العراق: هجوم صاروخي يستهدف القنصلية التركية في الموصل

27 يوليو 2022
الهجوم لم يخلف ضحايا (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -

استهدف هجوم صاروخي، اليوم الأربعاء، مبنى القنصلية التركية وسط مدينة الموصل، شمالي العراق، دون أن يسفر عن أي خسائر. وهذه المرة الأولى التي يتم فيها استهداف المصالح الدبلوماسية التركية في العراق، وسط تأكيدات بتورط مليشيات مسلحة حليفة لإيران بالهجوم.

وقال مسؤول أمني رفيع في جهاز شرطة الموصل لـ"العربي الجديد"، شريطة عدم ذكر اسمه، إن أربع قذائف صاروخية استهدفت مبنى القنصلية التركية في حي الحدباء، وسقطت جميعها خارج محيط القنصلية، فجر اليوم الأربعاء، دون أن تسفر عن خسائر بشرية، لكنها أوقعت خسائر مادية بممتلكات المواطنين من منازل وسيارات متوقفة بالشارع.

وكشف المسؤول ذاته أن مصدر الهجوم كان من منطقة السادة بعويزة، التي تسيطر عليها مليشيا "حشد الشبك"، وهي من أبرز الفصائل المسلحة الموالية لإيران في المحافظة.

في المقابل، نقلت وسائل إعلام عراقية محلية بيانا للقنصلية التركية في الموصل أكدت فيه أن "القنصل محمد كوجوك وطاقم القنصلية بخير ولم يصب أحد منهم بأذى خلال قصف صاروخي بأربع قذائف هاون استهدف مبنى القنصلية وسقطت بالقرب من شقق الحدباء السكنية".

وتواصل "العربي الجديد" مع نائب في البرلمان العراقي عن محافظة نينوى، طلب عدم ذكر اسمه للحديث عن الموضوع، مبينا أن الهجوم على القنصلية تصعيد خطير، محملا الحكومة العراقية في بغداد مسؤولية السماح للمليشيات بـ"التفاوض عن الدولة والتصرف".

وأضاف النائب ذاته أن الهجوم يمثل عملا غير أخلاقي ويهدد أمن وسلامة المواطنين والعاملين في البعثة الدبلوماسية التركية، مؤكداً أن مليشيات في المحافظة تقف خلفه، ودعا الحكومة إلى الإسراع في احتواء الموقف "لأن الدولة باتت رهن ردود فعل زعماء المليشيات"، وفقا لقوله.

وعلق الباحث بالشأن العراقي مهند الجنابي على الهجوم بالقول: "بينما تكافح الدبلوماسية العراقية في مجلس الأمن لحفظ السيادة الوطنية، تستهدف جماعة ارهابية القنصلية التركية في نينوى بما يخل بالتزامات العراق الدبلوماسية".

وأضاف في تغريدة له على "تويتر" أن "هذا الإرهاب المليشاوي استغله مندوب تركيا الآن، وأحرج وزير الخارجية العراقي. منطق اللادولة أول من ينتهك سيادة البلاد"، وفقا لقوله.

تركيا تدين بشدة الهجوم

إلى ذلك، أدانت وزارة الخارجية التركية بشدة الهجوم، وقالت في بيان: "ندين بشدة الهجوم الذي استهدف قنصليتنا في الموصل خلال ساعات صباح اليوم، والذي لم يشهد سقوط أي ضحايا فيه، حيث تأمل الحكومة التركية بمثول الفاعلين بأقرب وقت ممكن أمام العدالة".

وأضافت "ندعو السلطات العراقية إلى الالتزام بمسؤولية حماية الممثليات والمقرات الدبلوماسية والقنصلية، ويعتبر الهجوم الذي جاء نتيجة اتهامات غير محقة بحق تركيا ما جعلها هدفا، في الوقت الذي يجتمع فيه مجلس الأمن بطلب من السلطات العراقية، أمرا وخيما ويدعو للتفكير".

وأمس عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئاً بطلب من العراق، اتهم خلاله وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين الجيش التركي بـ"ارتكاب عدوان ضد أراضي العراق وسيادته وحياة مواطنيه، بقصف مدفعي عنيف على العوائل العراقية أثناء وجودها في مصيف برخ في محافظة دهوك (بإقليم كردستان العراق)، والذي تسبب في استشهاد تسعة مدنيين، بينهم طفلة، وجرح 33 آخرين".

وختمت وزارة الخارجية بيانها بالقول "بهذا الصدد نجدد الدعوة للسلطات العراقية بالتركيز على مكافحة التنظيمات الإرهابية، وإنهاء تهديد دول الجوار والبعثات الدبلوماسية على الأراضي العراقية مع استمرار وجود الإرهابيين والتهديدات الإرهابية".

ويأتي الهجوم بالتزامن مع قصف صاروخي مماثل استهدف قاعدة زليكان، في بلدة بعشيقة، شرقي الموصل، والتي توجد فيها قوات تركية صغيرة كانت تقدم الدعم للقوات العراقية خلال حربها على تنظيم "داعش" الإرهابي.

وأكد مسؤولون عسكريون عراقيون أن الصواريخ سقطت على قرية قريبة من القاعدة دون تسجيل أي خسائر.

في السياق ذاته، نشرت منصة إعلامية مرتبطة بمليشيا "كتائب حزب الله" العراقية على تطبيق تليغرام صورا لما قالت إنها عملية إطلاق طائرة مسيرة على قاعدة تركية شمالي العراق، من قبل مليشيا أطلقت عليها اسم "سرايا أبابيل"، ويظهر أن الطائرة، بحسب خبراء، إيرانية الصنع.