استأنفت القوات الأميركية عمليات الإجلاء من مطار كابول بعد توقف دام ساعات، حيث خرج جنود أميركيون من المطار لتسلّم 169 شخصاً من مكان قريب.
وذكر المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جون كيربي، يوم الجمعة، أنّ الجيش الأميركي استخدم ثلاث طائرات هليكوبتر عسكرية لنقل 169 أميركياً إلى المطار في كابول من مبنى يبعد عن المطار 200 متر فقط. وأضاف أنه اتُّخِذ قرار يوم الخميس باستخدام طائرات الهليكوبتر بسبب صعوبة وصول الأميركيين إلى بوابة المطار. وقامت الطائرات الهليكوبتر بنقلهم من فندق بارون القريب.
وأعلن البنتاغون أنّ طائرات عسكرية أميركية تنفذ عمليات إجلاء من العاصمة الأفغانية كابول ستهبط في ألمانيا يوم الجمعة.
وقال الميجر جنرال وليام تيلور، من هيئة الأركان الأميركية المشتركة، في إفادة إنّ الولايات المتحدة ممتنة لألمانيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، لمساعدتها في هذا الجهد "العالمي".
وفي وقت سابق، رفض الرئيس الأميركي جو بايدن الانتقادات لطريقة معالجته للانسحاب الأميركي من أفغانستان الذي تشوبه الفوضى.
من جهتها قالت وزارة الخارجية الأميركية، الجمعة، إنّ الولايات المتحدة تتعامل "بجدية شديدة" مع تقارير عن تعرض أميركيين لمضايقات أو للضرب في العاصمة الأفغانية كابول.
وأضافت أنّ حركة "طالبان" أكدت لواشنطن أنها ستسمح للأفغان الذين يريدون مغادرة البلاد بفعل ذلك بعد 31 أغسطس/آب.
وقال المتحدث باسم الوزارة نيد برايس، في إفادة صحافية، إنّ عدداً من الدول في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى تستقبل أو ستستقبل قريباً بشكل مؤقت أميركيين وربما آخرين ممن يجري إجلاؤهم من كابول، على أراضيها.
وفي السياق، قالت وزارة الخارجية الإماراتية، يوم الجمعة، إنّ الإمارات وافقت على استضافة 5000 أفغاني يُعمَل على إجلائهم من أفغانستان، وذلك لمدة عشرة أيام في طريقهم إلى دولة ثالثة بناءً على طلب الولايات المتحدة.
وأضافت في بيان نشرته وكالة أنباء الإمارات: "سيغادر المواطنون الأفغان الذين جرى إجلاؤهم إلى دولة الإمارات من العاصمة كابول خلال الأيام القادمة، على متن طائرات أميركية".
وأضاف البيان أن الإمارات قامت أيضاً "بتسهيل عمليات الإجلاء لنحو 8500 من الأجانب من أفغانستان، وذلك باستخدام طائراتها وعبر مطاراتها".
وجاء الإعلان بعدما ذكر مسؤولون أميركيون أنّ من المتوقع أن تعلن واشنطن أن دولاً في أوروبا والشرق الأوسط وافقت على استضافة أناس يجري إجلاؤهم من كابول، مؤقتاً مع بلوغ قاعدتها العسكرية في قطر طاقتها القصوى.
وقال مسؤول قطري: "نواصل جهودنا للإجلاء من أفغانستان. هناك رحلات إضافية مقررة في الأيام القادمة".
وقالت وزارة الخارجية البحرينية، في بيان، يوم الجمعة: "مملكة البحرين... تسهم إلى جانب شركائها الدوليين في دعم جهود الإغاثة في أفغانستان، وتسهيل عملية الإجلاء من خلال إتاحة المجال أمام الرحلات الجوية للاستفادة من موقع المملكة كنقطة مرور، وصولاً إلى الوجهات النهائية المقررة لها".
على صعيد آخر، أعلنت أوزبكستان أنها أعادت 150 لاجئاً أفغانياً فروا من سيطرة حركة "طالبان"، إلى أفغانستان، وذلك بناءً على رغبتهم.
وقالت وزارة الخارجية الأوزبكية، في بيان، الجمعة، إنّ هذه الخطوة جاءت بعد محادثات مع "طالبان"، التي تعهدت بعدم اضطهاد العائدين.
وأضافت الوزارة أنها تواصلت مع حركة "طالبان" للحصول على "ضمانات أمنية للمواطنين الأفغان الذين عبروا الحدود بشكل غير قانوني خلال تلك الأيام المأسوية".
وذكرت الوزارة أيضاً أنها علمت من هؤلاء الأفغان الذين عادوا من أوزبكستان أنهم أصبحوا الآن بأمان في وطنهم بعد "الإجراءات الرسمية اللازمة". ولم تخض الوزارة في تفاصيل.
وأشارت إلى أنّ أوزبكستان تتعاون مع الدول التي تعمل على إجلاء مواطنيها من أفغانستان، ومنها الولايات المتحدة وروسيا وألمانيا وسويسرا والنمسا وغيرها.
ولفتت كذلك إلى أنها سمحت لتلك الدول باستخدام مجالها الجوي ومطاراتها وقدمت الدعم الفني واللوجيستي اللازم للمساعدة في إجلاء 1982 شخصاً إجمالاً.
(فرانس برس، رويترز)