العراق: غضب في كربلاء إثر اغتيال ناشط مدني بارز

09 مايو 2021
متظاهرون يحرقون الإطارات في كربلاء ويهتفون ضد الحكومة (فرانس برس)
+ الخط -

اغتال مسلحون مجهولون، فجر اليوم الأحد، الناشط العراقي البارز في التظاهرات إيهاب الوزني، بهجوم مسلح في مدينة كربلاء أمام منزله، فيما تصاعدت حدة الغضب الشعبي في المحافظة، وسط انتشار أمني.

ووفقاً لخلية الإعلام الأمني الحكومية، فإن "عناصر إرهابية اغتالت الناشط إيهاب جواد، في شارع الحداد في محافظة كربلاء"، مبينة أن "شرطة المحافظة استنفرت جهودها، بحثاً عن المنفذين". وأضافت أن "الشرطة شرعت فور وقوع الحادث بتشكيل فريق عمل مختص لجمع الأدلة والمعلومات في هذه الجريمة".

 وأثار اغتيال الوزني غضباً شعبياً في المحافظة، إذ تجمّع مئات المتظاهرين في وسط المدينة وأحرقوا الإطارات والهتافات ضد الحكومة التي لم تستطع حماية المتظاهرين، ولا محاسبة الجهات المنفذة لعملية الاغتيال.

ووفقاً للناشط في تنسيقية تظاهرات كربلاء، فإن "اغتيال الوزني لن يمر بسهولة، وإن المئات من المتظاهرين ما زالوا في الشوارع، لمواصلة التظاهر"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أن "عملية الاغتيال تثبت عجز الحكومة عن توفير الحماية للشعب، وأن المليشيات المسلحة تواصل مسلسلها بتصفية الأصوات الحرة في البلاد".

وشدد بالقول: "لن نتراجع عن حقوقنا، وعلى الحكومة أن تتخذ خطوات عملية لمحاسبة المجرمين، ولا تكتفي بالوعود وتشكيل اللجان التحقيقية".

وتشهد المدينة توتراً غير مسبوق، إذ انتشر مئات من العناصر الأمنية في عدد من مناطق المحافظة، منها المنطقة التي وقع فيها حادث الاغتيال، وقرب المستشفى، وقرب مباني إدارة المحافظة.

وتوافد مئات المتظاهرين من مناطق أخرى، نحو المحافظة للمشاركة في تشييع الوزني، إلا أن القوات الأمنية منعتهم من دخولها، وما زالوا موجودين عند مدخلها.

وأدان النائب في البرلمان، عدنان الزرفي، حادث الاغتيال، مؤكداً في تغريدة له، أن "اغتيال الوزني ما هو إلا إدانة واضحة للسلطة والنظام السياسي في البلد، الذي لم يستطع حتى اللحظة احتواء هذا المد الجماهيري المعارض"، معتبراً أن "استمرار عمليات القتل الممنهج دون الكشف عن المجرمين ينذر بنهاية مأساوية لهذا النظام" . 

أما الباحث في الشأن العراقي، شاهو القرداغي، فقد ربط بين عملية الاغتيال واستعراضات المليشيات أمس الأول بمناسبة يوم القدس، وقال في تغريدته: "بعد يوم كامل من الاستعراضات بيوم القدس وعرض الأسلحة وإطلاق الشعارات، عادوا اليوم لوظيفتهم الأصلية، وهي اغتيال الشباب والأصوات الحرة. اغتيال الناشط إيهاب الوزني دليل على أن نهج المليشيات والعصابات لن يتغير، وكلما تأخرت مواجهتهم زادت جرائمهم".

 ونعى عراقيون على صفحات التواصل الاجتماعي، الوزني، وقال الإعلامي، عمر الجنابي، في تغريدته: " كان الوزني مسؤولاً لتنسيقية كربلاء للاحتجاج الشعبي، وأحد أبرز الناشطين الميدانيين في الاحتجاجات الشعبية بمحافظة كربلاء والعراق.. العراق غابة.. لا توجد دولة".

 وشهدت محافظة كربلاء، وعدد من المحافظات الجنوبية الأخرى، يوم أمس إحراق وإزالة صور زعامات إيرانية، رفعتها المليشيات في الشوارع وعلى البنايات، بمناسبة يوم القدس.

يُشار إلى أن أكثر من 700 متظاهر وناشط عراقي، قُتلوا منذ انطلاق التظاهرات الشعبي في أكتوبر/ تشرين الأول 2019، خلال عمليات قمع في ساحات التظاهر، تبعتها عمليات اغتيال منظمة، وملاحقة للناشطين إلى مناطق سكنهم.

وتتهم المليشيات الموالية لإيران بالوقوف خلف تلك العمليات الإجرامية، فيما تعلن الحكومة عقب كل حادث تشكيل لجان تحقيقية، إلا أنها لم تحاسب أي جهة.

المساهمون