كشفت مصادر سياسية عراقية مطلعة عن استمرار الحوارات مع الأحزاب والقوى التي قررت مقاطعة الانتخابات المبكرة المنتظر أن تجرى في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول المقبل، بالتزامن مع تأكيد السلطات العراقية على ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها المحدد.
ولفتت المصادر إلى أن الحوارات مع المقاطعين للانتخابات لم تتوقف، موضحة، لـ"العربي الجديد"، أن الأيام الماضية شهدت تكثيف الاتصالات مع الأحزاب التي قررت عدم المشاركة في الانتخابات بسبب ضيق الوقت الذي يفصل عن موعد إجراء الانتخابات.
وبيّنت أن محاولات إقناع التيار الصدري وبقية القوى المقاطعة لن تتوقف لأن مشاركة هذه الأطراف تمنح العملية الانتخابية قدراً أكثر من المقبولية، مشيرة إلى أن هذا الموضوع تصدر الملفات التي جرت مناقشتها خلال اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي مع رئيس البرلمان محمد الحلبوسي ليل الخميس-الجمعة.
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي، في بيان، أن اللقاء الذي جمع الكاظمي والحلبوسي بحث ملف الانتخابات، وأهمية تهيئة الأجواء اللازمة لإجرائها، وتوحيد الجهود بين السلطتين التشريعية والتنفيذية من أجل تحقيق كل ما من شأنه خدمة المواطن.
وأكد عضو البرلمان العراقي علي البديري، لـ"العربي الجديد"، أن الحوارات مع الأحزاب التي قاطعت الانتخابات تتطلب مزيداً من الوقت، مبيناً أن القوى السياسية "قد تمتلك متسعاً من الوقت لإقناع الجميع بالمشاركة في العملية الانتخابية في حال جرى تأجيل الانتخابات عن موعدها المقرر بعد شهرين".
ولفت إلى أن "الكتل السياسية وزعماء الأحزاب قد يدخلون على خط إقناع المقاطعين بالعودة إلى الانتخابات"، متوقعاً أن تؤثر المقاطعة على نسبة المشاركة في الانتخابات، "لا سيما وأن بعض المقاطعين لديهم مد جماهيري واسع سيؤثر في حال غيابه"، في إشارة إلى التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر الذي يمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة.
ودعا الكاظمي، السبت الماضي، إلى تشكيل لجنة من القوى السياسية تتولى الحوار مع الأحزاب التي أعلنت مقاطعتها للانتخابات، وإقناعها بالعدول عن قرارها من أجل توحيد الجهود خلال المرحلة المقبلة.
وأشار إلى التمسك بموعد الانتخابات المقرر في العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، وعبّر عن استعداد حكومته لإجراء الانتخابات بانسيابية عالية.
وآخر القوى التي قررت مقاطعة الانتخابات هي "المنبر العراقي"، بزعامة إياد علاوي، الذي أعلن نهاية الشهر الماضي قرار الانسحاب من الانتخابات. وسبق أن أعلنت جبهة "الحوار الوطني"، برئاسة صالح المطلك، وحزب "التجمع الجمهوري"، بقيادة عاصم الجنابي، مقاطعة الانتخابات وسحب مرشحيهما. ويرتفع بذلك عدد القوى الرئيسية التي قررت المقاطعة إلى خمس، بالإضافة إلى "التيار الصدري"، و"الحزب الشيوعي". وقبل ذلك بأسابيع أعلنت قوى مدنية مقاطعة الانتخابات.