دعا رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان البارزاني، اليوم السبت، حكومة بغداد إلى عدم إهمال الدستور أو تطبيق بنوده بانتقائية، مؤكداً ضرورة الالتزام بالتعهدات التي شُكّلت حكومة محمد شياع السوداني على أساسها.
وقال البارزاني في كلمة ألقاها خلال حفل تأبيني، أُقيم في بغداد بالذكرى السنوية لاغتيال رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق محمد باقر الحكيم، إن "الدستور هو عقد سياسي واجتماعي بين جميع مكوّنات العراق لا يجوز إهماله مثل ما يحصل الآن، بل يجب تطبيقه بالكامل، حتى لا ترى الناس نفسها بعيدة عن العملية السياسية في العراق".
وشدد على أنه "يجب ضمان حقوق جميع المكوّنات وفق الدستور، وأن يكون نظام إدارة العراق بشكل عملي وحقيقي نظاماً فيدرالياً، وهذا هو المبدأ الأساسي للدستور والنظام السياسي والإداري للعراق".
وقال: "ندعم رئيس الوزراء الذي يسعى إلى إعادة السلطة المدنية والمحلية إلى جميع المحافظات، ويحاول تمهيد الأرضية للحوار، والاتفاق بشأن المشاكل العالقة بين حكومة إقليم كردستان والحكومة الاتحادية، ويحاول تأمين الخدمات، ويحاول إعادة التوازن لمشاركة جميع مكوّنات العراق في جميع مؤسسات الدولة، بما فيها الجيش العراقي"، معرباً عن أمله بـ"تنفيذ بنود اتفاقية تشكيل الحكومة".
وأضاف: "نحتاج إلى أن نساند بعضنا في الأوقات الصعبة، وكلّ نجاحاتنا هي نتاج عملنا المشترك، ولذلك الآن لدينا فرصة، والوقت مناسب جداً لكي يقرّر كلّ منا العمل باتجاه التعايش وحلّ جميع المشاكل، ولا يجب أن ننظر إلى بعضنا كمنافسين، بل يجب العمل معاً بروح الشراكة"، معرباً عن أمله في أن "يتم حل جميع المشاكل قريباً وأن يعيش العراقيون بخدمات جيدة".
يجري ذلك في وقت من المفترض أن يصل، الأسبوع المقبل، وفد جديد من حكومة الإقليم إلى بغداد لإكمال المباحثات بشأن الملفات العالقة بين الطرفين. وكان رئيس حكومة الإقليم مسرور البارزاني قد زار بغداد الأسبوع الفائت، برفقة وفد رفيع المستوى من حكومته، وبحث مع المسؤولين العراقيين الخلافات والقضايا العالقة بين أربيل وبغداد.
وسبقت ذلك مباحثات أجراها البارزاني في بغداد، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مع السوداني والقادة العراقيين الآخرين والأطراف السياسية بشأن الملفات العالقة بين الإقليم وبغداد وضبط الحدود.
ويأمل الكرد حلّ المشاكل العالقة مع بغداد، لا سيما بعدما وضعوا شروطاً عدة على تحالف "الإطار التنسيقي"، مقابل القبول بالتصويت على حكومة محمد شياع السوداني، وقد وعد "الإطار" بحل تلك المشاكل.
وتُعد الملفات العالقة بين بغداد وأربيل من أبرز المشاكل التي تواجهها الحكومات العراقية المتعاقبة، ومن أهم تلك الملفات التي تحتاج إلى حوار وتفاهمات مشتركة، رواتب موظفي إقليم كردستان العراق، والتنسيق الأمني في المناطق المتنازع عليها، والاتفاق على آلية تصدير النفط من حقول الإقليم.