الفصائل الفلسطينية تعود إلى الجزائر لاستكمال مسار المصالحة

12 سبتمبر 2022
تعكف الجزائر منذ يناير على تحقيق مبادرتها لإتمام ملف المصالحة (Getty)
+ الخط -

تحضّر الجزائر لاستكمال مسار مبادرة الوحدة الفلسطينية التي أطلقها الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، في شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، إذ يجري ترتيب لقاء بين قيادات الفصيلين الرئيسيين، "فتح" و"حماس"، قريبا في الجزائر، قبل أن تعود قيادات باقي الفصائل الفلسطينية إلى هناك لمناقشة الصيغة النهائية لورقة المصالحة المتضمنة التفاهمات السياسية والعملية التي تعتزم الجزائر طرحها، قبل انعقاد القمة العربية المقبلة المقررة مطلع شهر نوفمبر/تشرين الثاني القادم.

وقال المتحدث باسم حركة "فتح" في الجزائر، يامن قديح، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن وفد الحركة الذي سيزور الجزائر في هذا الإطار يضم قيادات مرموقة ومهمة، إذ سيترأس الوفد نائب رئيس الحركة محمود العالول، ويضم أيضا عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح عزام الأحمد، ورئيس المجلس الوطني عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" روحي فتوح، ويرجح وصول الوفد في غضون الأسبوع الأول من شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

من جانبه أكد عضو المجلس الوطني الفلسطيني والقيادي في جبهة النضال الشعبي جمال خليل أبو أحمد، في تصريح  لـ"العربي الجديد"، أنه "تتم الآن دعوة حركة حماس وفتح ليتم الحوار الثنائي بين الطرفين برعاية جزائرية، تعقبها دعوة جميع الفصائل إلى الجزائر، للمشاركة في مائدة مستديرة تحظى برعاية كريمة وسامية من الرئيس الجزائري، استكمالا للقاءات السابقة في الجزائر"، مضيفا: "نحن حريصون على تحقيق الوحدة الفلسطينية، ونأمل أن ينجح الحوار بين فتح وحماس في تحقيق اتفاق على ما هو مختلف فيه، وأن تنجح الجزائر في تذليل العقبات، لتحقيق الهدف قبل القمة العربية" التي يرى أن "وهجها يشكل عاملا ضاغطا على كل الأطراف لتحمل مسؤوليتها".

ولم تكشف حركة حماس من جهتها عن طبيعة وفدها الذي سيشارك في حوارات الجزائر، واكتفى ممثل الحركة في الجزائر محمد عثمان، بالتأكيد على أنه لم يتم تحديد مواعيد للحوارات المرتقبة.

وترغب القيادة الجزائرية أن يلي الحوار بين فتح وحماس والحوارات مع قادة الفصائل الفلسطينية، عقد طاولة مستديرة تجمع قادة الفصائل لوضع الورقة الجزائرية الخاصة بالمصالحة الفلسطينية في موضع مصادقة، وهو ما كان أعلن عنه في الأول من أغسطس/آب الماضي الرئيس الجزائري، عندما تحدث عن التحضير لعقد مؤتمر للفصائل الفلسطينية في الجزائر، لتحقيق المصالحة الوطنية، في غضون الأشهر الثلاث المقبلة، قبل القمة العربية، استكمالا لمبادرة كانت أطلقتها الجزائر شهر يناير الماضي.

وتتحدث بعض المعلومات عن أن الرغبة في عقد "المائدة المستديرة" للفصائل هو ما يفسر أن قيادات الفصائل الفلسطينية، التي ستزور الجزائر في الفترة المقبلة، هي من الصف الأول الذي يصنع القرار داخل الفصائل، ما يسهل إمكانية مناقشة وتداول الورقة الجزائرية التي سيتم اقتراحها والتفاوض حولها في حينه، خاصة وأن عامل الوقت سيكون ضاغطا على الطرف الفلسطيني وعلى الجانب الجزائري بالأساس، عشية القمة العربية، حيث ترغب الجزائر أن تعقد القمة في ظل إنجاز تقدم على صعيد وحدة الصف الفلسطيني. 

وكانت الجزائر قد استقبلت في الفترة بين يناير ومارس الماضيين كبار القيادات السياسية للفصائل الفلسطينية لجمع وثائق ومقترحات الفصائل الفلسطينية حول مسار المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام الداخلي، بينهم رئيس الدائرة السياسية للجهاد الإسلامي محمد الهندي ووفد من حركة فتح يضم عزام الأحمد، ووفد من حركة "حماس" يضم كلّا من خليل الحية وعلي بركة، ووفد الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين برئاسة نائب الأمين العام فهد سليمان، ووفد عن الجبهة الشعبية- القيادة العامة بقيادة طلال ناجي، ووفد من جبهة النضال الشعبي بقيادة أحمد مجدلاني.

وفي الخامس من يوليو/تموز الماضي، كان الرئيس تبون قد نجح في عقد لقاء مصالحة بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس حركة حماس إسماعيل هنية، على هامش الاحتفالات بالذكرى الستين لاستقلال الجزائر.

المساهمون