دعا زعيم "التيار الصدري" مقتدى الصدر، العشائر العراقية وقوات الأمن لمساندته في تغيير الواقع الحالي والقضاء على الفساد والتبعية، واصفا اقتحام المنطقة الخضراء بأنه "تحرير"، و"ثورة عفوية".
ويعتبر هذا أول تعليق رسمي للصدر على الأحداث التي شهدتها العاصمة العراقية بغداد عقب اقتحام المئات من أنصاره المنطقة الخضراء وسيطرتهم على مبنى البرلمان،
يأتي ذلك بالتزامن مع إعلان قيادات في التيار ببغداد تحويل تواجدهم في البرلمان إلى اعتصام مفتوح. وقال الصدر في بيان، إن "الثورة العفوية التي حررت المنطقة الخضراء كخطوة أولى هي الفرصة الذهبية لكل من اكتوى من الشعب بنار الظلم والفساد والإرهاب والاحتلال والتبعية"
وأضاف "كلي أمل ألا تتكرر مأساة تفويت الفرصة الذهبية الأولى عام 2016 (...) نعم هذه فرصة أخرى لتبديد الظلام والفساد الولاء للخارج والطائفية التي جثمت على صدر العراق منذ احتلاله وحتى الآن".
وتابع أنها "فرصة عظيمة لتغيير جذري للنظام السياسي والدستور والانتخابات التي إن زورت لصالح الدولة العميقة فهي أفضل انتخابات حرة ونزيهة، وإن كانت نزيهة وأزاحت الفاسدين، فهي مزورة".
ودعا الصدر العشائر العراقية وقوات الأمن والمواطنين العراقيين إلى مساندته في تحقيق ثورة الإصلاح الحالية بالعراق، مطالبا بعدم لومه في حال تفويت الفرصة الحالية.
وهذه المرة الأولى التي يستخدم فيها الزعيم الديني مقتدى الصدر عبارات مثل تغيير جذري للعملية السياسية والدستور والانتخابات، فضلا عن استعمال عبارة تحرير المنطقة الخضراء في إشارة إلى اقتحام أتباعه لها أمس السبت وسيطرتهم على مبنى البرلمان.
واليوم الأحد، زار عدد من قيادات "التيار الصدري" المنطقة الخضراء والتقوا بناشطي التيار المعتصمين في البرلمان. وقال إبراهيم الموسوي مدير مكتب الصدر في بغداد، للصحافيين، إن الاعتصام سيكون مفتوحا وطويلا، في إشارة إلى تواجدهم داخل مبنى البرلمان العراقي، الذي قرر رئيسه محمد الحلبوسي أمس السبت تعليق عمله حتى إشعار آخر.
"الإطار التنسيقي" يعقد اجتماعا لبحث الأزمة السياسية
في السياق ذاته، قالت وسائل إعلام محلية عراقية إن قيادات تحالف "الإطار التنسيقي"، المدعوم من طهران بدأت مساء الأحد اجتماعا مغلقا في منزل عمار الحكيم، لبحث الأزمة السياسية.
والاجتماع هو الثاني من نوعه في أقل من 24 ساعة، وسط ترجيحات بأنه سيبحث الاتفاق على موقف معين من التطورات الحاصلة وتبني موقف منها.
وقال سياسي مقرب من التحالف لـ"العربي الجديد"، إن هناك انقساما داخل قيادات التحالف فيما يتعلق بالدعوة والتحشيد لخروج تظاهرات مضادة لتظاهرات الصدريين ببغداد، كما يطالب بذلك نوري المالكي وقيس الخزعلي، فيما يعارض هذا التوجه كل من هادي العامري وحيدر العبادي وعمار الحكيم، ويعتبرونه نقلًا للمواجهة السياسية إلى الشارع وتأزيما أكبر للموقف، إذ يدفعون باتجاه التهدئة والدعوة لحوار شامل لتصفير الأزمة مع الصدر.