الصفدي: أي محاولة لتهجير فلسطينيي الضفة إلى الأردن بمثابة إعلان حرب

05 سبتمبر 2024
وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، البحر الميت 11 يونيو 2024 (خليل مزرعاوي/فرانس برس)
+ الخط -

حذر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، اليوم الخميس، من أن أي محاولة إسرائيلية لتهجير فلسطينيي الضفة الغربية باتجاه بلاده ستُعتبَر بمثابة "إعلان حرب" وسيكون التعامل معها وفق ذلك. واعتبر الصفدي في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرته الألمانية، أنالينا بيربوك أن الاحتلال "يشن حرباً جديدة في الضفة الغربية" بينما يستمر الوزراء المتطرفون في حكومة الاحتلال في نشر الكراهية ضد الفلسطينيين، مشدداً على أن "أي محاولة لتهجير فلسطينيي الضفة الغربية إلى الأردن هي بمثابة إعلان حرب على الأردن".

وحذر الصفدي من أنّ "اتساع الحرب في الضفة يعني احتمالاً أكبر لتوسع الحرب في المنطقة كاملة"، وأضاف أن "وقف العدوان على غزة والتصعيد بالضفة الغربية" هو "الخطوة الأولى للحؤول دون تفاقم الأوضاع بالمنطقة لما هو أسوا".

وبموازاة حربه على غزة، وسّع جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته بالضفة كما صعّد المستوطنون اعتداءاتهم، ما أدى إلى استشهاد 691 فلسطينياً وإصابة نحو 5700 بجراح، واعتقال ما يزيد على 10 آلاف و400 مواطن. وبدأ جيش الاحتلال في 28 أغسطس/ آب الماضي عملية عسكرية في شمال الضفة تُعَدّ "الأوسع" منذ عام 2002، أدت حتى اليوم الخميس إلى استشهاد 39 فلسطينياً وإصابة 145 آخرين، واعتقال العشرات، وفق مؤسسات رسمية فلسطينية.

وكشف الصفدي أن بلاده تعد ملفاً قانونياً عن الاقتحامات الإسرائيلية للمقدسات بالقدس المحتلة، دون أن يوضح إلى أي جهة سيُرفَع هذا الملف. ودعا المجتمع الدولي إلى التحرك قبل اشتعال الضفة الغربية والمنطقة، حيث تصاعدت منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، التي شارك فيها وزراء إسرائيليون بينهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير تطوير النقب والجليل يتسحاك فاسرلوف.

كذلك أكد وزير الخارجية الأردني رفض بلاده القاطع للمزاعم التي يروّج لها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن محور صلاح الدين (فيلادلفيا) والحدود مع الأردن، مؤكداً أنّ الأردن لن يقبل بأي مقاربة تعزل غزة عن الضفة الغربية. وشدد على ضرورة تبني مبادرة شاملة تجمع بين الأبعاد السياسية والأمنية لتفادي تكرار المآسي في المنطقة.

ودعا الصفدي إلى انسحاب الاحتلال الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة، مؤكداً أن "الأردن لن يرسل جنوده ضمن مقاربات أمنية إسرائيلية في غزة، ولن يتعامل مع أي مقاربة تتعامل مع الأمر بمنظور أمني"، لافتاً إلى أن السلام والأمن والاستقرار "لن تتحقق دون نظرة شمولية تستهدف معالجة الصراع من أساسه لإنهاء الاحتلال، والتوصل إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة". وتخشى عمّان والقاهرة استغلال إسرائيل الحرب الحالية على غزة لمعالجة ما تعتبره "معضلة سكانية فلسطينية" عبر تمرير خطط لتهجير سكان الضفة إلى الأردن وسكان غزة إلى مصر.