استمع إلى الملخص
- أكد المبعوث الصيني على أهمية احترام حق سورية في تقرير مستقبلها، ودعا لبدء تسوية سياسية شاملة ودعم دور الأمم المتحدة، مشيراً إلى ضرورة محاربة المنظمات الإرهابية.
- تناول المبعوث الوضع الإنساني المتدهور في سورية، داعياً لتسريع تنفيذ المشاريع الإنسانية وضمان وصول المساعدات، وأكد استعداد الصين لدعم التنمية السلمية في سورية.
أعربت الصين عن قلقها إزاء منح الإدارة السورية الجديدة رتباً عسكرية عليا لمقاتلين أجانب، بما في ذلك زعيم الحركة الإسلامية لتركستان الشرقية عبد الحق التركستاني. وقال مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة فو كونغ، في إحاطة لمجلس الأمن الدولي بشأن سورية، أمس الأربعاء، إنّ الصين "تشعر بقلق بالغ إزاء التقارير التي تفيد بأنّ الجيش السوري منح أخيراً رتباً عسكرية عليا لعدد من المقاتلين الإرهابيين الأجانب، بما في ذلك رئيس منظمة إرهابية مدرجة على قائمة المجلس، الحزب الإسلامي التركستاني، والمعروف أيضاً باسم حركة تركستان الشرقية الإسلامية"، داعياً سورية إلى "الوفاء بالتزاماتها في مكافحة الإرهاب ومنع أي قوات إرهابية من استخدام الأراضي السورية لتهديد أمن الدول الأخرى".
وكانت تقارير غربية قد ذكرت، مطلع الشهر الحالي، أنّ السلطات السورية الجديدة منحت بعض المقاتلين الأجانب (الإسلاميين) مناصب رسمية عليا في القوات المسلحة للبلاد. ولم يصدر أي تأكيد من جانب القيادة الجديدة بشأن هذه الخطوة، ولكن يبدو من المرجح أن تثير القلق داخل سورية وخارجها بشأن الدور الذي قد يلعبه هؤلاء الأجانب في مستقبل البلاد. وأفادت هذه التقارير في حينه بأنّ قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع منح نحو 50 وظيفة عسكرية جديدة، ذهبت ست منها على الأقل إلى أجانب، من بينهم صينيون من أقلية الإيغور، وأردني، وتركي.
وأضاف المبعوث الصيني أنّ الوضع في سورية يمرّ بمرحلة حرجة مع تحديات هائلة، لافتاً إلى أنّ "المجتمع الدولي يجب أن يحترم بشكل فعّال حق سورية في متابعة مسار التنمية بما يتماشى مع ظروفها الوطنية، والسماح للشعب السوري بتقرير مستقبل بلاده على أساس إرادته"، وقال بشأن مؤتمر الحوار الوطني المقرر عقده في وقت لاحق، إنّ الصين "تتوقع من جميع الأطراف في سورية أن تنطلق من المصالح طويلة الأجل للبلاد والشعب، وأن تبدأ عملية تسوية سياسية مفتوحة وشاملة". وتدعم الصين دوراً أكبر للأمم المتحدة والمبعوث الخاص غير بيدرسون في هذه العملية.
وتابع: "بغض النظر عن كيفية تطور الوضع الداخلي في سورية، لا يمكن تغيير الخط الأساسي المتمثل في عدم التسامح مطلقاً مع الإرهاب"، مشيراً إلى أنّ مجلس الأمن أصدر أخيراً بياناً صحافياً بشأن سورية، أوضح فيه أن الدول يجب أن تحارب جميع المنظمات الإرهابية المدرجة في قائمة المجلس وتحرم الإرهابيين من الملاذ الآمن. وأضاف أنّ سورية تعاني من واحدة من أسوأ الأوضاع الإنسانية، حيث يعيش أكثر من 16 مليون شخص في ضائقة إنسانية مروعة، وأن العقوبات الأحادية الجانب غير القانونية المطولة أدت إلى تفاقم معاناة الشعب السوري.
وقال المبعوث الصيني إنّ الأمم المتحدة يجب أن تلعب دوراً تنسيقياً، وتعمل على تسريع تنفيذ المشاريع الإنسانية وإعطاء الأولوية لاحتياجات السكان للبقاء على قيد الحياة في فصل الشتاء. وأضاف أنّ جميع الأطراف في سورية يجب أن تلتزم بالقانون الإنساني الدولي، وتتعاون بنشاط مع العمليات الإنسانية، وتضمن وصول المساعدات الإنسانية وسلامة العاملين في المجال الإنساني، وأشار إلى أنّ الصين تؤكد مجدداً على ضرورة احترام سيادة سورية واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها، وتنفيذ قرارات المجلس بشأن مرتفعات الجولان، والالتزام باتفاقية عام 1974 بشأن فض الاشتباك بين القوات.
كما أكد فو أنّ الصين تنتهج منذ فترة طويلة سياسة الصداقة والتعاون مع سورية، ولم تتدخل قط في شؤونها الداخلية. وأضاف أنّ الصين مستعدة لمواصلة العمل مع المجتمع الدولي من أجل أن تحظى سورية بانتقال سلس وتشرع تدريجياً في مسار التنمية السلمية.