بعد إغلاق المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، وبشكل رسمي، باب تسجيل التحالفات والأحزاب لخوض الانتخابات المحلية (انتخابات مجالس المحافظات)، المنتظرة في 18 ديسمبر/كانون الأول المقبل، أكد قيادي بارز في التيار الصدري، لـ"العربي الجديد"، اليوم الاثنين، عدم مشاركة تياره في هذه الانتخابات.
وانسحب "التيار الصدري" من العملية السياسية في البلاد في 29 أغسطس/آب الماضي، بعدما قرّر الصدر سحب نواب كتلته الصدرية من البرلمان واعتزال العمل السياسي، بعد سلسلة أحداث بدأت بتظاهرات لأنصاره وانتهت باشتباكات داخل المنطقة الخضراء في بغداد مع فصائل مسلحة منضوية ضمن هيئة "الحشد الشعبي".
وأبلغ قيادي بارز في التيار الصدري، "العربي الجديد"، في اتصال عبر الهاتف، أن "زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر حسم أمره بعدم المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات، والتيار لم يُسجل أي قائمة انتخابية في المفوضية".
وبين القيادي الصدري، الذي طلب عدم ذكر اسمه أن "هناك أطرافاً سياسية مختلفة وبعض الأطراف الإيرانية حاولت خلال الفترة الماضية إقناع الصدر عبر إيصال رسائل له مختلفة لمشاركة تياره في انتخابات مجالس المحافظات، لكنه رفض كل تلك المحاولات وأصرّ على ترك السياسة خلال الفترة الحالية".
وأضاف أن "زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لا يفكر حتى في المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، رغم كل الضغوطات والمحاولات لإقناعه، من قبل أطراف محلية وإقليمية، لكن ربما يكون هناك تغيير في الموقف بحسب المستجدات على الساحة السياسية إلى حين إجراء انتخابات مجلس النواب".
وختم بالقول إن "تأجيل انتخابات مجالس المحافظات إلى العام المقبل أمر وارد جداً ويوجد حديث جدي بهذا الشأن داخل الأروقة السياسية بحسب ما تصل إلينا المعلومات من قبل بعض الحلفاء السابقين لنا، وتأجيل الانتخابات وفتح باب المشاركة للأحزاب والكتل من جديد من قبل المفوضية، ربما يدفع الصدريين إلى المشاركة، لكن يبقى هذا الأمر والقرار بيد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، حصراً".
خشية دولية من المقاطعة
من جهته، قال الباحث في الشأن السياسي العراقي غالب الدعمي، لـ"العربي الجديد"، إن "هناك خشية دولية حقيقية من مقاطعة انتخابات مجالس المحافظات من قبل التيار الصدري وبعض القوى السياسية الأخرى، والتي أعلنت عن ذلك أخيرا وبشكل رسمي، وهذه الخشية ربما تدفع إلى تأجيل الانتخابات إلى وقت آخر يكون الجميع مشاركاً في تلك الانتخابات".
وبين الدعمي أن "التيار الصدري بحسب كل المعلومات والمعطيات لن يشارك في الانتخابات المحلية، المنتظرة في 18 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، وقرار الصدر بالمقاطعة مصرّ عليه، وهذا ما يؤكد أن نسبة المشاركة في الانتخابات المقبلة ستكون منخفضة جداً بمقاطعة الصدريين والقوى الأخرى".
وأضاف الباحث في الشأن السياسي أن "تأجيل انتخابات مجالس المحافظات وارد جداً، فبعض الأطراف السياسية حتى التي هي ضمن الإطار التنسيقي لا تريد أي انتقادات دولية للعملية السياسية، فهي لا تريد انتخابات بمقاطعة سياسية وشعبية واسعة، ولهذا ربما تدفع بعض قوى الإطار إلى تأجيل الانتخابات لأسباب مختلفة من أجل إقناع المقاطعين بالمشاركة في الانتخابات المحلية، فهذه المقاطعة ربما تشمل حتى انتخابات مجلس النواب العراقي".
وأعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، أمس الأحد، عن الأرقام النهائية للأحزاب والقوى السياسية والمرشحين المستقلين الذين سيخوضون انتخابات مجالس المحافظات، حيث سيشارك أكثر من 23 مليون مواطن يحق لهم الإدلاء بأصواتهم في انتخابات مجالس المحافظات العراقية، من بينهم أكثر من 10 ملايين شخص قاموا بتحديث سجلاتهم الانتخابية حتى الآن.
وستكون الانتخابات بمشاركة 296 حزباً سياسياً انتظمت في 50 تحالفاً ستشارك في الانتخابات، إلى جانب أكثر من 60 مرشحاً سيشاركون بقوائم منفردة.
ويتنافس المرشحون على 275 مقعداً هي مجموع مقاعد مجالس المحافظات العراقية، وجرى تخصيص 75 منها، ضمن كوتا للنساء، و10 مقاعد للأقليات العرقية والدينية.
وتتولى مجالس المحافظات المُنتخبة مهمة اختيار المحافظ ومسؤولي المحافظة التنفيذيين، ولها صلاحيات الإقالة والتعيين، وإقرار خطة المشاريع بحسب الموازنة المالية المخصصة للمحافظة من الحكومة المركزية في بغداد، وفقاً للدستور العراقي، وستكون هذه أول انتخابات محلية تُجرى في العراق منذ إبريل/ نيسان 2013.