لم تستطع القوات الأمنية العراقية المدعومة بمليشيات "الحشد الشعبي" الإمساك بالأراضي، التي حررتها أخيراً من سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية"، (داعش)، حيث استطاع الأخير شن هجمات معاكسة على موقع القوات العراقية والمليشيات، خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، تمكن خلالها من استعادة مناطقه السابقة، وإيقاع عشرات القتلى والجرحى في صفوف تلك القوات.
وقال مصدر محلي في البلدة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "داعش شنّ خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية هجمات سريعة وخاطفة على أغلب المناطق التي تتواجد فيها القوات الأمنية والحشد في مدينة بيجي النفطية"، شمال بغداد.
وأضاف أنّ التنظيم "نجح في استعادة السيطرة على مناطق كبيرة بالمدينة ومحيطها، وايقاع خسائر كبيرة في صفوف الجيش ومليشيات الحشد، واضطرهم للانسحاب".
وقال المصدر إن من بين المناطق التي تمت السيطرة عليها منطقة وطريق خط اللاين، الذي يعد الطريق الاستراتيجي الذي يربط حقوق نفط بيجي الجنوبية بالشمالية، كما سيطر على منطقة تل جراد، وهي الطريق الرابط بين مركز مدينة بيجي بالمصفى.
ولفت المصدر إلى أنّ "القوات الأمنيّة والحشد انسحبا من الطريقين، ولم يستطيعا مقاومة التنظيم"، مشيراً إلى أنّ "صفوف القوات الأمنية والحشد بدت مهلهلة وضعيفة وغير منظمة في عمليتي القتال والانسحاب".
وبسيطرة "داعش" على هذين الطريقين الاستراتيجيين، يكون التنظيم قد أمّن خطوط إمداده بشكل كامل، مما يمنحه حريّة التنقل والتحرك باتجاه المصفاة التي بات يسيطر على أكثر من 50 بالمائة منها.
وأشار المصدر إلى أنّ "داعش نشر في الطريقين قوات النخبة التابعة له لتأمين المواقع من أيةّ هجمات محتملة"، مبيناً أنّ "قوات النخبة تعدّ من أشرس قوات التنظيم، مما يقلل احتمال تنفيذ أيةّ هجمات إلّا في حال الاستعانة بالطيران الأميركي".
من جهته، اعترف المتحدث باسم ميليشيا "عصائب أهل الحق"، وهي إحدى فصائل "الحشد الشعبي"، نعيم العبودي، بـ"نجاح التنظيم بالسيطرة على بعض المناطق في بيجي وتحقيقه بعض الاختراقات".
وقال العبودي، في تصريح صحافي، إنّ "التنظيم شن هجماته بالتنسيق مع الطيران الأميركي الذي قدّم له الإسناد والدعم المطلوب، وفقا لخطة وتنسيق مسبق جرى بينهما"، مبيناً أنّ "المعارك في كل مكان يحصل بها تقدّم وتراجع، وكرّ وفر".
وأكّد أنّ "قوات الحشد تستعد اليوم لجمع قواها، وستبدأ خلال اليومين المقبلين بعملية عسكرية كبيرة لاستعادة منطقة الستمائة والصينية، اللتين تعدّان من المناطق المهمة لنا ويجب استعادتهما من داعش لما لهما من أهميّة عسكرية وموقع جغرافي حيوي"، مشيراً إلى أنّه "تم وصول قوات إضافية من الجيش والشرطة لتنظم مع الحشد لتنفيذ الهجوم".
يذكر أنّ القوات العراقية ومليشيات "الحشد الشعبي" تحدثت مرات عدة عن تحرير بلدة بيجي مع مصفاتها النفطية من سيطرة "داعش"، الأمر الذي تكذبه المعطيات الميدانية.
اقرأ أيضاً: واشنطن تؤكد مقتل الرجل الثاني بـ"داعش" بغارة في العراق
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
