لا بد أن تترجم إلى خطوات عملية وملموسة، وفي مقدمة هذه الخطوات عدم عرقلة دخول سفن المشتقات النفطية والغاز المنزلي إلى ميناء الحديدة، وإعادة فتح مطار صنعاء دون أي عراقيل لوجستية أو بيروقراطية أمام حركة الرحلات التجارية والمدنية، وتنقل المواطنين اليمنيين".

وأشار إلى أن "من ضمن تلك الخطوات الاهتمام بإعادة صرف رواتب كافة موظفي الدولة دون استثناء، بما يسهم في رفع المعاناة عن كادر الدولة الذي حرم من حقه في الراتب لسنوات عديدة".

ومن المقرر أن يلتقي غروندبرغ خلال الزيارة قيادات رئيسية في جماعة أنصار الله (الحوثيين)، التي كانت ترفض لقاءه منذ أكثر من سبعة أشهر، وتطالبه برفع الحظر المفروض على دخول المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة.

وقال مصدر أممي، لـ"العربي الجديد"، إن غروندبرغ سيعقد لقاءات مع زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي ورئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط، بهدف الدفع "نحو توطيد الهدنة الإنسانية التي تستمر لمدة شهرين، والانتقال إلى ما تبقى من الملف الإنساني، وكذلك الملف الاقتصادي في الأزمة".

كما سيلتقي غروندبرغ خلال الزيارة، المقرر أن تستمر يومين، رئيس حكومة الحوثيين غير المعترف بها دولياً عبد العزيز بن حبتور، ومسؤولين آخرين.

ولمّح قيادي بارز في جماعة الحوثيين، في وقت سابق، إلى شروط جديدة ستطرح على المبعوث الأممي خلال زيارة صنعاء، منها صرف الحكومة المعترف بها دولياً "رواتب موظفي الدولة" المتوقفة منذ أواخر العام 2016.

وقال عضو الوفد الحوثي المفاوض عبد الملك العجري، في تغريدة على "تويتر"، اليوم الاثنين: "حالياً المحك الحقيقي للسلام هو في مدى الاستجابة للقضايا الإنسانية التي ستُطرح على الطاولة، سواء باستكمال إجراءات رفع القيود على المطار والميناء، أو المتعلقة بالحقوق والخدمات الأساسية، وعلى رأسها الرواتب والكهرباء".

نرفض التعامل مع السلام كملهاة، وموقفنا دائما مع أي خطوة حقيقية نحو السلام. وحاليا المحك الحقيقي للسلام هو في مدى الاستجابة للقضايا الانسانية التي ستطرح على الطاولة سواء باستكمال اجراءات رفع القيود على المطار والميناء، أو المتعلقة بالحقوق والخدمات الاساسية وعلى رأسها المرتبات والكهرباء

— عبدالملك العجري (@alejri77) April 10, 2022

وتأتي زيارة المبعوث في وقت لم يحرز أي تقدم في مسألة استئناف الرحلات عبر مطار صنعاء، حيث نصت الهدنة الإنسانية على رحلتين أسبوعيا إلى مصر والأردن، وكذلك في فتح المعابر بمدينة تعز وباقي المحافظات، فيما استقبل ميناء الحديدة، خلال الأسبوع الماضي، أربع سفن وقود للمرة الأولى منذ بدء العام الحالي.

وأوضح مصدر مطلع على مشاورات الهدنة الإنسانية، لـ"العربي الجديد"، أن تأخر استئناف الرحلات الجوية في مطار صنعاء لا يعود إلى "نكث التحالف الذي تقوده السعودية بتعهداته برفع الحظر، أو اشتراط الحكومة اليمنية رفعا متزامنا للحصار الحوثي على مدينة تعز، ولكن إلى بعض العراقيل الفنية فقط".

ولفت المصدر، الذي تحدث شرط عدم ذكر هويته، إلى أن هناك ترتيبات مع الدول التي ستكون وجهات دائمة للرحلات القادمة من صنعاء، حيث من المقرر أن تخاطب الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً حكومتي مصر والأردن بشأن الرحلات المباشرة القادمة من صنعاء.

تقارير عربية
التحديثات الحية

ولا يُعرف ما هي الترتيبات التي يجرى الإعداد لها، وما إذا كانت الحكومة تنوي الرقابة على هوية المسافرين، أو إذا كانت القيادات السياسية والعسكرية في جماعة الحوثيين ستظل في دائرة الحظر من السفر أم لا.

وبشأن التسريبات المتداولة عن وجود شرط حكومي لفتح معابر تعز بالتزامن مع رفع الحظر عن مطار صنعاء، قال المصدر: "الحكومة الشرعية تطالب بالفعل بعدم إهمال حصار تعز، لكنها لم تربط الأمور بعضها ببعض".

انحسار نسبي لخروقات الهدنة في اليمن

إلى ذلك، شهدت الساعات الماضية تحسناً نسبياً في مستوى التزام الأطراف اليمنية بوقف إطلاق النار، وذلك بتسجيل معدل يومي أقل للخروقات المتبادلة في كافة جبهات القتال، وتحديداً محافظة مأرب النفطية.

وقالت مصادر عسكرية حكومية، لـ"العربي الجديد"، إن المليشيات الحوثية ارتكبت خروقات محدودة، مساء أمس الأحد وفجر اليوم الاثنين، في محافظة مأرب، فيما تم تسجيل عدد من الخروقات الجديدة في الأطراف الشمالية لمحافظة تعز وجبهات حجة.

وأشارت المصادر إلى أن الخروقات الحوثية المرصودة خلال الساعات الماضية بلغت 72 خرقاً، وذلك في معدل يومي هو الأقل منذ سريان الهدنة في الثاني من إبريل/ نيسان الحالي.

في المقابل، أحصت جماعة الحوثيين 81 خرقاً للقوات الحكومية خلال الساعات الماضية، 51 منها كانت عبارة عن تحليق للطيران الاستطلاعي في أجواء العاصمة صنعاء ومحافظات مأرب وتعز والجوف وحجة وصعدة والبيضاء والضالع، وفقاً لوكالة سبأ الخاضعة لسيطرة الجماعة.

ومنذ بدء سريان الهدنة الإنسانية، كان المعدل اليومي للخروقات المتبادلة لوقف إطلاق النار، يتجاوز 250 خرقاً من الطرفين.