حذّر القضاء العراقي من أشكال الكراهية والتطرف التي تؤدي إلى العنف في البلاد، مؤكداً اتخاذه إجراءات قانونية ضد المحرضين.
وتوعدت السلطات العراقية، على مدى الأعوام السابقة، بإجراءات وعقوبات قانونية تطاول المحرضين على الطائفية والمروجين لها عبر صفحات التواصل الاجتماعي، كما أطلقت في مايو/ أيار 2021 ما سمتها بـ "حملة متابعة ومراقبة لما ينشر عبر تلك منصات التواصل الاجتماعي".
وتقوم أطراف حزبية وجماعات مسلحة بالتصعيد من حدة خطاب الكراهية والتطرف في البلاد عبر تفسير أحداث أمنية أو أعمال عنف بأنها "طائفية"، وهو ما يثير قلق الحكومة من تأثير ذلك الخطاب على التعايش السلمي في البلاد.
وبمناسبة اليوم العالمي لمكافحة خطاب الكراهية، أكد مجلس القضاء الأعلى العراقي، اليوم الأحد، نبذه "كافة أشكال الكراهية والتطرف التي تؤدي إلى العنف"، مشيراً في بيان إلى أن "القضاء يدعم إشاعة روح التسامح بين المجتمعات وتقبل الثقافات والحوار واحترام الرأي الآخر".
وكان رئيس الوزراء العراقي أكد في تصريحات سابقة أهمية ترسيخ مبدأ التعايش السلمي ونبذ الأفكار المتطرفة والتي تكون لها تداعيات خطيرة على المجتمع، ويؤكد ناشطون في مجال حقوق الإنسان "ضعف" تطبيق القانون على المحرضين على خطاب الكراهية والتطرف في البلاد.
وقال الناشط الحقوقي، عدنان العزاوي، لـ"العربي الجديد"، إن "التعايش السلمي بين مكونات المجتمع العراقي دعمته العشائر العراقية وأبناء الشعب العراقي من غير المنتمين إلى جهات سياسية"، مضيفاً أن "هناك ضرورة على الحفاظ على هذا التعايش والاستقرار الشعبي، من خلال فرض عقوبات قانونية صارمة على كل من يحرض ويدعم التطرف والكراهية والطائفية والعنصرية بين مكونات الشعب الواحد".
وأضاف "لم نلاحظ أي تحريض من قبل أبناء الشعب، بل التحريض مستمر من قبل الأطراف السياسية والحزبية والمليشياوية في الخطابات، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي من دون خوف"، مشيراً إلى أن "الإجراءات القضائية بمحاسبة هؤلاء ضعيفة جداً إن لم نقل معدومة، والاكتفاء بالتهديد والوعيد بالمحاسبة لا ينهي تلك الحملات".
ودعا المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية، اللواء سعد معن، في تعليق له على حسابه في موقع تويتر إلى الوحدة والتلاحم بين العراقيين، وأضاف أنه "بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة خطاب الكراهية نوجه دعوتنا لنصرة صوت الوحدة والتلاحم الوطني بين طوائف الشعب العراقي العزيز ونبذ الأصوات النشاز التي تروم زعزعة السلم المجتمعي وليحيا العراقيون على أرضهم بسلام دائم وليتقبل كل منا الآخر تحت خيمة العراق الكبير".
بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة خطاب الكراهية نوجه دعوتنا لنصرة صوت الوحدة والتلاحم الوطني بين طوائف الشعب العراقي العزيز ونبذ الاصوات النشاز التي تروم زعزعة السلم المجتمعي وليحيا العراقيون على ارضهم بسلام دائم وليتقبل كلا منا الاخر تحت خيمة العراق الكبير
— سعد معن - Saad Maan (@saadmaanoficial) June 18, 2023
وخلال السنوات السابقة شهدت العديد من مناطق البلاد توقيع وثائق للتعايش السلمي في عدد من مناطق البلاد، في خطوة تهدف إلى نبذ الأفكار المتطرفة والكراهية وتوثيق السلم المجتمعي، وحظيت تلك الوثائق بدعم شعبي وعشائري.