أعلنت السلطات الأمنية العراقية في العاصمة بغداد، اليوم الأربعاء، إحباط محاولة تسلّل إرهابية من قبل مسلّحين يتبعون تنظيم "داعش"، جنوبيّ العاصمة بغداد، مؤكدة مقتل أحدهم.
وتواصل القوات العراقية منذ أيام عمليات تمشيط وبحث واسعة في مناطق عدة شماليّ العراق، تستهدف جيوب تنظيم "داعش"، أبرزها جبال قره جوخ ضمن قضاء مخمور جنوب شرقيّ الموصل، والتي شهدت تنفيذ أكثر من 30 ضربة جوية يوم الخميس الماضي، أدت إلى مقتل عناصر بالتنظيم وتدمير مخابئ تابعة لهم.
وقال بيان لقيادة عمليات بغداد العسكرية، صدر صباح الأربعاء، إن قوة من الفرقة 17 بالجيش العراقي، نفذت عملية نوعية جنوبيّ بغداد، إذ رُصدَت تحركات عبر الكاميرات الحرارية لثلاثة عناصر تابعين لتنظيم "داعش" الإرهابي، وعلى إثر ذلك تمكنت القوة العسكرية من صدّ التسلّل بعد اشتباكات انتهت بمقتل أحد الارهابيين وفرار اثنين منهم".
وأضاف البيان أن "قوات الأمن العراقية ما زالت تواصل عمليات البحث وملاحقة الفارين لمنع أي عمل إرهابي يطاول المناطق الآمنة ويعرقل خطط الأمن التي تحفظ أرواح المواطنين وسلامة عوائلهم".
وقال ضابط برتبة مقدم في قيادة عمليات بغداد لـ"العربي الجديد"، إن العملية كانت تستهدف التسلّل إلى داخل العاصمة لتنفيذ عمليات إرهابية. وأضاف أن "التحقيق ما زال مستمراً لمعرفة هوية العنصر الذي قُتل والمنطقة التي قدموا منها تحديداً"، لافتاً إلى أن "تكرار تحركات التنظيم بمحيط بغداد أمر يثير القلق، ويستدعي إبقاء حالة الاستنفار والتأهب مستمرة".
وأمس الثلاثاء، أعلن قائد عمليات الجيش العراقي في الأنبار، اللواء الركن ناصر الغنام، القبض على أربعة إرهابيين وصفهم بـ"الخطرين". وأضاف، في بيان وزعه الجيش على وسائل الإعلام المحلية العراقية، أن عمليتين منفصلتين أدتا إلى اعتقال أربعة إرهابيين بمناطق مختلفة من الأنبار.
ويقول متخصصون بالملف الأمني العراقي، إن بقايا تنظيم "داعش" في العراق لا يتجاوز عددهم 300 مسلّح يتوزعون في مناطق مختلفة من البلاد، على شكل خلايا وجيوب متفرقة، وتكمن خطورتهم في أنهم من غير المعروفين للقوات الأمنية، لكونهم من الجيل الثالث الذي انتمى إلى التنظيم بعد عام 2014، وغالبيتهم العظمى من العراقيين.
ووفقاً للخبير بالشأن الأمني العراقي أحمد النعيمي، فإن الفوضى في تعدّد القرارات والقيادات الأمنية في المنطقة ذاتها، سبب رئيس في استمرار خروقات أمنية يتكبد العراقيون بسببها خسائر بشرية. وأضاف لـ"العربي الجديد"، أنه على مستوى مدينة واحدة، هناك قيادات للجيش وأخرى لـ"الحشد الشعبي" وأيضاً الشرطة والاستخبارات والأمن الوطني، وكل واحدة تعمل بشكل شبه منفصل أو معزول عن الأخرى، كذلك إن استشراء الفساد في الأجهزة الأمنية مكّن التنظيم من الحصول على موطئ قدم، أو على الأقل التحرك في تلك المناطق.
واعتبر أن الحلّ لمعالجة هذه الجيوب، بناء علاقة طيبة مع السكان، قائمة على التشارك في مهمة ضبط الأمن، والتوقف عن الانتهاكات شبه اليومية بحق المواطنين من قبل فصائل محسوبة على "الحشد الشعبي".