القاهرة ترفض تصريحات نتنياهو: تؤجج الاحتقان في المنطقة

03 سبتمبر 2024
وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، 6 أغسطس (أحمد حسن/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعربت مصر عن رفضها لتصريحات نتنياهو التي زجت باسمها لتشتيت انتباه الرأي العام الإسرائيلي وعرقلة جهود الوساطة لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن.
- أكدت مصر رفضها للمزاعم الإسرائيلية وحملت الحكومة الإسرائيلية عواقب التصريحات التي تزيد من تأزيم الموقف وتبرر السياسات العدوانية.
- أشار أستاذ القانون الدولي أيمن سلامة إلى أن تصريحات نتنياهو تشكل خطراً على العلاقات الدولية وتقوض الثقة والتعاون بين الدول، مما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة تهدد السلم والأمن الدوليين.

أعربت وزارة الخارجية المصرية، اليوم الثلاثاء، عن رفض القاهرة التام للتصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم أمس الاثنين، مشيرة في بيان إلى أنه "حاول من خلالها الزج باسم مصر لتشتيت انتباه الرأي العام الإسرائيلي، وعرقلة التوصل إلى صفقة لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والمحتجزين، وعرقلة جهود الوساطة التي تقوم بها مصر وقطر والولايات المتحدة".

وأضافت الخارجية المصرية، أن "مصر تؤكد رفضها لكل المزاعم التي يتم تناولها من جانب المسؤولين الإسرائيليين في هذا الشأن". ووفقاً للبيان، "تحمل جمهورية مصر العربية الحكومة الاسرائيلية عواقب إطلاق مثل تلك التصريحات التي تزيد من تأزيم الموقف، وتستهدف تبرير السياسات العدوانية والتحريضية والتي تؤدي إلى مزيد من التصعيد في المنطقة، وتؤكد حرصها على مواصلة القيام بدورها التاريخي في قيادة عملية السلام في المنطقة بما يؤدي إلى الحفاظ على السلم والأمن الإقليميين ويحقق استقرار جميع شعوب المنطقة".

وكان نتنياهو، قال الاثنين، إن قواته يجب أن تحتفظ بالسيطرة على محور فيلادلفيا بين قطاع غزة ومصر، وتعهد "بعدم الخضوع للضغوط" بشأن هذه المسألة في محادثات وقف إطلاق النار. واعتبر في مؤتمر صحافي متلفز غداة إعلان جيش الاحتلال استعادة جثث ستة محتجزين في غزة، أن "تحقيق أهداف الحرب يمر عبر محور فيلادلفيا". وأضاف نتنياهو: "السيطرة على المحور تضمن عدم تهريب المخطوفين إلى خارج غزة". 

وفي السياق، قال أستاذ القانون الدولي العام وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية أيمن سلامة، لـ"العربي الجديد" إن "التصريحات الهجومية غير المدعومة بالأدلة التي أدلى بها نتنياهو، تشكل خطراً جسيماً على العلاقات الدولية كافة، وتحمل في طياتها شحنات من الكراهية والعداء، وتقوض أركان الثقة والتعاون بين الدول، وقد تؤدي إلى عواقب وخيمة تهدد السلم والأمن الدوليين". وأضاف أن "هذه التصريحات، التي تتراوح بين الاتهامات الباطلة والتهديدات المباشرة، لا تقتصر على إثارة الفتن والنزاعات، بل تتعداها إلى تقويض أسس النظام الدولي القائم على القوانين والمعاهدات، فكيف يمكن لدولة أن تحترم معاهدة ما إذا كانت تتهم شريكها في هذه المعاهدة بانتهاكها من دون تقديم أي دليل ملموس، وكيف يمكن أن تسود مبادئ حسن الجوار بين دول تتبادل الاتهامات والشتائم؟".

وشدد أستاذ القانون الدولي على أن "الحفاظ على المعاهدات الدولية الثنائية ومبادئ حسن الجوار يتطلب من الدول الالتزام بالصدق والأمانة في تعاملاتها، والابتعاد عن المبالغات والتشويه، كما يتطلب الأمر بناء قنوات اتصال فعالة بين الدول، وتشجيع الحوار والتفاهم، واللجوء إلى الوسائل السلمية لحل الخلافات"، لافتاً إلى أنه "من أبرز التداعيات السلبية لهذه التصريحات العدائية: تدهور العلاقات بين الدول، وتآكل الثقة المتبادلة بين الدول، وتزيد من حدة التوترات القائمة، وقد تؤدي إلى قطع العلاقات الدبلوماسية".

المساهمون