قال مسؤولون أمنيون عراقيون إنّ الملاحقات الاستخبارية التي كُثِّفَت أخيراً أوقعت العشرات من عناصر تنظيم "داعش" في عدد من محافظات البلاد، مؤكدين أنّ الاستراتيجية أثبتت نجاحها خلال المرحلة الحالية، وسط دعم حكومي لإدامتها.
واعتمد الأمن العراقي أخيراً، أسلوب العمل الاستخباري بمتابعة وتحديد تحركات عناصر تنظيم "داعش" في عموم المحافظات العراقية، ضمن استراتيجية أمنية جديدة بالتوازي مع التحرك الميداني، وهو ما نتج منه تراجع واضح في أعمال العنف والهجمات التي كانت قد نشطت مطلع العام الجاري.
وأمس الأربعاء، أعلنت مديرية الاستخبارات العسكرية إطاحة "خمسة إرهابيين خطيرين" في محافظات الأنبار ونينوى والسليمانية.
وقالت المديرية، في بيان لها، إنه "بعمليات نوعية واستناداً إلى معلومات استخبارية لقيادة عمليات نينوى ومديرية الاستخبارات العسكرية وبالتعاون مع القوات الأمنية الماسكة للأرض، تم نصب كمائن محكمة في مناطق متفرقة من المحافظات ذاتها، أسفرت عن إلقاء القبض على 4 إرهابيين مطلوبين للقضاء".
وفي بيان آخر، أكدت مديرية الاستخبارات أنه "بالتنسيق مع القوات الأمنية في إقليم كردستان ألقت قوة من مديرية استخبارات وأمن السليمانية القبض على متهم مطلوب للقضاء بتهمة الإرهاب"، مبيّنة أنّ "عملية القبض جاءت من خلال وجوده في محافظة السليمانية وبالتنسيق مع جهاز الأمن العام في إقليم كردستان، إذ تم تسليمه للجهات القضائية المختصة".
البعد الاستخباراتي
من جهته، قال ضابط أمن رفيع، لـ"العربي الجديد"، مشترطاً عدم ذكر اسمه، اليوم الخميس، إنّ "الاستراتيجية الجديدة للأمن العراقي تركّز على البعد الاستخباري، وتنفيذ الكمائن لإطاحة عناصر داعش"، مبيّناً أنّ "الكمائن تنفذ في المحافظات المحررة وغيرها، بحسب المعلومات الاستخبارية المتوافرة عن عناصر التنظيم وتحركاتهم".
وأكد الضابط أنّ "الاستراتيجية أطاحت خلال الشهرين الأخيرين عشرات من عناصر التنظيم، وتمت إحالتهم على التحقيق"، مشدداً على أنّ "الملاحقات الاستخبارية هي أساس المعركة مع بقايا داعش، فإطاحة العناصر وكشف التحركات والهجمات قبل تنفيذها، أهم بكثير من التصدي لها خلال التنفيذ وما قد تكلفه من خسائر".
وأشار إلى أنّ "رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وجه بتقديم الدعم المطلوب للعمليات الاستخبارية وعدم التراجع عن الاستراتيجية مع استمرار تحديثها والبحث عن المعلومات وفتح التعاون مع المواطنين".
وكان السوداني قد أصدر توجيهات متتابعة للقيادات الأمنية بالتأهب وإجراء مراجعات شاملة للخطط العسكرية، كاشفاً عن تغيير التكتيكات العسكرية المتبعة في المناطق التي تشهد نشاطاً لـ"داعش"، واتباع أساليب غير تقليدية للمواجهة، وبالطريقة التي تضعف من قدرات عناصر التنظيم وتحدّ من حركاتهم.
وأعلنت قيادة الجيش العراقي، يوم الجمعة الماضي، مقتل 155 عنصراً من تنظيم "داعش" بعمليات عسكرية في البلاد، نفذت منذ تشكيل حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني التي حصلت على ثقة البرلمان في 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.