المؤسسات السياسية الليبية.. أزمة شرعية منذ 2011

03 يوليو 2022
من التظاهرات التي شهدتها مؤخراً العاصمة الليبية طرابلس (Getty)
+ الخط -

يريد محتجون ليبيون استقالة السلطات السياسية وإجراء انتخابات، بعد أن أوجدت فترات انتقالية سابقة مؤسسات تمسكت بالسلطة لفترات طويلة بعد انتهاء تفويضها.

في ما يلي المؤسسات السياسية الليبية التي فشلت حتى الآن في التغلب على الخلافات المتجذرة بين السلطات المتنافسة في شرق البلاد وغربها، وهو الانقسام الذي ظهر بعد إطاحة حكم معمر القذافي في عام 2011.

  • مجلس النواب الليبي

انتُخب مجلس النواب الليبي في عام 2014 ليكون البرلمان الوطني للبلاد، بتفويض مدته أربع سنوات، للإشراف على الانتقال إلى دستور جديد يصيغه كيان آخر منتخب.

لكن خلافاً ثار على شرعية انتخابات عام 2014، ورفض المجلس التشريعي السابق تسليم السلطة، ما سرع بحدوث انقسام بين الفصائل المتحاربة في شرق ليبيا وغربها.

وجاء الاتفاق السياسي الليبي المبرم عام 2015 باعتراف دولي بمجلس النواب باعتباره البرلمان الشرعي، وبالمجلس الأعلى للدولة باعتباره الغرفة الثانية الاستشارية بالبرلمان وبحكومة الوفاق الوطني المؤقتة.

لكن الاتفاق لم يوقف القتال، وظل مجلس النواب في مدينة طبرق في شرق البلاد، حيث دعم رئيسه عقيلة صالح وأغلب أعضائه حكومة موازية في الشرق.

الصورة
رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح - فرانس برس
عقيلة صالح (فرانس برس)

ويقول منتقدو مجلس النواب إنّ تفويضه انتهى أجله، وبالتالي شرعيته، ويتهمون صالح باستغلال القواعد البرلمانية للدفع بجدول أعماله الخاص. وينفي صالح ذلك.

  • المجلس الأعلى للدولة

تشكل المجلس الأعلى للدولة من أعضاء أول برلمان ليبي مؤقت، الذي انتخب عام 2012، ويشكك زعماؤه في شرعية انتخابات 2014.

وبموجب الاتفاق السياسي الليبي المبرم عام 2015، يعتبر المجلس الأعلى للدولة الغرفة الثانية الاستشارية للبرلمان ودوره استشاري.

وأي تعديلات كبيرة في الدستور أو تشكيل حكومات جديدة من المتوقع أن تتطلب موافقة المجلسين للحصول على الدعم الدولي.

ويقول منتقدو المجلس الأعلى للدولة إنه يفتقر للشرعية الشعبية، وإن رئيسه خالد المشري يعمل نيابة عن جماعات إسلامية خسرت في انتخابات عام 2014 وتسعى للتشبث بالسلطة. وينفي المشري ذلك.

الصورة
خالد المشري - المجلس الأعلى للدولة الليبي - تويتر "حسابه الشخصي"
خالد المشري (صفحته على تويتر)
  • حكومة الوحدة الوطنية

خلال فترة توقف القتال في عام 2020، اتفق مؤتمر مدعوم من الأمم المتحدة، يضم شخصيات من مختلف التيارات السياسية، على إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية يوم 24 ديسمبر/كانون الأول 2021.

ووافق المشاركون في المؤتمر على تشكيل مجلس رئاسي جديد وحكومة وحدة وطنية للإشراف على إجراء الانتخابات.

كما وافقوا على أن يحل هذان الكيانان محل حكومة الوفاق الوطني التي تشكلت في طرابلس في الغرب، وعلى أن يقود ذلك إلى حل الحكومة الموازية في الشرق التي كانت مدعومة من مجلس النواب.

وصوت المؤتمر المدعوم من الأمم المتحدة على تعيين عبد الحميد الدبيبة رئيساً لحكومة الوحدة الوطنية، ووافق مجلس النواب على حكومته في مارس/آذار 2021 . لكن الخلافات على القواعد الحاكمة العملية الانتخابية حالت دون إجرائها.

الصورة
رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة (Getty)
عبد الحميد الدبيبة (Getty)

وعين مجلس النواب بعد ذلك رئيس وزراء آخر هو فتحي باشاغا، قائلاً إن رئيس حكومة الوحدة الوطنية انتهى تفويضه يوم 24 ديسمبر/كانون الأول 2021. وأثار ذلك خلافاً جديداً وجدد الانقسام بين شرق ليبيا وغربها.

  • الحكومة الموازية

أدى باشاغا وحكومته اليمين الدستورية أمام مجلس النواب، لكنه لم يتمكن من دخول طرابلس أو السيطرة على أي مؤسسة حكومية، ما ترك البلاد في أزمة.

ومع انقسام ليبيا مرة أخرى، تجنب العديد من الدول الأجنبية تأييد طرف دون الآخر.

الصورة
فتحي باشاغا (عبدالله دوما/ فرانس برس)
فتحي باشاغا (عبد الله دوما/فرانس برس)
  • المجلس الرئاسي

اختار المؤتمر المدعوم من الأمم المتحدة مجلساً رئاسياً يضم ثلاثة رجال برئاسة عبد الله اللافي، للقيام بدور رئيس الدولة، ويمثل الأقاليم الليبية الرئيسية الثلاثة في الغرب والشرق والجنوب، لكنه لم يلعب دوراً يذكر في حل الأزمة السياسية.

الصورة
عبد الله اللافي - عضو المجلس الرئاسي الليبي - صفحته الرسمية على فيسبوك
عبد الله اللافي (صفحته على فيسبوك)

(رويترز)