العراق يعيد فتح سفارته في دمشق وسط قلق من التنظيمات المسلحة

20 ديسمبر 2024
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، 22 إبريل 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- استأنفت البعثة الدبلوماسية العراقية عملها في دمشق، مع تأكيد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني على دعم العراق للعملية السياسية في سورية دون تدخل، معربًا عن قلقه من وجود التنظيمات المسلحة وتأثيرها على العراق.

- العراق يسعى لتعزيز العلاقات الإقليمية والدولية، مع التركيز على وحدة وسلامة الأراضي السورية، وتقديم ورقة عراقية في اجتماع العقبة لتحقيق الاستقرار في سورية، مع التأكيد على عدم تكرار أخطاء الماضي.

- العراق يواصل جهوده في مواجهة تهديدات تنظيم داعش، مع الحفاظ على مصالحه العليا، ويؤكد التزامه بالتحالف الدولي، مشددًا على أن الدولة العراقية تملك القرار في السلم والحرب.

قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إن البعثة الدبلوماسية لبلاده استأنفت عملها في دمشق، فيما أكد استعداد العراق لدعم العملية السياسية الجديدة في سورية، وتحدث عما وصفه بـ"القلق" من "وجود التنظيمات المسلحة" في سورية وتأثيرها على العراق. وقال السوداني، في لقاء متلفز، ليلة أمس الخميس، مع قناة "العراقية الإخبارية" الرسمية: "نريد أن يُترك القرار في سورية إلى الشعب السوري بأن يحدد خياراته للمرحلة المقبلة. موقف العراق كان واضحا بعدم التدخل بالشأن السوري"، مجددا قلقه من "تطورات الأوضاع في سورية، لوجود تنظيمات مسلحة وعناصر تنظيم داعش الإرهابي".

وأضاف السوداني: "نحن حريصون على وحدة وسلامة الأراضي السورية واحترام إرادة الشعب السوري، ومستعدون لدعم عملية سياسية شاملة في سورية بدون التدخل، كما أننا لا نريد للآخرين التدخل في الشأن السوري"، لافتاً إلى أن "العراق تحرك ضمن المنطقة وقاد جهداً دبلوماسياً في سبيل الاتفاق على المبادئ العامة الخاصة بالشأن السوري"، وأشار إلى أنه "قدمنا ورقة عراقية في اجتماع العقبة تضمنت المبادئ الأساسية لاستقرار سورية وقيام عملية سياسية، ونأمل من الإدارة السورية أن تعي قلق الدول العربية والإقليمية وأن تعطي ضمانات ومؤشرات إيجابية"، مضيفا أن "الظروف السورية حاليا تشبه الوضع العراقي في 2003، وهذا ما يحتم علينا إعطاء النصائح لعدم الوقوع بالأخطاء التي وقعنا بها".

ولفت إلى أن البعثة الدبلوماسية العراقية "باشرت مهامها في دمشق، وأن بغداد عملت على بناء علاقات طيبة مع الجميع والكل يزور العراق ويستمع إلى رأيه"، وأشار إلى أن "الدولة العراقية بكل سلطاتها شخصت مكامن الخطر وأخذت كل الاحتياطات الأمنية والسياسية والاقتصادية"، موضحاً أنه "حافظنا على المصالح العليا للعراق وعدم زجه في ساحة الصراعات، وأن دولا أكدت التزامها بالوقوف مع العراق تجاه أي تهديد إرهابي يحاول المساس بحدوده"، وأكد أن "العراق لا يزال عضواً أصيلاً في التحالف الدولي لمواجهة داعش الإرهابي".

وتابع "موقفنا تجاه سورية متطابق مع الدول الصديقة، ووضعنا في 2024 يختلف تماماً عن 2014 بظل استقرار سياسي وشعب مؤمن بالعملية السياسية والحكومة ومساراتها، لافتا إلى أن "العراق في المسار الصحيح ويحظى بثقة ومقبولية غير مسبوقة منذ بدء العملية السياسية في 2003".

وأكد أن "العراق والدول العربية هدفهم الأساسي وحدة وسلامة الأراضي السورية"، وأردف "لم نتلق أي اتصال من الجولاني"، وأشار إلى أن حكومته "وضعت إنفاذ القانون أولوية وبدون مجاملة أي طرف كان"، مؤكداً أن "حدودنا في أحسن حالاتها ولأول مرة تكون هناك تحصينات ومسك نقاط حدودية"، وشدد على أن "الدولة في العراق هي التي تملك القرار في السلم والحرب، ولن نسمح لأي طرف بأن يزج العراق بحروب وصراعات".

وتأتي مخاوف السوداني بشأن سورية متناغمة مع تصريحات قوى سياسية عراقية في تحالف الإطار التنسيقي الحاكم في العراق، تحذر من إعادة نشاط تنظيم "داعش" في البلاد، بسبب أحداث سورية. وكانت بغداد قد قررت استئناف عمل بعثتها الدبلوماسية في دمشق، في خطوة تمثل إبداء حسن النية، وقد أكد السوداني مرات عدة على تطلعه للاستقرار في المنطقة وفي سورية تحديدا.