الصومال: تجدّد الاشتباكات بين قوات الأمن وفرقة عسكرية

23 ديسمبر 2021
تدور الاشتباكات منذ الثلاثاء الماضي (صداق محمد/الأناضول)
+ الخط -

تجدّدت الاشتباكات، صباح اليوم الخميس، في مدينة بوصاصو الصومالية، والتي تدور منذ الثلاثاء الماضي بين فرقة عسكرية لمكافحة الإرهاب والقوات الأمنية التابعة للحكومة المحلية، وذلك بعدما توقفت عدة ساعات، بعدما كان أعلن وزير الأمن في حكومة بونتلاند عبد الصمد محمد عن هدنة مؤقتة بين الجانبين، لدعم جهود المفاوضات وإعطاء مهلة للوساطة التي يبذلها شيوخ العشائر في المدينة لوقف القتال.

وأشار عبد الصمد، في حديث مع وسائل إعلام محلية، إلى أن مسلحي الفرقة العسكرية خرقوا فجر اليوم الهدنة، وتجددت الاشتباكات، حيث تصُدّ القوات النظامية هجماتهم فقط، أملاً في إنهاء النزاع بالمفاوضات.

وبحسب مصادر صحافية، ارتفعت حصيلة ضحايا الهجمات منذ الثلاثاء الماضي إلى 14 قتيلاً وعشرات الجرحى، هذا فضلاً عن نزوح مئات الأسر من المدينة نحو المناطق القريبة من بوصاصو التجارية، وذلك بعدما سقطت عدة قذائف هاون على أحياء سكنية وميناء بوصاصو.

ودعا الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو، مساء أمس الأربعاء، إلى الوقف الفوري للقتال الدائر بين فرقة عسكرية لمكافحة الإرهاب والقوات الأمنية التابعة للحكومة المحلية، وذلك في لقاء دار بين الرئيس الصومالي والقيادات الأمنية في أجهزة الشرطة والجيش والمخابرات.

وأعرب الرئيس فرماجو عن خيبة أمله تجاه استمرار الاشتباكات في مدينة بوصاصو، مشيراً إلى أنه يضم صوته إلى الأصوات التي تناشد وقف النزاع وحل الخلافات بالمفاوضات.

وأوضح الرئيس الصومالي أنه يثق بحكمة شيوخ القبائل لبذل مزيد من الجهود والوساطات لوقف النزاع العسكري في المدينة، وأرسل تعازيه لذوي الضحايا الذين سقطوا في الاشتباكات التي اندلعت فجر الثلاثاء الماضي.

وتشهد مدينة بوصاصو، منذ الثلاثاء الماضي، مواجهات عنيفة بين فرقة عسكرية، دربت خصيصاً لمكافحة حركة "الشباب" وتنظيم "داعش"، والقوات الأمنية التابعة لحكومة بونتلاند، وذلك بعدما أقال مكتب رئيس ولاية بونتلاند سعيد عبد الله دني قائد فرقة (بي اسف) العسكرية محمود عثمان في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وعيّن الجنرال محمد أمين خلفاً له، إلا أن القائد المعزول رفض قرار إقالته، وحشد مؤيديه من الفرقة العسكرية، وأخلوا المعاقل العسكرية، واتجهوا نحو مدينة بوصاصو.

يذكر أن فرقة (بي اسف) العسكرية تأسست في إقليم بونتلاند عام 2001 على يد الرئيس الصومالي الراحل العقيد عبد الله يوسف، وكانت تتلقى دعماً وتدريباً عسكرياً من الولايات المتحدة الأميركية لمكافحة "حركة الشباب"، المرتبطة بتنظيم "القاعدة"، وتنظيم "داعش" في المناطق الجبلية الوعرة في مناطق بونتلاند.

مؤتمر تشاوري للانتخابات

في سياق آخر، أعلنت الحكومة الصومالية، مساء الخميس، عن تنظيم مؤتمر تشاوري حول الانتخابات بين الشركاء السياسيين في الصومال الاثنين المقبل، لبحث آخر المستجدات حول الانتخابات البرلمانية وبحث شكاوى اتحاد المرشحين للانتخابات بعد بروز اتهامات بالتزوير.

جاء ذلك في جلسة الحكومة الصومالية الأسبوعية التي ترأسها رئيس الحكومة الفيدرالية محمد حسين روبلي، وركزت أيضاً على "تعزيز الأمن ومضاعفة جهود حملة دعم المتضررين من أزمة الجفاف" التي تضرب جنوب البلاد منذ أغسطس /آب الماضي.

وقال رئيس الوزراء، في بيان صحافي له بعد الاجتماع، إن الحكومة الفيدرالية مستعدة لاستضافة رؤساء الولايات الفيدرالية الخمسة وأعضاء اتحاد المرشحين للانتخابات الرئاسية، وذلك من أجل النقاش حول مسار الانتخابات البرلمانية، وتنظيم انتخابات شفافة تحظى بثقة الجميع.

وفي السياق، رحب اتحاد المرشحين للانتخابات بجهود الحكومة لتنظيم المؤتمر التشاوري حول الانتخابات، مثمناً دور رئيس الوزراء في "تصحيح الانتخابات بعد أن توقفت بسبب التزوير وكثرة الطعون التي قدمت للجنة فض النزاعات بشأن الانتخابات".

وأوضح اتحاد المرشحين، في بيان صحافي له مساء اليوم، أنه يأمل "تجاوز كل العقبات والتحديات التي تهيمن على الانتخابات قريباً"، وأن تجرى "انتخابات ذات مصداقية ونزاهة، لضمان تحقيق انتخابات تحظى بثقة الجميع".

وفي الأثناء، رحب شركاء الصومال الدوليون، مساء الخميس، في بيان صحافي، بقرار الحكومة الفيدرالية عقد مؤتمر تشاوري حول الانتخابات، لتحسين وتسريع العملية الانتخابية. ودعت أطراف المجتمع الدولي الحكومة الصومالية إلى "تعزيز العملية الانتخابية بمزيد من الشفافية".

يذكر أن الانتخابات الصومالية تعطلت منذ ثلاثة أسابيع بسبب اتهامات بالتزوير في عدة مقاعد في إقليمي جلمدغ وجنوب غرب الصومال، وهددت المعارضة المتمثلة في اتحاد المرشحين بمقاطعتها إذا لم تستجب الحكومة الصومالية لمطالبها بتصحيح الانتخابات وإجراء انتخابات شفافة.

المساهمون