- أكثر من 61 مليون ناخب و206 آلاف صندوق اقتراع استقبلت المشاركين في الانتخابات التي شهدت تنافس 34 حزباً وعشرات المرشحين المستقلين. الرئيس أردوغان ومرشحين بارزين آخرين أدلوا بأصواتهم، معبرين عن أملهم في مستقبل أفضل لتركيا.
- عملية التصويت اختتمت في إسطنبول بفرز الأصوات دون توقف، وفي أنقرة تم التصويت بإقبال متوسط. الانتخابات تعكس النشاط الديمقراطي في تركيا وتمهد لمرحلة جديدة في السياسة التركية، مع توقعات بتقارب النتائج بين المرشحين الرئيسيين في أنقرة.
تشهد الانتخابات المحلية التركية التي تجري، اليوم الأحد، إقبالاً جيداً من الناخبين في إسطنبول ومتوسطاً في أنقرة.
ورصد "العربي الجديد" أجواء الانتخابات في أحد المراكز الاقتراعية بمدينة إسطنبول، حيث تشهد المراكز حراكاً مقبولاً من الناخبين الذين يتدفقون إلى صناديق الاقتراع من أجل انتخاب مرشحيهم.
وشهدت مراكز الاقتراع ازدحاماً من الناخبين، حيث اصطفت الطوابير أمام صناديق الاقتراع الموجودة في قاعات المراكز الانتخابية، وهي في الغالب مدارس حكومية.
وفي مدرسة توكي محمد عاكف أرصوي بمنطقة بيليك دوزو في إسطنبول، يشهد محيط المركز حركة من الناخبين القادمين بسياراتهم أو سيراً على الأقدام مصطحبين أطفالهم وعوائلهم، فضلاً عن توافد كبار السن.
وبعد الوصول إلى صناديق الاقتراع يصطف الناخبون في طوابير، وعند وصول الدور إلى الناخب يبدأ بتسليم الأوراق المعنية بالانتخابات، وبعد التحقق منها من لجنة الصندوق يتم إعطاء الناخب الأوراق الاقتراعية وهي ثلاث أوراق، إضافة إلى ظرف واحد.
وينتقل الناخب إلى مكان خاص يجري ختم الأوراق الانتخابية فيها سرّاً، وبعدها توضع في الظرف، وبحسب رغبة الناخب يمكن أن يضع ورقة عن اختياره للمختار الذي يود انتخابه يحصل عليها من الخارج، وبعد إكمال عملية ختم الأوراق يتم وضعها في الظرف ليتم إلقاؤه في صندوق الاقتراع، عقب ذلك يتم التوقيع على السجلات الخاصة بهذه الانتخابات.
وتتم عملية التصويت بهدوء كما جرت العادة، ولم يسجل أي تصادمات بين أنصار الأحزاب السياسية، حيث يحرص الناخبون أن يكون صندوق الانتخاب هو الحاسم مع التحفظ بذكر الأحزاب او الناخبين الذين تم التصويت لهم، في حين تم تداول مشاهد عبر الإنترنت عن تصادمات في ولاية شانلي أورفة.
وتنتهي في إسطنبول عملية التصويت عند الساعة الخامسة عصراً وتبدأ فوراً عملية فرز الأصوات من دون توقف، إذ أصدرت الهيئة العليا للانتخابات قراراً قبل أيام بعدم السماح بالتوقف عن فرز الأصوات خلال فترة الإفطار مساء لتستمر عملية فرز الأصوات من دون توقف بحسب القوانين الناظمة.
وانطلقت في تركيا، اليوم الأحد، عملية الاقتراع في الانتخابات المحلية التي تشمل عموم الولايات والمناطق والبلدات، حيث يتوجه أكثر من 61 مليون ناخب داخل البلاد إلى صناديق الاقتراع في أكثر من 206 آلاف صندوق اقتراع.
وبدأت عملية التصويت في 32 ولاية تقع شرق تركيا عند الساعة السابعة بالتوقيت المحلي (+3 تغ)، فيما بدأت عملية التصويت في الساعة الثامنة في بقية الولايات الـ49، ويتنافس في الانتخابات 34 حزباً وعشرات المرشحين المستقلين.
أردوغان بعد الإدلاء بصوته: بداية مرحلة جديدة
وأضاف "اليوم هذه الانتخابات تجري ونأمل أن تكون نتيجتها خيراً لشعبنا، وخلال هذه الفترة القريبة ستكون الانتخابات بداية مرحلة جديدة، من جهة جرت الانتخابات الرئاسية والبرلمانية ومن جهة أخرى تجري الانتخابات المحلية، ونأمل أن تكون وسيلة لبدء مئوية جديدة للبلاد، وأشكر الشعب باسمي وباسم حزب العدالة والتنمية لتوجه الناخبين إلى الانتخابات، وأشكر جميع العاملين في لجان الصناديق الاقتراعية".
واستقبل أردوغان من أنصاره في المركز الانتخابي، وتبادل أطراف الحديث مع بعض الناخبين والعاملين في المركز الانتخابي.
من ناحيته، أدلى رئيس بلدية إسطنبول ومرشح حزب الشعب الجمهوري أكرم إمام أوغلو بصوته في منطقة بيليك دوزو التي يقطن فيها، ورافقته في عملية التصويت زوجته ديلك إمام أوغلو في ظل اهتمام وحضور كبير من أنصاره.
وقال في تصريح صحافي "أتمنى ألا تكون هناك مشكلات أثناء التصويت وبعده، وأن تكون إرادة صندوق الاقتراع هي النتيجة، وأن يتولى من صوّت له مواطنونا منصبه مع إعلان النتيجة، ونأمل أن تمر الانتخابات بسلاسة".
وأردف "بمجرد وضع التصويت في صندوق الاقتراع، يجب حمايته والمسؤولون عن ذلك واضحون، حيث سيتم الحفاظ على صندوق الاقتراع بالتعاون مع مواطنينا، وسنشهد في السنوات المقبلة تحولاً في طريقة فرز الأصوات وتصنيفها إلى نتائج دون أن تسبب أي مشكلات".
وأكد "اليوم هو يوم مهم لي أيضاً، لحظة توديع 5 سنوات من الجهد، آمل أن أحصل على التسامح من الشعب والعيش في السنوات الخمس القادمة بأفضل طريقة ممكنة".
وفي وقت سابق أدلى مرشح حزب العدالة والتنمية مراد قوروم بإسطنبول برفقة عائلته، وأعرب عقب التصويت عن أمنياته في أن تعود نتائج الانتخابات بالنفع والفائدة لتركيا والشعب التركي.
في حين يدلي كل من رئيس حزب الحركة القومية دولت باهتشلي ورئيسة الحزب الجيد ميرال أكشنر في صناديق الاقتراع بالعاصمة أنقرة.
ومقابل ذلك يدلي رئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزال بصوته في ولايته بمدينة مانيسا، في وقت يدلي فيه المرشحون من مختلف الأحزاب والمستقلون منهم بأصواتهم في المدن والبلديات التي يتنافسون فيها.
إقبال متوسط على التصويت في أنقرة
وتضم بلدية أنقرة الكبرى 26 بلدية فرعية، وتقع في الترتيب الثاني بعد بلدية إسطنبول من حيث الأهمية والقاعدة الانتخابية، لما لها من رمزية وحضور سياسي مهم اكتسبتها من عدد سكانها الذي وصل إلى 5 ملايين و800 ألف نسمة، إذ تأتي في الترتيب الثاني من حيث عدد السكان.
وتشهد العاصمة التركية أنقرة إقبالاً متوسطا من المواطنين الأتراك على التصويت في الانتخابات البلدية.
وأدلى المرشحان الأوفر حظا لرئاسة أحدهما بلدية أنقرة الكبرى بأصواتهما في مراكز اقتراع مختلفة بأنقرة، إذ أدلى رئيس البلدية الحالي ومرشح حزب الشعب الجمهوري منصور يافاش بصوته في منطقة جانكايا، معقل الأتاتوركيين، بينما أدلى مرشح التحالف الجمهوري وحزب العدالة والتنمية تورغوت ألتينوك بصوته في منطقة كيجوران التي كان يرأس بلديتها.
يشار إلى أن يافاش فاز برئاسة بلدية أنقرة في الانتخابات المحلية في العام 2019 بعد حصوله على نسبة 50.93 في المائة من الأصوات.
ورصد مراسل "العربي الجديد" إقبال كبار السن على مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم، وحضور مرضى ومقعدين أتوا بالكراسي المتحركة، عدا عن اصطحاب الأهالي أطفالهم، رغم عدم وصولهم للسن القانونية من أجل الانتخاب.
وأرجعت السيدة غولبهار في حديث مع "العربي الجديد" عدم كثافة الإقبال منذ الصباح الباكر إلى أجواء رمضان وصيام الناس، وتتوقع أن يزداد الإقبال مع مرور الوقت والاقتراب من موعد نهاية التصويت، وبالتالي الاقتراب من أذان المغرب حيث توقيت الإفطار.
من جهتها، أرجعت الكاتبة والباحثة رانا بي أوغلو أثناء انتظارها للإدلاء بصوتها سبب الإقبال المتوسط لكونها انتخابات محلية لا يملك المرشحون قرارات تحدد مصير البلد مثل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
وقالت لـ"العربي الجديد": "قرأت في هذه الانتخابات أن نسبة من القاعدة الانتخابية للعدالة والتنمية وتحالف الجمهور الحاكم يفضلون المقاطعة نظرا لما اعتبروه خذلانا من الحكومة لغزة، التي تتعرض لعدوان بربري إسرائيلي ومن بين ذلك عدم قطع العلاقات التجارية، إضافة لنسبة أخرى من المواطنين هي دائمة المقاطعة في كل أنواع الانتخابات".
وفي مركز الاقتراع في مدرسة "أتا أوندر"، قال الشاب أوغزهان لـ"العربي الجديد" إنه منح صوته لمنصور يافاش إيمانا منه بوعوده بتحقيق الرفاهية للشباب وبهدف تغيير الوضع الاقتصادي المتردي، على حد قوله.
أما أمينة فقد عبرت عن سعادتها لمشاركتها للمرة الثانية في غضون تسعة أشهر بعد مشاركتها في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، في ما وصفته بالعرس الديمقراطي، وذكرت أنها انتخبت ألتنوك لرضاها عن أدائه في إدارة بلدية منطقة كيجوران التي تقطن بها.
وتظهر استطلاعات الرأي المختلفة تقارباً في النتائج بين ألتنوك ويافاش مع تقدم للأخير.