العراق: اعتقال عدد من المتورطين بمهاجمة مطاعم وشركات أميركية

04 يونيو 2024
تواجد للأمن العراقي أمام أحد المطاعم الأميركية، بغداد 30مايو 2024 (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- وزارة الداخلية العراقية تعلن اعتقال متورطين في هجمات على مطاعم وشركات أميركية ببغداد، مشيرة إلى تورط أفراد من الأجهزة الأمنية في الهجمات لإضرار بالمصالح الأميركية، وتأكيد إحالتهم للمحاكم.
- الهجمات تعكس انفلاتاً أمنياً وتحديات في حماية الممتلكات والأرواح، مع تأثير سلبي على الاقتصاد والاستثمار، وتشير إلى وجود حماية للفاعلين من "الدولة العميقة".
- تعليقات من نواب ومحللين تؤكد على الحاجة لمواجهة التحديات الأمنية وضمان الاستقرار، مع التأكيد على جهود الحكومة للحفاظ على سلامة المواطنين والمقيمين في العراق.

أعلنت وزارة الداخلية العراقية، ظهر اليوم الثلاثاء، اعتقال عدد من المتورطين بمهاجمة مطاعم وشركات أميركية في العاصمة بغداد ليلة أمس الاثنين، وسط تحذيرات من الانفلات الأمني في ظل عجز القوات الأمنية عن منع حالات كهذه خلال الفترة المقبلة.

وكانت جماعات مجهولة شنت، ليلة الاثنين، هجوماً على مطاعم (جلي هاوس وكي إف سي) حطمت فيه ممتلكات تلك المطاعم واعتدت بالضرب على العاملين فيها، فيما حاولت القوات الأمنية المتواجدة بالقرب من المكان منع تلك الجماعات عبر إطلاق الرصاص الحي في الهواء لتفريقهم، لكنها لم تنجح في ذلك. وتأتي الهجمات الجديدة بعد أسبوع واحد من هجمات مشابهة ضد ثلاثة مطاعم وشركة أميركية ومعهد تعليمي أميركي بريطاني في بغداد، وذلك بعد أيام من توعد جهات مجهولة باستهداف مطاعم اعتبرتها داعمة للاحتلال الإسرائيلي في حربه على غزة وسط إجراءات أمنية عراقية لمنع الهجمات.

وقالت الداخلية العراقية، في بيان، إن حوادث تخريب ورمي عبوات (متفجرات) محلية الصنع في بغداد طاولت كلاً من "مطعم KFC ومطعم غلي هاوس ليز ومعهد كامبردج ضمن منطقة شارع فلسطين ومطعم KFC ‏وشركة كتربلر في منطقة الكرادة بالجادرية من قبل أشخاص يستقلون سيارات ودراجات نارية" مضيفة أنه تم "على الفور تشكيل فرق عمل استخبارية وفنية لغرض متابعة الموضوع لغرض التوصل الى الجناة من الخارجين على القانون"، وقال البيان إنه "بعد جمع المعلومات الدقيقة تم التوصل لأسماء المنفذين، وتم إصدار مذكرات قبض بحقهم وفقاً لأحكام قانون مكافحة الإرهاب"، مؤكداً القبض "على عدد من المتهمين الذين اعترفوا خلال التحقيق بقيامهم بالاشتراك مع مجموعة من المتهمين الهاربين بأعمال التخريب ومهاجمة الشركات والمطاعم الأميركية".

وأقرت الوزارة أن قسماً من المهاجمين ينتمي إلى جهاز أمني بالقول "للأسف ينتمي بعضهم إلى أحد الأجهزة الأمنية" وأن مشاركتهم بالهجمات جاءت "بحجة الإضرار بالمصالح الأميركية" مضيفة أنه تم "توقيفهم أصولياً بغية إحالتهم إلى المحاكم المختصة".

وقال النائب المستقل في البرلمان العراقي، سجاد سالم، لـ"العربي الجديد" إن "ما تشهده العاصمة بغداد ليلاً هو انفلات أمني وعجز عن منع أي جماعات من مهاجمة أي مطاعم وشركات مهما كانت هويتها، فهذه الأعمال تضر بالاقتصاد والاستثمار في العراق بشكل كبير وخطير"، مضيفاً أن "الحكومة العراقية مطالبة بكشف هوية المهاجمين وكشف الجهات التي ينتمون لها، وعرض تلك الاعترافات بشكل واضح وعلني أمام الرأي العام، فلا يوجد ما يمنع ذلك، رغم أننا ندرك أن الحكومة تخشى من ذلك فهي تعرف من هذه الجهات، وهي تخشى مواجهتها بقوة القانون".

بالمقابل قال المحلل الأمني والسياسي المقيم في واشنطن، نزار حيدر، لـ"العربي الجديد" إن "الفاعل معروف الهوية، وهي الفصائل المسلحة التي ما زالت تنشط خارج سلطة الدولة وتحميها الدولة العميقة المرتبطة بزعامات سياسية وحزبية، وهي جزء من العملية السياسية الحالية كما أنها موجودة في السلطتين التشريعية والتنفيذية". وبين حيدر أن "استمرار استهداف المطاعم في بغداد ثبت مرة أخرى بان الدولة عاجزة على التصدي" معتبراً أن تلك "الجماعات المهاجمة تسعى لتحقيق ثلاثة أهداف بهذه الهجمات، أولها الحفاظ على زخمها المقاوم لحماية معنويات جمهورها الذي أخذ يتقلص يوماً بعد آخر بسبب أنه كشف زيف شعاراتها وكذب ادعاءاتها، ثانياً بعثرة انجازات حكومة السوداني الذي بدأ ينافس زعامات الإطار في الساحة الانتخابية المرتقبة، وثالثاً التعويض بهذه الغزوات الاستعراضية عن الهجمات التي كانت تنفذها ضد القوات الاميركية المتواجدة على الأراضي العراقية".

وجاءت هجمات ليلة أمس الاثنين رغم الإجراءات الأمنية "غير المسبوقة" التي اتخذتها السلطات في العاصمة إثر الهجمات الأخيرة التي طاولت مطاعم وشركات أميركية، حيث تشهد بغداد منذ أسبوع نشر حواجز أمنية راجلة في عموم مناطق بغداد في محاولة لمنع وقوع هجمات جديدة، وسط استمرار التحقيقات لمعرفة الجهة المنفذة. وكانت السفيرة الأميركية في بغداد، إلينا رومانسكي، دعت الحكومة العراقية إلى إجراء تحقيق شامل ومنع أي هجمات مستقبلية، معتبرة أن مثل هذه الهجمات من الممكن أن تضعف قدرة العراق على جذب الاستثمارات الأجنبية.

المساهمون