العراق: المتظاهرون يشاركون في مراسم كربلاء الدينية تأكيداً لمطالبهم

06 أكتوبر 2020
السماح للمتظاهرين في مدينة كربلاء بالهتاف ضد السلطات (فرانس برس)
+ الخط -

تحوّلت الطقوس الخاصة بإحياء مراسم زيارة أربعينية الإمام الحسين بن علي، التي تقام سنوياً في كربلاء، إلى فعالية واسعة للناشطين والمتظاهرين العراقيين رفعوا خلالها شعاراتهم ومطالبهم وصور الضحايا الذين سقطوا خلال تظاهرات العام الماضي في عموم محافظات البلاد، إذ تُتهم جهات أمنية عراقية وأخرى تتبع لـفصائل مسلحة موالية لإيران بقتلهم. 

وشهدت الطرق المؤدية إلى مدينة كربلاء، منذ أمس الإثنين، توافد آلاف الناشطين والمتظاهرين من مدن وسط وجنوب البلاد، حاملين معهم صوراً ويافطات مع ترديد هتافات، كما ارتدى بعضهم قمصاناً طُبعت عليها صور قتلى الاحتجاجات.

وسمحت السلطات في مدينة كربلاء للمتظاهرين بالهتاف ضد السلطات والتدخلات الخارجية، والمقصود بها كل من طهران والولايات المتحدة على حد سواء، فيما حملت هتافات المتظاهرين الزوار نوعاً من الغضب ضد العناصر المسلحة التي تمنع الناشطين من الإدلاء بآرائهم السياسية، ولكنها منعت في الوقت ذاته جماعات تنتمي للمليشيات، ومنها "ربع الله"، من الدخول إلى مدينة كربلاء، وفق تصريحات رسمية.

ويقول المتظاهر يوسف حميد، وهو من مدينة بغداد، إنّ "الزيارة الأربعينية تُعد كرنفالاً دينياً وشعبياً مؤثراً في حياة العراقيين، لا سيما أهالي وسط العراق وجنوبه، ولذلك فإنّ المتظاهرين أصروا على إرسال رسائلهم والتأكيد على مطالبهم عبر هذه الزيارة".

وأوضح حميد لـ"العربي الجديد"، أنّ "أهم ما يعمل المتظاهرون والناشطون على تحقيقه هو التأكيد على إظهار صور قتلى الاحتجاجات، ولا سيما المؤثرين منهم، مثل صفاء السراي وفاهم الطائي وثائر الطيب، وحتى الخبير الأمني هشام الهاشمي". 

أما الناشط من الناصرية أحمد تحسين، فقد أكد لـ"العربي الجديد"، أنّ "تنسيقيات تظاهرات محافظة ذي قار، أجمعت على أهمية مشاركة المتظاهرين في زيارة الأربعين، ولكن دون احتكاك مع القوات الأمنية ودون استفزاز لمشاعر الزائرين، والاكتفاء بالهتافات الهادئة والهادفة"، موضحاً أنّ "هناك فصائل مسلحة ردت على المتظاهرين بزج عناصرها بين صفوف الزوار وحملت صوراً لقاسم سليماني وأبو مهدي المهندس".

من جهته، أكد علي صادق، وهو موظف في العتبة الحسينية المسؤولة عن إدارة مرقد الإمام الحسين، أنّ "العتبات الدينية في كربلاء تواصلت قبل بدء مراسم الزيارة مع قيادة عمليات كربلاء، وأبدت عدم ممانعتها دخول المتظاهرين والناشطين إلى ساحات وميادين الاحتجاجات".

وأضاف، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "المتظاهرين يستعدون بعد استكمال مراسم الزيارة الأربعينية إلى البدء بترتيب صفوفهم والعودة إلى الساحات للانطلاق بالاحتجاجات في الخامس والعشرين من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري".

إلى ذلك، غرّد وزير الثقافة العراقي حسن ناظم عبر "تويتر"، قائلاً: "اليوم الذكرى 150 لميلاد غاندي التي تزامنت مع أيام زيارة الأربعين وانتفاضة تشرين، يحتشد الناس بالحسين وغاندي و(شباب تشرين) في يوم واحد، غاندي والانتفاضة وأربعينية الإمام الحسين، كلها أمثلة بارزة للعدالة وتحقيقها، الأرواح العظيمة تتشارك القيم الكونية نفسها والمبادئ الأخلاقية نفسها". 

المساهمون