العراق يعلن مقتل أكثر من 100 عنصر لـ"داعش" منذ مطلع العام الحالي

10 مايو 2023
أكدت قيادة الجيش استمرار ملاحقة عناصر التنظيم حتى في المناطق المعقدة جغرافياً (فرانس برس)
+ الخط -

أعلنت قيادة الجيش العراقي مقتل أكثر من 100 عنصر من تنظيم "داعش" منذ بداية العام الجاري 2023، مؤكدة استمرار ملاحقة عناصر التنظيم حتى في المناطق المعقدة جغرافياً، وسط تأكيدات أنّ خطر التنظيم لم ينته بعد.

وقال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة للجيش، اللواء تحسين الخفاجي: "منذ بداية العام قتل 105 إرهابيين من (داعش) في عمليات مختلفة، أغلبها ضربات جوية وعمليات نوعية"، مبيّناً، في تصريح لوكالة الأنباء العراقية (واع)، مساء أمس الثلاثاء، أنّ "جميع القتلى محليون".

وأضاف أنّ "إمكانيات وقدرات القوات العراقية سواء الأمنية أو عن طريق سلاح الجو، تشهد تطوراً مهماً ويواكبها تطور استخباري لملاحقة ومتابعة هذه الخلايا والمفارز في أعقد المناطق الجغرافية"، واصفاً العام الجاري بأنّه "يعد عاماً مميزاً في مكافحة التنظيمات الإرهابية".

وتابع: "نعتقد أنّ وصولنا الى هذا العدد من القتلى في مناطق معقدة جغرافياً في هذا الوقت، يعد إنجازاً كبيراً في مجال عملنا ضد الإرهاب ولمكافحة بقاياه في بعض المناطق التي يعتقدون أنها يمكن أن تكون ملاذاً آمناً لهم".

وكثف الأمن العراقي، في الفترة الأخيرة، العمل الاستخباري بمتابعة وتحديد تحركات عناصر "داعش" في عموم المحافظات العراقية، ضمن استراتيجية أمنية جديدة تم اعتمادها بالتوازي مع التحرك الميداني، وهو ما نتج عنه تراجع واضح في أعمال العنف والهجمات التي كانت قد نشطت في مطلع العام الجاري.

بقايا التنظيم تبحث عن فرص لتنفيذ هجمات

من جهته، أكد ضابط رفيع المستوى في إحدى وحدات الجيش بمحافظة كركوك (شمال)، والتي ما زالت غير مستقرة أمنياً، أنّ "بقايا التنظيم ما زالت تشكّل خطراً، وتبحث عن فرص لتنفيذ هجمات هنا وهناك".

وبحسب الضابط الذي اشترط عدم ذكر اسمه، خلال حديث مع "العربي الجديد"، اليوم الأربعاء، فإنّ "الاستراتيجية التي اتبعت في ملاحقة وضرب (داعش)، أحرزت نتائج كبيرة جداً، إذ فقد التنظيم كثيراً من قياداته وعناصره البارزة، كما أنه سُلب منه عنصر المباغتة وتنفيذ الهجمات".

واستدرك قائلاً: "لكن لا يمكن حتى الآن الاطمئنان بعدم تنفيذ التنظيم هجمات، رغم التقدم العسكري الذي أحرزناه، إذ إنّ التنظيم ما زال يحتفظ بعناصر منتشرة في عدد من المناطق، وهم يحاولون أن يستغلوا الفرص"، مبيّناً أنّ "استمرار الاستراتيجية الحالية بتكثيف الضربات الجوية واعتماد المعلومات الاستخبارية كفيل بأن ينهي تحركات (داعش) بعد فترة ليست بالطويلة، ومن ثم ينهي وجودها".

ونجح الطيران العراقي، خلال الشهرين الأخيرين، بتنفيذ ضربات جوية استهدفت تحركات عناصر "داعش" في المحافظات المحررة (ديالى وكركوك ونينوى وصلاح الدين والأنبار)، ضمن استراتيجية وضعتها السلطات لسلب عناصر التنظيم القدرة على تنفيذ الهجمات المباغتة، وقد أوقعت الضربات قتلى من عناصر الأمن.

وتخشى الحكومة العراقية من تراجع الملف الأمني ونتائجه على استقرار البلاد، ووجه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أخيراً، القيادات الأمنية بالتأهب ومراجعة شاملة للخطط العسكرية، مشدداً على تغيير التكتيكات العسكرية المتبعة في المناطق التي تشهد نشاطاً لـ"داعش"، واتباع أساليب غير تقليدية للمواجهة، وبالطريقة التي تضعف قدرات عناصر التنظيم وتحدّ من حركتهم.