العراق: تصعيد جديد للقوى الخاسرة في الانتخابات بعد انتعاش آمالها بتغيير النتائج

21 نوفمبر 2021
إعادة فرز يدوي للأصوات بعد الانتخابات البرلمانية العراقية (أحمد الربيعي/ فرانس بريس)
+ الخط -

قال سياسيون عراقيون إن القوى الخاسرة في الانتخابات البرلمانية التي جرت في العاشر من الشهر الفائت تتجه نحو التصعيد بمطالبها وممارسة ضغوط أعلى، بعدما انتعشت آمال تغيير النتائج لديها، على إثر إلغاء الهيئة القضائية محطات اقتراع، فضلاً عن تصريحات المفوضية تؤشر للتغيير.

 وفي آخر تصريحات أدلت بها مفوضية الانتخابات، أكدت أن نتائج الانتخابات المعلنة سابقاً تأثرت "بشكل قوي"، بعد مراجعة الهيئة القضائية للطعون التي قدمتها القوى المعترضة على النتائج.

ومن المقرر أن تعقد قوى "الإطار التنسيقي"، وهو التكتل الذي يضم القوى الشيعية الخاسرة بالانتخابات، اجتماعاً لمراجعة تطورات وضع النتائج، وتحديد الخطوة اللاحقة لهم، ووفقاً لعضو في البرلمان العراقي المنحل، قال لـ"العربي الجديد"، فإن "القوى تمهد لاجتماع قد يعقد يوم غد، وسيكون اجتماعاً مهماً وتتخذ فيه قرارات مفصلية". 

 

 

وأكد النائب الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن "القرارات القضائية، وتصريحات المفوضية التي تحدثت عن تغير كبير بالنتائج، أوجدت معادلة جديدة، وأنعشت فرص تقدم لدى القوى الخاسرة"، مبينا أن "القوى ستبحث في الاجتماع خطواتها اللاحقة سياسيا، والتلويح بالقوة أيضا".

وأشار الى أن "تلك القوى ستحدد مساراتها، وتتخذ مطالب كبيرة، من خلال إعادة العد والفرز اليدوي الشامل، في حال لم تقتنع بالنتائج المرتقبة، كما أنها ستزيد من أعداد المعتصمين أمام المنطقة الخضراء، للضغط"، مؤكدا أن "الوضع العام وتغيير النتائج وحّدا قوى الإطار التنسيقي".

 زعيم تحالف "الفتح" الجناح السياسي لـ"الحشد الشعبي"، هادي العامري، أكد من جهته أن الأدلة التي تم تقديمها إلى القضاء "كافية لإلغاء نتائج الانتخابات".

العامري أجرى اليوم الأحد زيارتين منفصلتين، التقى خلال الأولى برئيس ائتلاف النصر حيدر العبادي، ومن ثم رئيس ائتلاف الوطنية إياد علاوي، بحث معهما ملف الانتخابات ونتائجها، وذكر المكتب الإعلامي للعامري، في بيان أن "العامري والعبادي وعلاوي أكدوا خلال هذه اللقاءات على ضرورة متابعة الطعون في الانتخابات بالطرق القانونية والقضائية".

وقال العامري إن "الطعن الذي قدمه تحالف الفتح الى المحكمة الاتحادية يوم الخميس الماضي فيه من الأدلة الكافية لإلغاء نتائج الانتخابات".

 عضو كتلة صادقون، الممثلة لمليشيا "العصائب" في البرلمان، علي الفتلاوي، أكد أن "القوى الخاسرة أصبحت اليوم أكثر قوة وشرعية في مطالبها، بشأن إعادة العد والفرز اليدوي لأوراق الاقتراع"، مؤكدا في تصريح صحافي أن "المفوضية فقدت مصداقيتها بعد التغيير الواضح في نتائج الانتخابات، رغم إعلانها عن مطابقة العد اليدوي مع الإلكتروني بنسبة 100 بالمائة".

 وأشار الى أن لقاء زعيم مليشيا العصائب قيس الخزعلي بالممثلة الأممية جينين بلاسخارت، الذي جرى أخيرا، "أعقبه تغيير واضح في نتائج بعض محطات الاقتراع، رغم أن المفوضية ما زالت مصرة على قرارها بشأن نتائج الانتخابات"، مبينا أن "المفوضية فقدت مصداقيتها، لا سيما أن هناك أكثر من 6 مرشحين فازوا بالانتخابات، بعد العد والفرز اليدوي لبعض المحطات".

وأشار إلى أن "التغيير الواضح في النتائج لبعض المحطات، أعطى الشرعية للقوى الخاسرة بأن تطالب بالعد والفرز اليدوي الشامل".

 وتواصل قوات الأمن العراقية، منذ عدة أسابيع، حالة التأهب الأمنية القصوى في العاصمة بغداد وضواحيها، بالتزامن مع الاحتجاجات التي تنظمها القوى المعترضة على نتائج الانتخابات العراقية منذ أكثر من شهر، فيما لوحت تلك القوى باقتحام المنطقة الخضراء ردا على ما تعتبره "سرقة" أصواتها في الانتخابات العراقية التي أجريت في العاشر من الشهر الماضي.

 ومن المفترض أن تعلن المحكمة الاتحادية العليا، خلال الأيام القادمة، عن موقفها إزاء نتائج الانتخابات بصيغتها الأخيرة بالمصادقة عليها أو رفضها، وذلك بحسب القيادي في "تيار الحكمة" رحيم العبودي الذي أشار في إيجاز صحافي عصر الأحد في بغداد إلى أن "قرار المحكمة الاتحادية سيكون ملزما للجميع سواء بالمصادقة على نتائج الانتخابات أو برفض النتائج".