قال العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، يوم الأربعاء، إن السعودية قلقة حيال عدم تعاون إيران مع المجتمع الدولي، فيما يخص البرنامج النووي، وتطويرها لبرامج الصواريخ الباليستية.
وقال الملك سلمان، في خطاب لمجلس الشورى بالمملكة، إنه يأمل أن تغير إيران سياستها وسلوكها "السلبي" في المنطقة، وأن تتجه نحو الحوار والتعاون.
وفي الخطاب الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية (واس)، قال العاهل البالغ من العمر 85 عاما "نتابع بقلق بالغ سياسة النظام الإيراني المزعزعة للأمن والاستقرار في المنطقة، بما في ذلك إنشاء ودعم المليشيات الطائفية والمسلحة، والنشر الممنهج لقدراته العسكرية في دول المنطقة".
وأضاف أن المملكة تتابع بقلق بالغ "عدم تعاونه مع المجتمع الدولي، فيما يخص البرنامج النووي وتطويره برامج الصواريخ الباليستية".
إلى ذلك، قال الملك سلمان "كما تقف المملكة إلى جانب الشعب اللبناني الشقيق، وتحث جميع القيادات اللبنانية على تغليب مصالح شعبها، والعمل على تحقيق ما يتطلع إليه الشعب اللبناني الشقيق من أمن واستقرار ورخاء، وإيقاف هيمنة حزب الله الإرهابي على مفاصل الدولة".
وفي خطوة صوب تخفيف التوتر، التقى مسؤولون سعوديون وإيرانيون، في سلسلة من المحادثات المباشرة، في وقت سابق من العام الجاري، لكنها لم تسفر بعد عن أي انفراجة.
وعلى صعيد الأزمة اليمنية، قال الملك سلمان إن "المملكة العربية السعودية حريصة على أمن واستقرار الجمهورية اليمنية الشقيقة والمنطقة، وتعمل على رفع المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني الشقيق، ودفع الأطراف كافة للقبول بالحلول السياسية؛ لإعادة الأمن والاستقرار إلى اليمن ودرء التهديد عن المملكة والمنطقة".
#فيديو | #خادم_الحرمين_الشريفين يلقي #الخطاب_الملكي السنوي لأعمال السنة الثانية من الدورة الثامنة لـ #مجلس_الشورى. #واس pic.twitter.com/QoWAayYFZX
— واس الأخبار الملكية (@spagov) December 29, 2021
وجدد الدعوة إلى جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) إلى أن "يحتكموا لصوت الحكمة والعقل، وتقديم مصالح الشعب اليمني الكريم على سواها"، مؤكداً على مبادرة بلاده لإنهاء الصراع الدائر في اليمن، ودعمها الجهود الأممية والدولية للتوصل إلى حل سياسي، وفقا للمرجعيات الثلاث: "المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن الدولي 2216".
وفيما يخص التعاون الخليجي، أشاد العاهل السعودي بقمة العلا التي استضافتها بلاده في يناير/كانون الثاني الماضي والتي أنهت الأزمة التي بدأت في يونيو/حزيران 2017، مشدداً على أن السعودية بذلت جهودها في الحفاظ على كيان مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وتابع قائلا "نحمد الله على ما أثمرت به القمة في بيان العلا من إعادة العمل المشترك إلى مساره الطبيعي، وتعزيز أواصر الود والتآخي بين شعوب المنطقة، كما ننظر بتقدير إلى نتائج قمة العلا الإيجابية التي تعكس قناعتنا الراسخة بأهمية تعزيز وحدة الصف الخليجي، وسعيها الحثيث من أجل استمرار المسيرة الخليجية للتكامل والعمل الخليجي المشترك، وإننا لنؤكد على ضرورة تسريع إجراءات التكامل الخليجي".
وأضاف "كما سررنا كثيرا باستضافة اجتماع الدورة 42 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وما صدر عنه في (إعلان الرياض) من الاتفاق على المبادئ والسياسات، لتطوير التعاون الاستراتيجي والتكامل الاقتصادي والتنموي بين دول المجلس وتحقيق تطلعات مواطنيها".
كما شدد العاهل السعودي على أن "القضية الفلسطينية كانت ولازالت هي قضية العرب والمسلمين المحورية، وتأتي على رأس أولويات سياسة المملكة الخارجية".