العملية التركية شمالي سورية: طلب روسي بمناقشتها في اجتماع أستانة 18

09 يونيو 2022
تحدث الإعلام التركي عن انطلاق العملية خلال أسبوع مع اكتمال استعدادات الجيش الوطني (Getty)
+ الخط -

أفادت وسائل إعلام تركية بقرب إطلاق العملية العسكرية التركية المرتقبة في شمال سورية، في حين أشارت أخرى إلى طلب روسيا مناقشة العملية في اجتماع أستانة 18، المقرر في منتصف يونيو/حزيران الجاري.

وقالت صحيفة "خبر تورك"، اليوم الخميس، في تسريبات نقلتها عن لقاء وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في أنقرة، أمس الأربعاء، إنّ تركيا تلقت من روسيا تفهماً لمواقفها حيال الهجمات التي تتم من منبج وتل رفعت، ولم تعترض على الحجج التركية المقدمة.

وأضافت أنّ تركيا أشارت للجانب الروسي إلى وقوع تل رفعت داخل الحدود على مسافة 18 كيلومتراً، ومنبج على مسافة 28 كيلومتراً، وأن منع الهجمات المسلحة يتطلب تشكيل منطقة آمنة بعمق 30 كيلومتراً، كاشفة أنّ الوزيرين اتفقا على تواصل اللقاءات بين البلدين، ولافتة إلى أنّ الأنظار تتجه للمشاورات التي ستجري بين تركيا وروسيا وإيران في عاصمة كازخستان نورسلطان الأسبوع المقبل.

ويبدو من تسريبات صحيفة "خبر تورك" أنّ الجانب الروسي طالب بمزيد من التنسيق والترتيب التقني في اجتماعات أستانة بحضور الجانب الإيراني، لا سيما أن اجتماعات أستانة تشمل شقاً سياسياً، وآخر عسكرياً.

من جهتها، ذكرت صحيفة "حرييت"، الأربعاء، أنّ الاستعدادات مستمرة من أجل العملية العسكرية المرتقبة شمالي سورية، على أن تنطلق خلال أسبوع مع اكتمال استعدادات "الجيش الوطني" السوري المعارض المدعوم من أنقرة، وتحديد الأهداف.

كما كشفت صحيفة "صباح" المقربة من الحكومة أنّ جميع الاستعدادات اكتملت للعملية العسكرية التي تنتظر صدور أوامر بدئها، قائلة: "القوات المسلحة التركية وقوات الجيش الوطني، أكملا استعدادهما للعملية التي تستهدف تل رفعت ومنبج، بانتظار الأوامر التي ستأتي من أنقرة".

وأضافت: "اتخذت المواقع العسكرية التركية المحيطة بتل رفعت ومنبج وضعية الاستعداد للقتال، مع استهداف مواقع المسلحين ليلاً، فيما حددت أهداف ومحاور العملية التي ستصل إلى منطقة قره كوزاك التي كانت تستضيف تربة الشاه سليمان منذ سبعينيات القرن الماضي".

وأكملت أنّ "العملية تستهدف السيطرة على سد تشرين، من أجل حل مشكلتي الكهرباء والماء التي تعاني منها منطقة درع الفرات، منذ سنوات، وتستهدف العملية إعادة ضريح الشاه سليمان لمكانه، وقطع الطريق الواصلة إلى عين العرب، فيما ستصل القوات على جبهة تل رفعت إلى مطار منغ وصولاً إلى خط نبل والزهراء".

وكانت مصادر تركية قد تحدثت في وقت سابق لـ"العربي الجديد"، أنّ تركيا حالياً تجري التحضيرات السياسية والعسكرية للعملية العسكرية التي قد تأخذ وقتاً لاستكمالها.

وفي إطار الحديث عن العملية العسكرية التركية، أجرت قناة "سي أن أن تورك" حواراً مع المبعوث الأميركي السابق إلى سورية جيمس جيفري، قال فيها إنّ "تركيا لديها عدة أطراف تعتبر من الأعداء في جنوب البلاد، منها داعش والإيرانيون والروس ونظام الأسد وحزب العمال الكردستاني، وأميركا تعي ذلك".

وأضاف: "في حال رغبت تركيا بالإقدام على أي خطوة عليها أن تعي الواقع الميداني، وعندما وقعت اتفاقية في 17 أكتوبر/تشرين الأول من العام 2019 بين تركيا وأميركا، كان الاتفاق ينص على استبعاد عناصر قسد من شمال غرب الطريق الدولية إم 4، بعرض 110 كيلومترات وبعمق 30 كيلومتراً، وهو ما تم، وانسحبت العناصر ولم تعد إليها، ولكن في المناطق الأخرى حصلت هجمات من قبل هذه الأطراف".

وأكمل: "يمكن القول قياساً على السابق، إن هناك وقفا لإطلاق النار، ولم يحصل اتفاق بما يتعلق بمنبج وتل رفعت، فيما لم تكن هناك أي أدلة على التزام الجانب الروسي بالاتفاقيات مع تركيا".

ماذا يقول سوريون عن العملية التركية المرتقبة شمالاً؟

وحول السياسة الأميركية، قال: "الحكومة الأميركية تناشد تركيا عدم تغيير التوازنات الحساسة في سورية، وأنا أدعم ذلك، هناك مجموعة من عمليات وقف إطلاق النار، حتى في إدلب ومناطق الجنوب. سورية منذ العام 2019 هادئة نوعاً ما، ولا توجد موجة نزوح جديدة لتركيا، وفي حال حصول أي عمل عسكري تركي، فإن هناك مخاطر لتساقط جميع الأوراق، ولهذا يجب أن تكون حذرة".

وشدد على أن "هناك بشكل عام توافقا في السياسات بين تركيا وأميركا بخصوص سورية، والخلاف الوحيد هو بوجهات النظر حول قوات سورية الديمقراطية التي تعتبرها تركيا امتداداً لحزب العمال الكردستاني".

اجتماع أستانة حول سورية منتصف الشهر الجاري

وفي هذا السياق، حددت وزارة الخارجية الكازاخية، اليوم الخميس، موعد عقد اجتماع أستانة حول سورية في منتصف الشهر الحالي.

وذكرت الوزارة، في بيان لها، أن "الاجتماع الدولي الثامن عشر رفيع المستوى بشأن سورية في إطار عملية أستانة سيعقد في العاصمة الكازاخية نورسلطان يومي 15 و16 يونيو/حزيران الجاري".

وكانت وزارة الخارجية الكازاخية قد ذكرت في وقت سابق أنها وجهت دعوات للحضور لكل من الدول الضامنة للمسار (روسيا، إيران، تركيا)، وللمراقبين، وهي بانتظار تأكيد مشاركتهم.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي وممثل الرئيس بوتين الخاص إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف، في 26 من الشهر الماضي، إن بلاده تأمل في إحراز تقدم حقيقي خلال اجتماع أستانة المقبل، مشيراً إلى "مجموعة كاملة من القضايا" على جدول أعمال الاجتماع.

وأشار نائب وزير الخارجية الروسي إلى "وجود مشكلات، مثل نقل الأسرى والمعتقلين، ومعرفة مصير المفقودين، والتي سيتم نقاشها في إطار عملية أستانة"، مضيفاً أنه "تم وضع مجموعة كاملة من القضايا على جدول أعمال الاجتماع"، وفق تصريحات نقلتها وكالة "تاس" الروسية.

وعقدت في العاصمة الكازاخية الجولة السابقة في 22 ديسمبر/كانون الأول 2021، دون إحراز أي تقديم، حيث اكتفى البيان الختامي آنذاك بالتأكيد على ما تم الاتفاق عليه في الجولات السابقة من مبادئ عامة، مثل سيادة سورية واستقلالها ووحدتها وسلامتها الإقليمية.

المساهمون