العراق: ترقب بالناصرية واستعدادات لتظاهرات واسعة الجمعة

14 يناير 2021
انتشار أمني واسع بالناصرية (فرانس برس)
+ الخط -

لليوم الثاني على التوالي، تشهد مدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار، جنوبي العراق، هدوءاً حذراً، وترقباً، بعد عدّة أيام شهدت تظاهرات واسعة تخللتها صدامات وأعمال قمع من قبل عناصر الأمن، ووسط استعداد للخروج بتظاهرة واسعة غداً الجمعة، للمطالبة بإطلاق سراح الناشطين ووقف عمليات الاعتقال واستهداف المتظاهرين.

وتشهد شوارع الناصرية، انتشاراً أمنياً واسعاً، مع استمرار قطع عدد من الطرق، في ظل تواصل التضييق الأمني، خوفاً من تجدد التظاهرات.

مسؤول محلي في ذي قار، طلب عدم ذكر اسمه، أكد أنّ "الحكومة المركزية جمدت تنفيذ نحو 50 أمر قبض ضد ناشطين في المحافظة، بتهم كيدية، كما أنها وعدت بتشكيل لجان قانونية مختصة لمراجعة التهم"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أن "الحكومة تحاول امتصاص الغضب الشعبي، من خلال وقف أوامر القبض، ووقف حملات الاعتقال التي تطاول الناشطين".

وأكد أن "هناك مساعي حكومية حثيثة للسيطرة على الوضع في المحافظة، وأنها (الحكومة) تجري اتصالات مباشرة وغير مباشرة بعدد من الناشطين، وقدمت لهم تعهدات جديدة، بإطلاق سراح كل من تم اعتقالهم في المحافظة، بعد اكتمال ملفاتهم التحقيقية".

وأشار إلى أن "الوضع الحالي في المحافظة هادئ، إلا أن هناك حذراً وقلقاً، من تفجيره في أي لحظة، ولا سيما أن الشارع لا يكتفي بالوعود، بل يريد أن يكون هناك تنفيذ من قبل الحكومة بأسرع وقت ممكن".

تنسيقية تظاهرات محافظة ذي قار، أكدت أنها تستعد، للخروج بتظاهرات واسعة يوم غدٍ الجمعة للتأكيد على المطالب، وقال عضو التنسيقية حازم العلي، إن "مطالبنا المشروعة لن تتوقف، وإننا سنخرج بتظاهرات واسعة كل يوم جمعة، للمطالبة بتنفيذها"، مشدداً، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، على أن "الحكومة يجب أن تطلق سراح الناشطين، وأن تنهي حملات الاعتقال التي تستهدف المتظاهرين".

وأكد أن "تعليق التظاهرات في الأيام الأخرى، عدا يوم الجمعة سيكون مؤقتاً، لحين إيفاء الحكومة بتعهداتها. الشارع في المحافظة جاهز للخروج في أي لحظة"، مشدداً على أن "الحكومة يجب ألا تستفز ساحات التظاهر، كما يجب عليها أن تعمل على إنهاء حملات الاغتيال التي تنفذها مليشيات مسلحة معروفة ضد الناشطين، وأن تخضع تلك المليشيات الى المحاسبة القانونية".

النائب فائق الشيخ علي، انتقد صمت الحكومة وعدم أخذ دورها بكشف القتلة والمجرمين الذين قتلوا الناشطين، وعرضهم على المحاكم، داعياً، في تصريح متلفز، إلى "مساندة ودعم التظاهرات الشعبية، التي تمثل الشعب، وتطالب بتوفير الحقوق، ووقف الانتهاكات.

ونهاية نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي، قرّر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، تشكيل لجنة "فريق أزمة الطوارئ" برئاسة مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي للسيطرة على الأوضاع في الناصرية بعد اقتحام أنصار زعيم التيار الصدري ساحة الحبوبي بالمدينة، وإطلاق النار على المعتصمين فيها، ما تسبب بمقتل وإصابة العشرات، إلا أن الأوضاع الأمنية لم تستقر بعد وصول الفريق، نتيجة لحملات الاعتقال والتهديد التي تعرّض لها الناشطون بالتظاهرات خلال الفترة الماضية.

المساهمون