العراق: "داعش" يعتمد على حرب الأنفاق في الضلوعية

13 ديسمبر 2014
انكفأت قطعات الجيش التي استقدمت للمنطقة (مروان إبراهيم/فرانس برس)
+ الخط -

بعد أن عجز تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق عن اقتحام منطقة الضلوعية في محافظة صلاح الدين على الرغم من هجماته المتكررة طوال ستة أشهر من القتال، لجأ إلى أسلوب جديد قد يمكّنه من اقتحام المنطقة يتركز على حفر الأنفاق.

ويكشف مصدر عشائري من الضلوعية لـ "العربي الجديد" عن بدء عناصر التنظيم في استقدام آليات ثقيلة تابعة لبلدية مدينة تكريت التي يسيطر عليها "داعش" والمباشرة بحفر الأنفاق من ثلاث جهات، معرباً عن استغرابه من صمت الحكومة وقوات التحالف الدولي عما يجري بالرغم من أن "داعش" يُمارس عمله في وضح النهار، مستخدماً عشرات الآليات.

من جهته، يشير النقيب في شرطة الضلوعية مروان الجبوري، في حديث لـ "العربي الجديد" إلى أنّ عشيرته استشعرت خطر هذه الأنفاق حين بدأ عناصر التنظيم بحفرها خفية في ساعات متأخرة من الليل، لكن صلابة الأراضي الزراعية أعاقت عملهم ودفعتهم للاستعانة بالآليات الثقيلة لإتمام الحفر الذي أصبح على مرأى ومسمع الجميع.

ويعتبر الجبوري أنّ الحل الوحيد لإيقاف هذا الخطر هو حفر خندق بعمق 5 أمتار على الأقل في محيط الضلوعية، لكن الإمكانات البسيطة المتوفرة في المنطقة أخّرت إنجاز الخندق في انتظار دعم الحكومتين المحلية والمركزية.

ويلفت الجبوري إلى أنّ حفر الخندق أتلف كمية كبيرة من المحاصيل الزراعية التي تعتاش عليها المنطقة المحاصرة منذ أشهر، مشدداً على أنّ "الجوع أفضل من دخول تنظيم داعش".

ويحذر النقيب في شرطة الضلوعية من خطورة سيطرة "داعش" على منطقة المعتصم المجاورة للضلوعية، التي قد تضعف الوضع الدفاعي للعشائر في ظل انكفاء قطعات الجيش التي تم استقدامها من سامراء للدفاع عن المنطقة، واختيارها وضع الحياد.

ويوضح الخبير في الشؤون الاستراتيجية، عدنان الخفاجي، لـ "العربي الجديد" أنه يتم اللجوء إلى "استراتيجية حفر الأنفاق"، حين تعجز القوات المتحاربة عن التقدم أو القيام بأية عملية اختراق أو التفاف.

ويلفت الخفاجي إلى أنّ توازن القوتين أو تفوق الأسلحة الدفاعية على الأسلحة الهجومية يدفع القوة المهاجمة إلى توسيع ساحة العمليات، وفتح جبهة واسعة لتمكين جماعة مخصصة من عناصرها لحفر الأنفاق والحصول على ثغرة لاختراق العدو، مبيناً أن هذا الأمر ينطبق على الضلوعية التي اضطر تنظيم "داعش" لحصارها من جميع الجهات وشنّ هجمات يومية عليها، بهدف استنزاف مقاتليها وشغلهم عن مقاومة جمع الثغرات التي قد تؤدي إلى اختراقهم.

ويوضح الخفاجي أن إصرار "داعش" على احتلال منطقة المعتصم لم يكن للاقتراب من سامراء كما يعتقد البعض، بل لتوسيع الحرب على الضلوعية المجاورة وتسهيل حفر الأنفاق، لافتاً إلى أنّ هذه هي المرة الأولى التي يجري الحديث فيها عن حرب للأنفاق، بعد أن أثبتت هذه الاستراتيجية نجاحها في حسم عدد من المعارك في فلسطين وسورية.
يُشار إلى أن تنظم "داعش" فرض سيطرته الكاملة الثلاثاء الماضي على المنطقة بعد انسحاب قوات الصحوة والشرطة وفوجين للجيش منها. وصمدت منطقة الضلوعية في وجه هجمات تنظيم "داعش" على مدى ستة أشهر من القتال، ولم يتبق من مساحتها التي يقطنها عشائر الجبور سوى 5 كليومترات مربعة خارج نطاق سيطرة التنظيم، بعد فرض نفوذه على مناطق البوجواري وخزرج والبيشكان ويثرب والأحباب والمعتصم المحيطة بها.

المساهمون