العراق: الصدر يدرس خيار العصيان المدني

23 اغسطس 2022
يملك التيار الصدري ورقة الشارع لتحقيق مطالبه (العربي الجديد)
+ الخط -

تترقب الأوساط السياسية والشعبية في العراق قرارات جديدة ستصدر عن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، بشأن التصعيد في الشارع للضغط نحو حلّ مجلس النواب وتحديد موعد للانتخابات البرلمانية المبكرة، وسط مخاوف من حصول تصادم ما بين أنصار الصدر وجمهور "الإطار التنسيقي"، الذي يجمع الكتل والأحزاب المدعومة من إيران.

وكان الصدر، الذي يعتصم أنصاره داخل المنطقة الخضراء ببغداد، للأسبوع الرابع على التوالي، قد أعلن عقب قرار المحكمة تأجيل البتّ بطلب حل البرلمان حتى نهاية الشهر الحالي، أن لديه خيارات أخرى، رافضاً، السبت الماضي، أي حوار سري مع "الإطار التنسيقي".

تصعيد قد يصل لحد العصيان المدني

وقال قيادي بارز في التيار الصدري، لـ"العربي الجديد"، إن "الصدر يدرس التصعيد الشعبي في الشارع خلال الساعات المقبلة، وستكون هناك قرارات جديدة بشأن التظاهر والاعتصام في العاصمة بغداد وباقي المحافظات العراقية، والأمر ربما يصل إلى العصيان المدني".
وبين القيادي، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن "العصيان المدني أحد خيارات التيار الصدري خلال المرحلة المقبلة للضغط لحل البرلمان العراقي وتحديد موعد الانتخابات المبكرة". وأشار إلى أن "إعلان الصدريين العصيان المدني يعني إيقاف الدولة بشكل كامل والحياة في الشارع العراقي".

تصعيد التيار الصدري للاحتجاجات سيكون بشكل تدريجي خلال الساعات المقبلة

وأضاف أن "التصعيد في الاحتجاجات من قبل التيار الصدري سيكون بشكل تدريجي خلال الساعات المقبلة. والكل، من الأوساط السياسية والشعبية، يرتقب ما سيصدر عن زعيم التيار مقتدى الصدر، بشأن الاحتجاجات الشعبية والتصعيد، والذي سيكون بشكل سلمي".
وشدد القيادي البارز في التيار الصدري على أن "الصدريين ليس لديهم أي نية للصدام مع جمهور الإطار التنسيقي المعتصم قرب أسوار (المنطقة) الخضراء. وأي اقتراب من هذا الجمهور نحو الصدريين، سوف تكون له نتائج عكسية على قادة الإطار التنسيقي، خصوصاً أن هناك من يدفع نحو صدام ما بين الطرفين".

الصدر لن يسكت عن تسويف مطالبه

وقال النائب السابق والمقرب من التيار الصدري فتاح الشيخ، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إن "هناك تصعيداً مرتقباً من قبل الصدر بشأن الاحتجاجات الشعبية. فالصدر لن يسكت طويلاً على تسويف المطالب التي خرج من أجلها أنصاره للتظاهر والاعتصام المفتوح داخل المنطقة الخضراء".

وبين الشيخ أن "قوى الإطار التنسيقي تريد اللعب على عامل الوقت والزمن من أجل إنهاء اعتصام التيار الصدري داخل المنطقة الخضراء، ولهذا سيكون هناك تصعيد في الاحتجاج في الساعات المقبلة، من أجل إدامة زخم التظاهر والاعتصام، وهذا الأمر ربما يصل إلى باقي المحافظات العراقية".

وأكد النائب السابق أن "التيار الصدري يملك ورقة قوية لتحقيق مطالبه بحل البرلمان وتحديد موعد للانتخابات المبكرة، هي الشارع. فهذه الورقة لا تمتلكها جميع القوى السياسية الأخرى، ولهذا سيكون هناك تصعيد شعبي من قبل الصدريين للعمل على إنهاء الانسداد السياسي من خلال حل البرلمان".

تصعيد مقابل لـ"الإطار التنسيقي"

من جهته، قال العضو البارز في تحالف "الإطار التنسيقي" عائد الهلالي، لـ"العربي الجديد"، إن "أي تصعيد جديد في الشارع من قبل التيار الصدري لا يحل الأزمة، بل يزيد من تعقيدها، وهذا الأمر سيدفعنا (الإطار التنسيقي) للتصعيد المقابل في الشارع، خصوصاً وأن جمهور الإطار ما زال يعتصم قرب أسوار المنطقة الخضراء، حتى الساعة".

وبين الهلالي أن "أي تصعيد في الشارع من قبل التيار الصدري ربما يدفع إلى الاحتكاك، أو التصادم، ما بين أنصار القوى السياسية. ولهذا على الجميع الحذر من اللعب بورقة الشارع العراقي، خصوصاً أن لكل طرف سياسي ثقله الشعبي في الشارع، وهذا الشارع ليس حكراً على أي طرف معين".

عائد الهلالي: أيّ تصعيد جديد للتيار الصدري سيدفع الإطار التنسيقي لتصعيد مقابل

وشدد القيادي في "الإطار التنسيقي" على أن "التيار الصدري مطالب بالجلوس إلى طاولة الحوار، والتفاوض من أجل تحقيق مطالبه التي يريدها. فهذه المطالب لا يمكن أن تنفذ من خلال التهديد بورقة الشارع العراقي، فهذه الورقة ربما يكون لها عواقب كبيرة وخطيرة على التيار الصدري وكل الأطراف السياسية".

سلاح الشارع لتحقيق مطالب التيار الصدري

وقال المحلل السياسي محمد نعناع، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إن "التيار الصدري حالياً يملك سلاحاً واحداً لتحقيق مطلبه بحل البرلمان والذهاب نحو الانتخابات المبكرة. وهذا السلاح هو الشارع من خلال الاحتجاجات الشعبية، التي يمتاز فيها الصدريون عن باقي الأطراف السياسية".

وبين نعناع أن "التصعيد في الاحتجاجات الشعبية خلال المرحلة المقبلة من قبل التيار الصدري أمر متوقع، وهو خيار التيار لتحقيق مطالبه، وهذا التصعيد ربما سيكون الأول من نوعه من خلال الذهاب نحو العصيان المدني وغيره من خطوات التصعيد الشعبية الكبيرة".
وأضاف المحلل السياسي أن "هناك تخوفا حقيقيا لدى جميع الأوساط السياسية والشعبية من حصول عمليات تصادم ما بين جمهوري التيار الصدري والإطار التنسيقي، خصوصاً أن التصعيد الصدري في الشارع سيلاقيه بكل تأكيد تصعيد شعبي من قبل قوى الإطار، وهذا ما قد يدفع إلى الاحتكاك والتصادم، وهذا الأمر سيُدخل العراق في أزمات لا تحمد عقباها".

وكان المشهد السياسي دخل مرحلة الجمود من جديد، بعد اجتماعات ولقاءات بين عدد من القوى السياسية، شهدتها بغداد وأربيل خلال الأيام الماضية، إضافة إلى اجتماع "الحوار الوطني" الموسع الذي رعاه رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي والمبعوثة الأممية جينين بلاسخارت، الأربعاء الماضي، مع أغلب قادة القوى السياسية في البلاد لكن بمقاطعة الصدر.

وعاد المشهد إلى المراوحة، بعد رفض الصدر مجدداً فتح أي قنوات تواصل مع غريمه السياسي، "الإطار التنسيقي"، متمسكاً بشرط حل البرلمان قبل الحديث عن أي تسوية سياسية للأزمة.