العراق: إقالة قيادي بارز في هيئة الحشد الشعبي تثير خلافات داخلها

27 يونيو 2024
رئيس الحشد الشعبي فالح الفياض خلال مراسم تشييع قاسم سليماني، 4 يناير 2020 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أُقيل أبو زينب اللامي، القيادي البارز في الحشد الشعبي بالعراق، من منصبه وتم تكليفه بمنصب معاون رئيس أركان، في خطوة تعكس تحجيمًا لدوره بعد خلافات داخلية ورفضه للمنصب الجديد.
- تسريبات أشارت إلى إعفاء اللامي قبل عشرة أيام، مما أثار توترات وخلافات بين الفصائل المسلحة، وتجري محاولات لإعادته إلى منصبه وسط خروقات أمنية شهدتها الهيئة.
- الإقالة جاءت في سياق محاولات لضبط الأمن وحفظ السرية داخل الحشد الشعبي، وتعتبر جزءًا من عملية تصحيح وإعادة هيكلة لتعزيز أمن الهيئة ومعلوماتها السرية.

أثار قرار مفاجئ بإقالة القيادي البارز ومسؤول الأمن والانضباط في الحشد الشعبي في العراق، أبو زينب اللامي، من منصبه مساء أمس الأربعاء، الخلافات المتصاعدة داخل المظلة الجامعة لعشرات الفصائل العراقية المسلحة، منذ أشهر طويلة. وأصدر رئيس الحشد الشعبي، فالح الفياض، أمراً بإقالة أبو زينب اللامي من منصبه الذي يُعدّ ثالث أبرز المناصب الموجودة داخل الحشد، وتكليفه بمنصب معاون رئيس أركان في الهيئة، ما اعتبر بمثابة تحجيم له.

وقالت مصادر مطلعة داخل هيئة الحشد الشعبي لـ"العربي الجديد"، إنّ "قرار إعفاء اللامي من منصبه صدر قبل ما يقارب عشرة أيام، لكنه تسرب خلال الساعات الماضية"، مشيرًا إلى أنّ اللامي رفض تسليم موقعه، كون المنصب الجديد الذي منح له منصباً تشريفياً، دون أي صلاحيات أو أعمال حقيقية سواء إدارية أو عسكرية ميدانية. وأضافت المصادر أنّ "رفض تسليم اللامي منصبه دفع إلى خلافات بين الفصائل المسلحة المسيطرة على مديريات وأقسام هيئة الحشد الشعبي، مما أدى إلى نشر عناصر من قوات الأمن والانضباط أمام مقر الهيئة في منطقة الجادرية وسط العاصمة بغداد، خشية من أي ردود فعل من قبل أنصار أي من الفصائل المسلحة". وبحسب المصادر، فإنّ "هناك وساطات وضغوطات تمارس على رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، بهدف إعادة اللامي الى منصبه مديراً لمديرية الأمن والانضباط".

خروقات أمنية في الحشد الشعبي وراء إعفاء اللامي؟

من جهته، قال عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي ياسر وتوت لـ"العربي الجديد"، إنّ "رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض له صلاحيات في إعفاء أي شخصية من أي منصب داخل الهيئة، وأن قرار إعفاء مدير مديرية الأمن والانضباط في الهيئة أبو زينب اللامي ضمن صلاحيات الفياض"، مضيفاً: "لا نتوقع أن تكون هناك أي تغييرات في قادم الأيام تمسّ أياً من المناصب العليا داخل هيئة الحشد الشعبي والأمر اقتصر فقط على إعفاء اللامي من مدير مديرية الأمن والانضباط، ولا نية بأي تغييرات أخرى".

وأضاف أنّ "قرار إعفاء اللامي من إدارة مديرية الأمن والانضباط يمكن أن يسبب مشاكل وخلافات داخل هيئة الحشد الشعبي بين الفصائل وغيرهم، وهذا الأمر طبيعي وغير مستبعد".

بدوره، قال الباحث في الشأن الأمني سيف رعد لـ"العربي الجديد"، إنّ "إقالة مدير أمن الحشد الشعبي أبو زينب اللامي يعتبر أمراً طبيعياً في ظل الخروقات الأمنية التي حصلت أخيراً ضد قياديين في الحشد اغتالتهم واشنطن وكذلك قصف مقرات عسكرية مهمة للحشد في مناطق عراقية مختلفة، تدل على وجود خلل وخرق أمني كبير داخل الهيئة".

وبيّن رعد أنّ "إقالة اللامي جاءت متأخرة جداً، فكانت تُفترض إقالته بعد اغتيال قادة بارزين في الحشد الشعبي، وهذا ما يؤكد إخفاقه في ضبط الأمن وحفظ السرية وكذلك تصفية الهيئة من أي عناصر عليها أي شبهات قد تنقل معلومات لأي من الأطراف، ولهذا الإقالة طبيعية وهي ضمن عملية التصحيح داخل هيئة الحشد لضبط أمنها ومعلوماتها السرية". وأكد الباحث في الشأن الأمني أنّ "هيئة الحشد الشعبي في الآونة الأخيرة تعرضت لخروقات كبيرة بعضها ربما غير معلن متعلق حتى بقضية نشر وتسريب بعض الخطط العسكرية والأمنية وهذا ما يؤكد إخفاق مدير أمن وضبط الحشد". وأضاف: "نعتقد أن تغييرات جديدة سوف تشهدها هيئة الحشد من أجل إعادة هيكلة بعض مديرياتها وأقسامها".

وأبو زينب اللامي يُعتبر أحد أبرز قادة كتائب حزب الله، أبرز الفصائل المسلحة المدعومة من طهران، ويتولى رئاسة مديرية الأمن والانضباط في هيئة الحشد الشعبي، وفرضت عليه عقوبات أميركية عام 2019، بسبب تورطه في قتل المتظاهرين المشاركين في "ثورة تشرين"، التي خرجت لإسقاط حكومة عادل عبد المهدي.

المساهمون