استمرار دهم وتجريف بساتين في ديالى العراقية وسط مخاوف من عمليات انتقامية

31 أكتوبر 2020
يحذر مسؤول محلي من أن تؤدي تلك العمليات إلى نزوح الأهالي (علي مكرم غريب/الأناضول)
+ الخط -

لليوم الرابع على التوالي، تواصل القوات الأمنية العراقية من جهة وفصائل مسلَّحة ضمن "الحشد الشعبي"، من جهة أخرى، عمليات تفتيش وتجريف، في بلدة بمحافظة ديالى شمال شرقي البلاد، شهدت الثلاثاء الماضي، مقتل خمسة مدنيين بينهم زعيم قبلي، بهجوم لتنظيم "داعش" الإرهابي. ووسط مخاوف الأهالي ممّا أسموه "عمليات انتقامية" قد تقدم عليها الفصائل، تصاعدت المطالبات بنشر قوات أمنية في البلدة.

وأقدم مسلّحون يتبعون التنظيم، على اختطاف زعيم قبلي خلال وجوده في مزرعة قرب بلدة الخيلانية ينتمي لعشيرة بني كعب، قبل أن يقوموا بتلغيم جثة الضحية لتنفجر بعدد من ذويه ممن جاء للبحث عنه، ما أدى إلى مقتل اثنين منهم، قبل أن تنفجر عبوة ناسفة أخرى لتقتل اثنين وتصيب اثنين آخرين، ليبلغ مجموع الضحايا خمسة وجرح اثنان، أغلبهم من أسرة واحدة.

وأثارت الجريمة ردود فعل غاضبة من مسؤولين حكوميين وقيادات في "الحشد الشعبي"، وتحركت إثرها تعزيزات عسكرية للحشد صوب البلدة، لتبدأ عمليات تفتيش ودهم فيها.

ووفقاً لمسؤول محلي في البلدة، فإن "الفصائل تنفذ عمليات دهم وتفتيش في قرى ومناطق البلدة، بشكل منفصل عن القوات الأمنية التي تنفذ عمليات أيضاً"، مبيناً لـ"العربي الجديد" أنه "تم خلال تلك العمليات تجريف عشرات الدونمات من البساتين والأراضي الزراعية، بحجة وجود عناصر داعش فيها، الأمر الذي يهدد أرزاق الأهالي الذين يعملون في الزراعة".

وحذّر من أن "تؤدي تلك العمليات إلى نزوح الأهالي وتركهم المنطقة، بسبب تجريف أراضيهم، ولا سيما أن الأهالي يخشون أيضاً من عمليات انتقامية قد تنفذها فصائل غير منضبطة، عززت من انتشارها في البلدة"، داعياً الحكومة إلى "تعزيز الوجود الأمني في البلدة، وأن تكون العمليات العسكرية منضبطة ومرتبطة بقيادة أمنية موحدة".

وأكدت قيادة "الحشد الشعبي" استمرار عملياتها في البلدة، وأنها تحقق أهدافها، وقال المتحدث باسم محور ديالى لـ"الحشد الشعبي" صادق الحسيني، إن "العملية في البلدة تلاحق 20 هدفاً مهماً"، مؤكداً في تصريح لموقع مرتبط بـ"الحشد الشعبي"، أن "العملية شملت 13 قرية زراعية مترامية، وبساتين زراعية تزيد مساحتها عن 7 آلاف دونم".

وأوضح أن "العملية تنفذ عبر ثلاثة محاور رئيسة، وأن عمليات التمشيط هي المرحلة الأولى، وتجري وفقاً لما تم التخطيط له، وستكون هناك مراحل أخرى من أجل تأمين تلك المناطق لتلافي تكرار الخروقات فيها"، مؤكداً أن "داعش لديه خلايا نائمة في البساتين، ويستغلها لتنفيذ جرائمه".

من جهته، دعا النائب عن محافظة ديالى عبد الخالق العزاوي، إلى أن تركز العمليات الجارية في البلدة على سدّ الفراغات فيها، قائلاً في تصريح صحافي، إن "عدم إعادة الأهالي النازحين الى مناطقهم، تسبب بوجود تلك الفراغات الأمنية".

ودعا الحكومة إلى "العمل على إعادة الأهالي، ودعمهم أمنياً لمنع تحول تلك المناطق إلى بؤرة للإرهاب"، مشيراً إلى أن "لجنة التحقيق التي شكلها رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي لمتابعة جريمة الخيلانية، ستقدم النتائج الأولية خلال الـ24 ساعة المقبلة".

المساهمون