القيادي بـ"حماس" ناصر الدين الشاعر يتساءل أين وصلت التحقيقات بمحاولة اغتياله؟

26 سبتمبر 2022
نائب رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق والقيادي في حركة حماس ناصر الدين الشاعر (فيسبوك)
+ الخط -

من المقرر أن يصل نائب رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق والقيادي في حركة حماس ناصر الدين الشاعر خلال الساعات القليلة المقبلة إلى الأردن، ومنها إلى ألمانيا لاستكمال رحلة العلاج من الإصابة البليغة التي تعرضها لها في رجليه، بعد نجاته من محاولة الاغتيال التي تعرض لها قبل نحو شهرين، على أيدي مسلحين ملثمين في قرية "كفر قليل" جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية.

وقال الشاعر لـ"العربي الجديد" قبيل صعوده في سيارة الإسعاف التي أقلته إلى معبر الكرامة الفاصل بين الضفة الغربية والأردن، "إنه سيخضع لفحوصات طبية، خاصة لرجله اليمنى التي أصيبت بست رصاصات، أدت إلى تهتكها بشكل كبير"، مشيراً إلى أن الأطباء سيقررون بناءً على تلك الفحوصات الخطوات التالية لعلاجه.

وأصيب الشاعر في 22 يوليو/تموز 2022 بجروح، بعد إطلاق مسلحين الرصاص عليه في قرية "كفر قليل" جنوبي نابلس خلال مشاركته بحفل زفاف في القرية، حيث جاء الاعتداء على خلفية أحداث جامعة النجاح في نابلس التي جرت في يونيو/ حزيران الماضي، وما رافقها من إصابة عشرات الطلبة داخل حرم الجامعة بجروح متفاوتة ورضوض جراء اعتداء عناصر من أمن الجامعة عليهم، وفض الاعتصام السلمي الذي كان ينفذه الحراك الطلابي المستقل حينها بالقوة، والاعتداء على الشاعر خلال الأحداث ذاتها، رغم تكليفه من إدارة الجامعة بمحاولة حل الأزمة.

وقوبل ما جرى مع الشاعر بردود فعل وإدانات واسعة، ومطالبات بمحاسبة المعتدين، فيما أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأوامر بمحاسبة مطلقي النار على الشاعر، دون أن يتم اعتقال المنفذين حتى اللحظة.

وقال الشاعر: "مر شهران على إطلاق النار وإصابتي. الأجهزة الأمنية اعتقلت ثلاثة أشخاص ومن ثم أفرجت عنهم، وبعد ذلك لا أعلم ما الذي جرى! وعندما نستفسر عن القضية، يأتي الرد أننا ما زلنا نعمل للوصول إلى الفاعلين".

وأضاف الشاعر "لا أتهم أحدًا بالتقصير، ولكن من حقي وحق المجتمع الفلسطيني الاطلاع على مجريات القضية، وإلى أين وصلت التحقيقات. هذا التأخير يثير تساؤلات كثيرة، ويعطي مؤشرات قد تنعكس سلباً على السلم الأهلي، ومدى الثقة بإجراءات التحقيق والعدالة"، مؤكداً على عدم جدية السلطة في اعتقال الجناة.

وكان الشاعر قد قال لـ"العربي الجديد" في تصريحات سابقة، "إنه لا يوجد من يشكك في قدرة الأمن على الوصول للفاعلين حال أراد ذلك فعلياً، فهو يملك التقنيات اللازمة، وهنالك كاميرات مراقبة موجودة في المكان ويمكنه الحصول على تسجيلاتها".

وأردف حينها: "هناك قرار من الرئيس محمود عباس بملاحقة الجناة واعتقالهم، إلّا أن من حقي وحق عائلتي ومجتمعي أن نسأل عن سبب التلكؤ في القبض عليهم".

ووفق معلومات حصل عليها "العربي الجديد"، فقد أرسل الشاعر رسائل لمكتب رئيس الوزراء محمد اشتية، ولقادة الأجهزة الأمنية، ومسؤولين كبار في السلطة الفلسطينية، يتساءل فيها عن مجريات التحقيق في قضيته، وسبب التلكؤ في اعتقال الجناة، رغم التعليمات الصريحة من الرئيس عباس باعتقالهم وجلبهم للقضاء.

وأكد الشاعر "قلت وما زلت إن دمي فداء للوحدة الوطنية، فقد عملت طيلة السنوات الماضية كصمام أمان مع الكثير من المخلصين لحماية الشعب والمجتمع وإنهاء الخلافات، والآن أُقابَلُ بالعدوان الدموي ممن لم يرق لهم المسعى الوحدوي".

وأضاف: "من المهم الإسراع في جلب هؤلاء الجناة للعدالة، لأنني وغيري لن نكون قادرين على الاستمرار في ضبط الأوضاع، أو التنبؤ بتصرفات أهالي الضحايا الذين يشعرون بالإحباط والخذلان من إجراءات الأمن والعدالة. وقد يسعى بعضهم لانتزاع حقهم بأيديهم في حال فقدان الثقة بجهود السلطات وإجراءات التحقيق".