استمع إلى الملخص
- وسائل الإعلام الصينية الرسمية أبدت تفاؤلاً بإمكانية تحسين العلاقات الثنائية، مشيرة إلى ضرورة اتخاذ إجراءات ملموسة لإظهار الإخلاص.
- لامي تعهد بإصلاح العلاقات مع الصين وتبني استراتيجية أكثر اتساقاً، مع التركيز على الاستمرارية في السياسة البريطانية تجاه بكين.
من المتوقع أن يقوم وزير الخارجية البريطاني الجديد ديفيد لامي بزيارة إلى الصين كجزء من جهود حكومة حزب العمال لإعادة تقييم علاقة المملكة المتحدة مع بكين، حسبما نقلت وكالة "بلومبيرغ" قبل يومين، عن أشخاص مطلعين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم. ووفق المصادر نفسها، لم يتم الانتهاء بعد من خطط الرحلة، كما لم يتم تحديد موعدها.
واعتبرت وسائل إعلام صينية رسمية أن الحديث عن زيارة مرتقبة لوزير الخارجية البريطاني الجديد إلى الصين، يشير إلى التركيز المتجدد من قبل حكومة حزب العمال على العلاقات الصينية البريطانية. وأبدت تلك الوسائل تفاؤلاً في أن تعيد إدارة كير ستارمر، العلاقات المتوترة إلى مسارها الصحيح. وقالت إن الإجراءات الملموسة ضرورية لإظهار الإخلاص في تحسين العلاقات الثنائية ودفعها قدماً.
وستكون هذه الزيارة الثانية لوزير خارجية بريطاني في السنوات الست الماضية، بعد زيارة جيمس كليفرلي في أغسطس/آب 2023. ولم تؤكد المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، في إحاطة صحافية الأربعاء، ما ورد في تقرير بلومبيرغ، لكنها أشارت إلى أن وزير الخارجية الصيني وانغ يي، التقى مؤخراً مع لامي في لاوس.
وقالت ماو: "نحن إيجابيون ومنفتحون على تعزيز التبادلات الثنائية والتعاون". وأضافت: "إن العلاقات المستقرة والمفيدة للطرفين بين الصين والمملكة المتحدة تخدم المصالح الأساسية لكلا الشعبين، وتساعد الجانبين على الالتقاء للاستجابة للتحديات العالمية، وتساهم في السلام والتنمية العالميين".
وقبل توليه منصبه في يوليو/تموز الماضي، تعهد ديفيد لامي، بإصلاح علاقة المملكة المتحدة مع ألد منافسيها الاستراتيجيين (الصين). ويسارع لامي الآن إلى الوفاء بوعده بإطلاق مراجعة لعلاقة لندن مع بكين في غضون 100 يوم من تولي الحكومة الجديدة السلطة، حسبما ذكرت صحيفة "بوليتيكو" في يونيو/حزيران الماضي. ويعتقد لامي، أن نهج البلاد السابق تجاه الصين تذبذب بشكل كبير على مدار السنوات الـ14 الماضية من حكم المحافظين، وتعهد بتبني استراتيجية أكثر اتساقاً. كما كان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، قد صرح في وقت سابق، بأن أول ما ستفعله حكومته هو إجراء تدقيق لعلاقاتها مع بكين.
ونقلت صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية الحكومية، الأربعاء، عن الباحث في معهد الدراسات الأوروبية التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، جاو جون جيه، قوله إن تأكيد لامي على الحاجة إلى الاستمرارية في سياسة المملكة المتحدة تجاه الصين يهدف إلى الحفاظ على علاقة صحية ومستقرة مع بكين، والامتناع عن إمالة الميزان بالكامل نحو الولايات المتحدة. وأشار جاو إلى أنه نظراً للتركيز على الاستمرارية، فمن المرجح أن تتمسك الحكومة الجديدة بالنهج الودي نسبياً تجاه الصين الذي تبناه زعيم حزب العمال السابق توني بلير. ولفت إلى أن هناك "الكثير من القواسم المشتركة بين الصين والمملكة المتحدة، مما يوفر أساساً سليماً للتعاون في العديد من المجالات المهمة مثل الاقتصاد الأخضر، والتحول في مجال الطاقة، والاستجابة لتغير المناخ".