استمع إلى الملخص
- تسعى الصين للتغلب على التحديات التقنية في القطب الشمالي من خلال تطوير معدات محلية، مما يعزز قدرتها على إجراء الأبحاث القطبية بشكل مستقل ويضعها في مصاف الدول الرائدة.
- تعمل الصين على تعزيز وجودها في القطب الشمالي ببناء أساطيل استكشافية وكاسحات جليد، مع التأكيد على التعاون والاحترام المتبادل رغم القلق الأمريكي.
أعلنت الصين اليوم الاثنين، اعتزامها إرسال غواصة مأهولة لاستكشاف قاع البحر القطبي باعتبار ذلك جزءاً من طموحاتها المتنامية في المحيط المتجمد الشمالي. ونقلت وسائل إعلام حكومية عن معهد الأبحاث 704، التابع لشركة بناء السفن الوطنية الصينية، أنه تم تصميم السفينة لتسقط من خلال ثقب في هيكل سفينة الأبحاث القطبية تان سو سان هاو، وقد تم الانتهاء من سلسلة من الاختبارات، بما في ذلك الالتحام تحت الماء والعمليات في درجات حرارة منخفضة، غير أنه لم يكشف عن الكثير من التفاصيل الخاصة بالسفينة.
ولفت المعهد في بيان نشر على موقعه الإلكتروني، إلى أن البلاد كانت مضطرة في السابق إلى الاعتماد على التكنولوجيا الأجنبية، لكنها طورت الآن أنظمتها الخاصة التي يمكن استخدامها على نطاق واسع في المستقبل للبحث العلمي القطبي، واستكشاف وإنتاج موارد النفط والغاز في أعماق البحار، وبناء خطوط الأنابيب في قاع البحر وصيانتها، إضافة إلى عمليات البحث والإنقاذ. وأشار المعهد الصيني إلى أن سفن الأبحاث القطبية محدودة في ما يمكنها القيام به بسبب وجود كتل الجليد، لذا فإن إرسال السفن تحت الماء هو وسيلة للتغلب على المشكلة، ولكن الظروف القاسية تشكل تحدياً تقنياً كبيراً.
وتُعدّ روسيا الدولة الوحيدة التي أرسلت سفينة مأهولة إلى قاع البحر في القطب الشمالي - مهمة أركتيكا عام 2007 - مما يعني أن الصين قد تصبح الدولة الثانية التي تقوم بهذه الخطوة. وكان المعهد الصيني قد صمّم مجموعة من المعدات للسفينة الأم لدعم الأبحاث في أعماق البحار، بما في ذلك نظام رافعة بطول 10 آلاف متر، ونظام نشر واستعادة للغواصات. وقد بُني مركز تان سو سان هاو، في مدينة كوانجو جنوب البلاد بمهمة أساسية تتمثل في استخدام المعدات المصنعة محلياً للاستكشاف العلمي. وكانت أعمال البناء قد بدأت في يونيو/ حزيران من العام الماضي، وغادرت السفينة الميناء في إبريل/ نيسان الماضي، ومن المتوقع أن تدخل الخدمة وتبدأ التجارب البحرية العام المقبل.
وتصف الصين نفسها بأنها قوة "قريبة من القطب الشمالي" وتعمل على زيادة أساطيلها الاستكشافية القطبية. كما بنت عدداً من كاسحات الجليد، وكان أحدثها ـ سفينة "جيدي" ـ التي قامت بأولى رحلاتها إلى القطب الشمالي في أغسطس/ آب الماضي. وقال وو جانغ الذي صمم أول كاسحة جليد محلية الصنع في الصين "شيه لونغ 2"، لوسائل الإعلام الرسمية الشهر الماضي، إن البلاد تعمل أيضاً على تطوير كاسحة جليد أخرى مصممة للتعامل مع الجليد الذي يزيد سمكه على مترين. وستتيح كاسحة الجليد للصين العمل على مدار العام في البيئات القطبية.
ولطالما أعربت الولايات المتحدة عن قلقها إزاء الوجود الصيني المتزايد في القطب الشمالي، في حين ترى الصين نفسها طرفاً مهماً في شؤون القطب الشمالي وتتبع دائماً المبادئ الأساسية للاحترام والتعاون، والنتيجة المربحة لجميع الأطراف، وتقول إنها ملتزمة دائماً بتعزيز السلام والاستقرار والتنمية المستدامة في القطب الشمالي. يشار إلى أن المنافسة في القطب الشمالي ازدادت في السنوات الأخيرة، حيث أدى الاحتباس الحراري العالمي إلى فتح خطوط بحرية كانت مجمدة في السابق، مما أتاح الوصول إلى موارد الطاقة والمعادن في البحر، ولكنه زاد أيضاً من احتمالات النزاعات البحرية.