كما كان متوقّعاً، أُعلن في وقت متأخر من مساء الأحد (بتوقيت الصين) انتخاب الرئيس الصيني شي جين بينغ أميناً عاماً للحزب الشيوعي للمرة الثالثة، بعد أن أزاح كل نوع من أنواع المعارضة في البلاد وداخل صفوف الحزب، ضامناً بذلك لنفسه ولاية جديدة على رأس الصين لخمس سنوات أخرى على الأقل.
وهذه الولاية الثالثة ستجعل منه الزعيم الأقوى منذ أيام مؤسس النظام ماو تسي تونغ (1949-1976).
وعينت اللجنة المركزية الجديدة للحزب الشيوعي، بعد إدخال تعديلات واسعة عليها، شي جين بينغ لولاية ثالثة من خمس سنوات خلال عملية تصويت جرت في جلسة مغلقة، ما يمهد لتثبيته رسميا على رأس الدولة لولاية جديدة في مارس/آذار 2023.
كما ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة أن شي "عُيّن كذلك رئيسا للجنة العسكرية المركزية".
وعين شي حلفاء له بين الأعضاء السبعة في اللجنة الدائمة التي تمسك بزمام السلطة الفعلية في الصين، ومن بينهم لي كيانغ رئيس الحزب في شنغهاي، ودينغ شويشيانغ رئيس مكتب شي جين بينغ، ولي شي رئيس حزب مقاطعة غوانغدونغ (جنوب)، وفق مشاهد بثها التلفزيون الرسمي من قصر الشعب في بكين.
وأعلن شي، في كلمة ألقاها أمام الصحافة في قصر الشعب، أنه "لا يمكن للصين أن تتطور من دون العالم، والعالم أيضاً بحاجة إلى الصين".
وأضاف: "بعد أكثر من أربعين عاماً من الجهود الحثيثة من أجل الإصلاح والانفتاح، حققنا معجزتين: تنمية اقتصادية سريعة واستقرار اجتماعي بعيد الأمد".
وتعهد بـ"العمل بجدّ لإنجاز مهامنا" شاكراً "بصدق الحزب بكامله للثقة التي أبداها لي".
ولا يضم المكتب السياسي، هيئة القرار في الحزب الشيوعي الصيني، أي امرأة في صفوفه لأول مرة منذ 25 عاماً، وفق ما أظهرت تشكيلته الجديدة التي أعلنت الأحد.
وتقاعدت سان شونلان، المرأة الوحيدة التي كانت بين الأعضاء الـ25 في المكتب السياسي السابق، ولم تعيَّن أي امرأة بين الأعضاء الجدد.
وبعد أسبوع من المداولات خلف أبواب مغلقة، اختُتم المؤتمر العشرون للحزب الشيوعي الصيني السبت بتعديل كبير في لجنته المركزية، وهي بمثابة برلمان داخلي للحزب. واستناداً إلى تقديرات وكالة "فرانس برس"، جُدِّد أعضاء اللجنة المركزية الجديدة بنسبة 65% مقارنة بتشكيلة عام 2017.
وأربعة من الأعضاء السبعة تغيب أسماؤهم عن لائحة أعضاء اللجنة المركزية التي نشرتها وكالة الأنباء الصينية الجديدة، وبينهم رئيس الوزراء الحالي لي كه تشيانغ، الذي يترك مهامه في مارس/آذار المقبل.
كذلك سيغيب عن اللجنة المركزية المسؤول الثالث الصيني لي زانشو، ونائب رئيس الوزراء هان تشينغ، ووانغ يانغ، رئيس المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، وهو جمعية لا تملك سلطة القرار.
ووانغ يانغ، الذي يعتبر من الأصوات الأكثر ليبرالية في الحزب، كان أحد الأسماء المرجحة لتولي رئاسة الحكومة المقبلة.
(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)