الصومال: قتلى ونزوح المئات جراء اشتباكات بين الأمن وفرقة عسكرية

22 ديسمبر 2021
نزوح سكان من العاصمة مقديشو إثر اشتباكات (Getty)
+ الخط -

تستمر في مدينة بوصاصو بإقليم بونتلاند الصومالي معارك متقطعة بين القوات الأمنية وفرقة عسكرية مدربة خصيصاً لمكافحة تنظيم "داعش"، و"حركة الشباب"، لليوم الثاني على التوالي؛ حيث تدور الاشتباكات في أنحاء متفرقة من المدينة، فيما سقطت عدة مدافع هاون على مناطق مأهولة بالسكان، تسببت في سقوط قتلى.

وبحسب مصادر صحافية، فإن الهجمات أودت بنحو 10 أشخاص، أغلبهم من المدنيين، فيما قتل جنديان حكوميان أثناء الاشتباكات، ونقل العشرات منهم إلى مستشفيات مدينة بوصاصو التجارية.

وقال عبدالصمد محمد، وزير الأمن في حكومة بونتلاند، صباح اليوم الأربعاء، في مؤتمر صحافي لوسائل الإعلام المحلية، إن مليشيات مسلحة من فرقة (بي اسف) شنت هجوماً على مقار القوات الأمنية في المدينة، وأطلقت عدة مدافع هاون بشكل عشوائي على الفنادق والمساجد، ومناطق أخرى كان سكان المدينة يقضون فيها استراحتهم، ما أدى إلى خسائر بشرية في صفوف المدنيين.

وأوضح محمد أن الحكومة المحلية أمرت قواتها بعدم شن هجوم عسكري على المليشيات والتصدي فقط لهجماتهم المسلحة، "حرصاً على سلامة المواطنين، والسعي لحل الأزمة بالمفاوضات وعدم تصعيدها حالياً".

وأشار وزير الأمن في حكومة بونتلاند إلى أن "هناك وساطات محلية تبذل من طرف شيوخ العشائر والعلماء ومكونات المجتمع المدني، من أجل الاستجابة لمطالب حل النزاع بالطرق السلمية، وأبدت الحكومة المحلية استعدادها للتفاوض مع قيادات تلك المليشيات المسلحة، وما زلنا نميل إلى خيار المصالحة والمفاوضات وعدم الدخول في معركة عسكرية حاسمة مع تلك المليشيات".

وحول أسباب الأزمة، يقول وزير الأمن عبدالصمد محمد إن "المشكلة الأمنية في المدينة تفاقمت بعدما أقال مكتب رئيس ولاية بونتلاند سعيد عبدالله دني قائد فرقة (بي اسف) العسكرية محمود عثمان في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وتعيين الجنرال محمد أمين خلفاً له، إلا أن القائد المعزول رفض قرار إقالته، وحشد مؤيديه من الفرقة العسكرية، وأخلوا المعاقل العسكرية، واتجهوا نحو مدينة بوصاصو".

وأشار المسؤول ذاته إلى أن القائد المعزول رفض كل الوساطات المحلية من وجهاء العشائر والعلماء، وتطور الأمر أخيراً بعدما بادر مؤيدوه بمهاجمة القوات المحلية في مدينة بوصاصو فجر أمس الثلاثاء.

وفي السياق، شهدت مدينة بوصاصو حركة نزوح كثيفة منذ أمس الثلاثاء؛ حيث فرت المئات من الأسر نحو المدن والبلدات القريبة من المدينة الساحلية، والتي تعد العاصمة التجارية لولاية بونتلاند التي تأسست عام 1998.

وتأسست فرقة (بي اسف) العسكرية في إقليم بونتلاند عام 2001 على يد الرئيس الصومالي الراحل العقيد عبدالله يوسف، وكانت تتلقى دعماً وتدريباً عسكرياً من الولايات المتحدة الأميركية في مكافحة "حركة الشباب" المرتبطة بتنظيم "القاعدة"، وتنظيم "داعش" في المناطق الجبلية الوعرة في مناطق بونتلاند.

في غضون ذلك، دعت السفارة الأميركية في مقديشو أطراف النزاع في بونتلاند لـ"العودة إلى طاولة المفاوضات، لتحقيق السلام"، مشيرة إلى أن "استمرار القتال في المدينة سيؤدي إلى مزيد من التدهور للسكان المحليين ومدينة بوصاصو".

ووفق مراقبين، فإن استمرار المواجهات في مدينة بوصاصو، التي تحتضن الميناء التجاري للولاية، سيؤثر سلباً على الحركة الاقتصادية، حيث يدعم الميناء التجاري ميزانية حكومة بونتلاند بنحو ستين في المائة، والذي تديره شركة موانئ دبي الإماراتية منذ عام 2018، كما أنه يعطل مسار الانتخابات النيابية في ولاية بونتلاند، والتي كان من المرتقب أن تنطلق مع بداية عام 2022.

المساهمون