في الوقت الذي دفعت فيه السلطات الأمنية العراقية، في محافظة البصرة (جنوباً)، بتعزيزات أمنية واسعة انتشرت فجر اليوم الأحد في ساحة البحرية مركز الاعتصامات الرئيس بالمحافظة، والتي فضت اعتصامها بالقوة بعد مصادمات مع محتجين، حذّرت تنسيقيات التظاهرات من عودة الحكومة لأسلوب "حكومة الرئيس السابق عادل عبد المهدي"، مؤكدة أن العنف قد يشعل شرارة التظاهرات مجدداً.
وشهدت ساحة البحرية في البصرة ليلة صدامات واسعة مع عناصر الأمن، بعد رفض المحتجين مغادرة الساحة التي قررت القوات الأمنية إنهاء الاعتصام فيها، واستخدمت قنابل الغاز لتفريقهم، ما تسبب بتسجيل حالات اختناق في صفوفهم، كما أحرقت العديد من خيمهم.
🔹- البصره الان
— Basra Today || الــبــصــرة الــيــوم (@basratoday__1) October 31, 2020
وصول قوه لازالة ساحة الاعتصام وانهاء التجمعات. pic.twitter.com/Da9CdlBiMo
ساحة اعتصام البصرة الان #البصرة_تقمع pic.twitter.com/wCCibIAFyN
— 🦩سارة 🚶♀️🇮🇶 (@1_octoebr) October 31, 2020
🔹- النيران تشتعل بخيام ساحة اعتصام البصرة. pic.twitter.com/wXr45zA8zE
— Basra Today || الــبــصــرة الــيــوم (@basratoday__1) October 31, 2020
ووفقاً لشهود عيان في المحافظة، فإنّ الساحة شهدت فجراً تعزيزات كبيرة من عناصر الأمن طوقوا الساحة وأغلقوا الطرق المؤدية إليها، لمنع وصول المحتجين.
وبحسب عضو تنسيقية تظاهرات البصرة، حسن البزوني، فإن "الوضع الأمني مرتبك في المحافظة جداً، وإن لجوء الأمن إلى أسلوب الحكومة السابقة (حكومة عبد المهدي) باستخدام العنف قد يشعل شرارة التظاهرات من جديد"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أن "محاولات فرض الأمر الواقع على الساحة غير ممكن تطبيقها في البصرة، وأن منطق القوة لن ينهي اعتصامنا".
وأكد أن "تنسيقيات التظاهرات في المحافظة ستعقد اليوم اجتماعاً لبحث الموضوع، وكيفية التعاطي مع عناصر الأمن". وقال أيضاً إن "جميع الاحتمالات واردة، وقد ندعو إلى خروج التظاهرات مجدداً في المحافظة، في حال استمرار الأمن بممارسة العنف".
وأشار إلى أن "مسؤولين محليين تدخلوا وأجروا اتصالات مع ناشطين في التنسيقيات، محاولين التوصل إلى حلول وسطية"، مؤكداً "لن نسكت على عنف الأمن".
حرق خيم معتصموا #البصرة من قبل قوات الشغب..#البصرة_تقمع pic.twitter.com/g8QNYXv3XV
— Lina-Al Bayati 🇮🇶💕🇸🇪 (@Lina_AlBayati98) October 31, 2020
من جهتهم، عبّر متظاهرو محافظة ذي قار عن تأييدهم لمتظاهري البصرة، مؤكدين أن موقفهم واحد ولن يتخلوا عنهم، وفيما حاول الأمن فض اعتصام ساحة الحبوبي وسط مدينة الناصرية (مركز محافظة ذي قار)، إلا أن توافد عشرات المحتجين إلى الساحة حال دون ذلك.
ساحة الحبوبي الان pic.twitter.com/GHzwbDe1jV
— ⭕️ ابن ثنوة || Ibn Thanwa (@Ibn_Thanwa) October 31, 2020
الناصرية الان يخرجون بمسيرة حاشدة في ساحة إعتصام الحبوبي يساندون بها ثوار البصرة pic.twitter.com/WVtvfTHCWd
— جمهوريه المگاريد (@Tzsae) October 31, 2020
الناشطة غادة هاشم، نشرت على صفحتها في "تويتر" جانباً من توافد المتظاهرين إلى الساحة، وقالت "توافد الثوار الأحرار إلى ساحة الحبوبي في الناصرية بعد قدوم قوات من عصابات الشغب تحاول اقتحام الساحة وفض الاعتصام، لكن بهمة أبطال ساحة الحبوبي تم طردهم من الساحة".
توافد الثوار الأحرار الي ساحة الحبوبي في الناصرية بعد قدوم قوات من عصابات الشغب تحاول اقتحام الساحة وفض الاعتصام،،ولكن بهمة أبطال ساحة الحبوبي تم طردهم من الساحة pic.twitter.com/cImj6MmtcK
— Gada hashim (@gada_hashim) October 31, 2020
عوائل ضحايا التظاهرات في المحافظة، من جهتهم رفضوا الانسحاب من الساحة، محملين القوات الأمنية مسؤولية توفير الحماية لهم.
وقالوا في بيان تلوه، ليل أمس في الساحة، نحذّر من أي تدخل لفض الاعتصام السلمي في الحبوبي، مؤكدين أن التظاهرات ستستمر، ولن تنتهي حتى تحقيق المطالب".
الآن بيـان عـوائـل الشهـداء في ذي قار
— Barakat Karim | بركات كريم 🇮🇶 (@barakatkarim1) October 31, 2020
حـذروا فيه القيادات الأمنيـة من فـض الاعتصـام السلمي في سـاحـة الحبـوبي. pic.twitter.com/yot6L3z4QT
وفي مشهد مرتبك في المحافظتين اللتين تعدّان من أكثر المحافظات العراقية نشاطاً في التظاهرات، حذّر سياسيون الحكومة من تكرار مشاهد العنف، ومحاولة إنهاء ساحات الاعتصام بالقوة بالمحافظتين، ما قد يشعل فتيل التظاهرات فيها.
وقال عضو الحزب الشيوعي العراقي، مهند الفتلاوي، لـ"العربي الجديد"، إن "الحكومة تتعجل السيطرة على ساحات التظاهر في المحافظتين، وتلجأ للعنف، ونسيت أن العنف الذي لجأت له حكومة عادل عبد المهدي، أسقطها"، مشدداً "يجب التعامل بحذر مع ساحات التظاهر في المحافظتين، وإلا فإن الصدام معهما ستكون عواقبه خطيرة، لا سيما أن الكثير من المحتجين يرفضون الانسحاب، ويعتبرون أن هناك قدسية لساحات الاعتصام".
وكانت السلطات الأمنية العراقية قد أعادت أمس السبت، فتح ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، (الساحة الرئيسة لتظاهرات العراق) أمام حركة السير والمرور، في خطوة جاءت بعد اتفاق مع المتظاهرين، وسط تأكيد من ناشطين بأن إخلاء الساحة من المعتصمين لا يعني انتهاء التظاهرات.