الصومال: اشتباكات في إقليم جلمدغ بعد عودة تنظيم "أهل السنة"

02 أكتوبر 2021
يشهد الإقليم توترات أمنية منذ الخميس (الأناضول)
+ الخط -

يشهد إقليم جلمدغ الفيدرالي في الصومال توترات أمنية منذ الخميس الماضي، بعد مواجهات عنيفة شهدها الإقليم بين القوات الصومالية ومليشيات مسلحة تابعة لتنظيم "أهل السنة والجماعة" (الجناح الصوفي المسلح)، أودت بحياة 10 أشخاص وتسببت بإصابة نحو 20 آخرين بجروح مختلفة أمس الجمعة، فيما أرسلت الحكومة الصومالية طائرتين محملتين بالقوات الصومالية، صباح اليوم السبت، إلى مدينة طوسمريب (عاصمة إقليم جلمدغ) لتعزيز الجيش الصومالي في الإقليم وحسم المواجهات مع تنظيم "أهل السنة والجماعة"، ما ينذر بنشوب مواجهات مسلحة وشيكة.

ووفقاً لوسائل إعلام محلية، فإن قوات حكومية هاجمت مليشيات مسلحة تابعة لـ"أهل السنة والجماعة" أمس الجمعة، ودارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، إلا أن القوات الصومالية انسحبت من القتال، في حين استمرت المليشيات في تقدمها نحو المدن الرئيسة في الإقليم، وتمكنت من السيطرة على مدينة جرعيل، المعقل الرئيسي السابق للتنظيم، مساء الجمعة.

وأعلن تنظيم "أهل السنة والجماعة"، في بيان صحافي له، استعداده دخول مفاوضات مع إدارة إقليم جلمدغ الفيدرالي، لبحث شكاوى التنظيم وحل الخلافات بين الجانبين، وذلك بعد سنتين من طرد التنظيم من إقليم جلمدغ الفيدرالي، الذي يحضر لدخول مواجهة عنيفة ضد تنظيم "أهل السنة" في مدينة جرعيل.

وتفيد الأنباء الواردة من مدينة جرعيل بأن حركة نزوح بدأت في المدينة، فيما أغلقت المحال التجارية والمطاعم، كما علّقت حركة المطار المحلي تحسباً لمواجهات عسكرية بين أطراف النزاع.

وفي سياق متصل، دعا رئيس الحكومة الصومالية محمد حسين روبلي، في بيان صحافي نشرته وسائل الإعلام المحلية أمس الجمعة، إلى حلّ النزاع بالتفاوض بين حكومة الإقليم وتنظيم "أهل السنة والجماعة"، وتجنب إراقة المزيد من دماء الأبرياء، وأرسل تعازيه الحارة لذوي الضحايا الذين سقطوا في المواجهات الأخيرة. وأكد بيان رئيس الحكومة شرعية إجراءات سلطات إقليم جلمدغ الفيدرالي المخولة في حفظ الأمن واستقرار المدن التي تخضع لسلطتها.

ومن المرتقب أن تتحرك القوات الصومالية ظهر اليوم نحو مدينة جرعيل لاستعادتها من تنظيم "أهل السنة والجماعة"، بينما يستعد مسلحو التنظيم لصدّ الهجوم العسكري الوشيك من الجيش الصومالي.

وظهر تنظيم "أهل السنة والجماعة"، وهو جناح عسكري للطرق الصوفية في الصومال، عام 2008 بوسط البلاد، وذلك لمواجهة تمدد حركة "الشباب" المرتبطة بتنظيم "القاعدة" في مناطق انتشار الصوفية، ودارت مواجهات عنيفة بين الجانبين، تمكن خلالها التنظيم الصوفي من دحر حركة "الشباب" وطردها من مدن عدة بوسط البلاد، ويرجع الصراع بين الجانبين إلى صراع مذهبي، بين السلفية الجهادية من جهة، والطرق الصوفية من جهة ثانية، ما يجعل الصراع بينهما محتدماً بوسط البلاد .

المساهمون